عبدالله الهاجري – الجزيرة:
قيم مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية “كابسارك”، في إصدار حديث من رؤية على الأحداث؛ تأثير كوفيد-19 على معدّلات الطلب على الكهرباء في المملكة وعدة دول أوروبية، وذلك إثر سياسات الإغلاق والتدابير الوقائية التي اتبعتها مختلف الدول حول العالم.
ووجد باحثا كابسارك صلاح الدين سومان ونواز بيربوكس، اللذان أعدا الورقة التي كانت بعنوان “تأثير إجراءات الإغلاق على طلب الكهرباء بعد انتشار كوفيد-19: الرؤى العالمية والتأثيرات على المملكة العربية السعودية” أن معدّلات الطلب على الكهرباء انخفضت في المملكة وعلى مستوى العالم، إذ اعتمد الباحثان في تقييمهما على مرجعين زمنيّين كان الأول شهر مارس من عام 2020 مقارنة بشهور ما قبل الإغلاق بينما كان المرجع الزمني الثاني مقارنة شهر مارس من عام 2020 مع نفس الشهر في عام 2019.
أما الدول التي أجرى الباحثان تقييمهما عليها كانت إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، إضافة إلى اليابان والولايات المتحدة الأمريكية، وأخيرًا المملكة، إذ شهد الطلب على الكهرباء في الدول الأوروبية انخفاضًا كان أكبر من انخفاض الطلب في المملكة، وذلك على مستوى كلا المرجعين الزمنيّين، إلا أن انخفاض الطلب على الكهرباء في اليابان والولايات المتحدة الأمريكية كان مقاربًا للنسبة التي شهدها انخفاض الطلب في المملكة.
وفي هذا السياق أورد الباحثان أن نسبة انخفاض الطلب على الكهرباء في المملكة خلال الأسبوع الرابع من شهر مارس 2020 مقارنة بالمدة نفسها من العام الماضي كانت 5.1%، إنما فقد كانت نسبة الانخفاض 1.7% قبل فترة الإغلاق وفق المدة ما بين مارس 2020 ومارس 2019. كما أُجري التقييم على مستوى المناطق الأربعة في المملكة، وأظهر التقييم أن المنطقتين الوسطى والغربية كانتا أكثر انخفاضًا في الطلب على الكهرباء من الجنوبية والشرقية، بينما كانت المنطقة الغربية عمومًا الأكثر انخفاضًا مقارنة ببقية المناطق، ما يعني أن المنطقة الغربية تكون بذلك المساهم الأساسي في انخفاض الطلب الوطني.
وأخيرًا أكد الباحثان أن الطلب السكني على الكهرباء في المملكة يشكّل 44% من إجمالي الطلب الوطني، وعليه كان لزيادة الطلب على الكهرباء في القطاع السكني إثر الإغلاق دور في تخفيف الخسارة في إجمالي طلب الدولة.
يُذكر أن مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية “كابسارك” يسعى من خلال إصدارات رؤية على الأحداث إلى تحليل القضايا الآنية والمواضيع الهامة في مجالات الاقتصاد والطاقة والبيئة على المستوى المحلي والعالمي، ومساعدة صناع القرار في تقييم آثارها على الاقتصاد الكلي والأسواق العالمية.
وقد حقق كابسارك تقدمًا في قائمة أفضل مراكز الأبحاث إقليميًّا وعالميًّا خلال عام 2019؛ إذ فقز المركز 14 مرتبة في تصنيف مراكز أبحاث الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ليحتل المرتبة 15 من بين 103 مراكز أبحاث في المنطقة، وعلى المستوى العالمي، احتل المركز المرتبة 13 من بين 60 مركز أبحاث متخصص في سياسات الطاقة.