أشاد صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم،بما تتميز به بلادنا من بنية تحتية عالية الجودة في التقنية، نتيجة الدعم غير المحدود من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – انعكست من خلال ما تقدمه الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي – حفظه الله -، وكافة القطاعات ذات العلاقة بالتقنية، مشيراً سموه إلى أن أي بنية تحتية ذات جودة عالية هي عامل مساهم في تخطي العديد من العقبات وتحقيق النجاحات والسرعة في الأداء والجودة بالعمل في أعمالها الحكومية والأهلية كافة.
وقال سموه: إن ما تمتلكه المملكة من بنية تحتية تقنية هي من أقوى البنى على مستوى العالم، وهذا يدل على متانة الخطط التنموية، ونشكر الله على ما تحظى به هذه البلاد من حرص ودعم القيادة في الجوانب العلمية والتقنية، وأصبحت تضاهي البنى الأساسية للعديد من دول العالم المتقدم.
وأضاف سمو الأمير فيصل بن مشعل:” إن فيروس كورونا كان اختبار مفاجئ يؤكد قدرة هذه البلاد المباركة من بنية أساسية تقنيه جعلها من أنجح دول العالم في تسخير التقنية لمواجهة هذه الجائحة، ومكن من التعامل مع آثارها دون خلل أو انقطاع”، مشيراً إلى أن مواكبة التقنية علمياً وعالمياً أصبح رهان وليس خيار لكل دولة تنشد التقدم وتحدي كبير للدول والمجتمعات والمملكة كانت مستعدة بفضل الله وتوفيقه ونجحت في ذلك نجاحا باهرا في جائحة كورونا.
وبين سمو أمير منطقة القصيم أن التقنية الإلكترونية هي لغة العصر وتنسيق الجهات ذات العلاقة مثل الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، أثمرت هذا النجاح الكبير وأصبحت تجربة تستفيد منها الدول الأخرى ولله الحمد والمنه، مؤكداً أن تلك الجهود أسهمت في التحرك السريع لمنظومة الاتصالات وتحقيق التكامل بين كافة القطاعات المحورية مثل قطاعي الصحة والتعليم، لإتاحة استخدام المواطن والمقيم للتطبيقات التي أسهمت في الإنجاز وقضاء حوائج الناس، مثنياً سموه على ما تقدمه الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، مقدماً شكره للعاملين بالهيئة، سائلاً المولى عز وجل أن يبارك بالجهود وأن يوفق الجميع لكل خير.
جاء ذلك في كلمة سموه خلال جلسته الأسبوعية مع المواطنين اليوم بقصر التوحيد بمدينة بريدة، بحضور أصحاب المعالي والفضيلة ووكلاء الإمارة ومسؤولي القطاعات الحكومية والأمنية، التي كانت بعنوان “البنية التحتية التقنية في المملكة العربية السعودية”، قدمها نائب رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي صالح العثيم، تناول في مستهلها جهود المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين ـ حفظهما الله ـ في تعزيز الجانب التقني وتنمية الجوانب المرتبطة بالتقنية التي قدم من خلالها الأمر الملكي بتأسيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا”، كهيئة عامة تتمتع بالاستقلال المالي والإداري وترتبط برئيس مجلس الوزراء.
وأوضح معالي نائب رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي أن الهيئة برئاسة سمو ولي العهد ـ حفظه الله ـ تسير وفق رؤية الارتقاء بالمملكة إلى الريادة ضمن الاقتصادات القائمة على البيانات، وإطلاق القيمة الكامنة للبيانات باعتبارها ثروة وطنية، وتحديد التوجه الاستراتيجي للبيانات والذكاء الاصطناعي والإشراف على تحقيقه عبر حوكمة البيانات وتوفير الإمكانيات المتعلقة بالبيانات والقدرات الاستشرافية وتعزيزها بالابتكار المتواصل في مجال الذكاء الاصطناعي.
وأكد العثيم أن “سدايا” أسهمت في العديد من الإنجازات عبر تقديم 32 خدمة سحابية حكومية و103 مجموعات بيانات و101 مركز بيانات تم دمجها، بالإضافة إلى 1776 حقلا ومتجرا، و44 سيناريو من خلال منصة استشراف لتحديد فرص وإيرادات تقارب من 43 مليار ريال، بالإضافة إلى المساهمة في تقديم 14% من التوسع في مركز بيانات الحرس الوطني، و472 ألف منشأة مسجلة في أبشر وكذلك ربط 147 قطاعا في خدمة النفاذ الموحد وخدمة 16،8 ملايين مستخدم عبر منصة أبشر للأفراد، وتقديم 419 ألف تأشيرة سياحية و283 مليون ريال قدمت من خلال خدمة فرجت.
وكشف العثيم أن تطبيق “تباعد” يعد في المرتبة الثالثة عالمياً ضمن التطبيقات التي استخدمت تقنية البلوتوث لكشف المخالطين مشيراً على أن التقنية ساهمت في احتواء أزمة كورونا من خلال إنشاء 1،66 مليون سجل لدعم القطاعات الأمنية والصحية، و1،49 مليون عملية تجديد رخصة قيادة وسير مركبة، و302 ألف عملية في خدمة طلب عودة المقيمين لبلدانهم، و352 اجتماعا ضمن منظومة الاتصال المرئي “بروق”.
عقب ذلك أشار نائب رئيس رابطة القصيم التقنية المهندس سامي الحجيلان على أن ما قدمته المملكة من أعمال مهنية أسهم في تحقيق العديد من الخطوات المتقدمة على مستوى العالم، حيث حققت المركز الأول عالمياً في الريادة الحكومية في قطاع الاتصالات والرابع عالمياً في نشر شبكات الجيل الخامس، والثاني في تخصيص النطاقات الترددية والرابع عالمياً في سرعة الإنترنت المتنقل وفق تقرير سبيد تست العالمي، مبيناً أن 99% هي نسبة التغطية السكانية لخدمة الإنترنت بالمملكة وأكثر من 3،5 ملايين منزل مغطى بالألياف الضوئية، مبيناً على أن رابطة القصيم التقنية تضم أكثر من 400 مهتم ومتخصص، وتقدم خدماتها لأكثر من 650 مستفيدا، عبر 134 متطوعا ومتطوعة، و85 مبرمجا متخصصا في التقنية.
إثر ذلك أفاد المشرف على مشاريع التقنية بإمارة منطقة القصيم صالح بن محمد الرسي أن الإمارة واصلت العمل من خلال تحسين حلول الشبكات ومراقبة دوائر البيانات وإدارة خدمات الشبكات المدارة وتأسيس نظام مراقبة بيئة مركز البيانات، عبر حماية البيانات وتنفيذ توصيات الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، ورفع الوعي لكافة منسوبي الإمارة خاصة في مجال أمن المعلومات، مؤكدا أن التقنية ساهمت في إطلاق العديد من المبادرات عن طريق الاتصال المرئي “عن بعد” والمشتملة على “نهر العطاء” و”نوافذ الأمل” ونحو أسرة سعيدة”، وتقديم الخدمات كافة للمواطنين والمقيمين من خلال مبادرة “نخدمك في بيتك” وتفعيل منصة ابشر واستقبال الطلبات المقدمة من المواطنين وتفعيل دور وسائل التواصل الاجتماعي والبريد الرسمي لدى منسوبي الإمارة في إدارة الأعمال والمهام عن بعد، وإقامة كافة الاجتماعات لسمو أمير المنطقة والقيادات العليا والموظفين “عن بعد” وعقد ورش العمل للأمن الفكري وجلسات مجلس المنطقة والمقابلات الشخصية للموظفين للترقيات، واجتماعات مجلسي الشباب والفتيات.
وفي نهاية الجلسة، شارك العديد من الحضور بطرح مداخلاتهم حول أهمية تعزيز وتنمية التقنية كونها عامل مهم في المساهمة في التوفير الاقتصادي والسرعة في الإنجاز، وتشجيع ما يمتلكه أبناء الوطن من موهبة تقنية متطورة والرفع من مستوى الوعي بين أفراد المجتمع في استخدام التقنية وتسخيرها لتقديم خدمات عالية الجودة.