أكد العضو السابق في مجلس الشورى، عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود الدكتور عبدالله بن أحمد الفيفي أن مبادرة “الجوائز الثقافية الوطنية” التي أطلقتها وزارة الثقافة وسيلة مهمة جداً للنهوض بالثقافة وتحفيز الإبداع.
وفي سياق حديثه صنف الجوائز بشكل عام إلى نوعين: نوعٌ محكَّم، وآخر غير محكَّم، أو في تحكيمه نظر. وقال: “ما يستأهل التقدير -سواء من قِبَل الفائز أو الجمهور- هو النوع الأول، لأن الفائز بجائزته يكون قد حظي بتقدير علمي ومعنوي يفوق القيمة الماديَّة للجائزة؛ ذلك أن ما قد يحيط بآليات منح بعض الجوائز ونزاهتها يفقدها مكانتها، كما يفقدها حافزيتها للتقدُّم الإبداعي”. موضحاً بأن ثمَّةَ فرقاً نوعيّاً بين الجائزة والتكريم “فالجائزة، يُفترض فيها ألّا ينالها إلَّا مستحقُّها بناءً على تحكيمٍ عِلْمِيٍّ نزيه، ولهذا فإن قيام لجانٍ متخصصةٍ لتقييم الترشيحات هو صمَّامٌ لتحقيق الجوائز ما يُرتجى منها ثقافيّاً.. وهذا حاضرٌ في مبادرة الجوائز الثقافية التي دشنتها وزارة الثقافة”.
ويرى الدكتور الفيفي ألّا تنحصر الجوائز في مجال الآداب والفنون، بل يكون للعلم نصيب مناسب فيها، من حيث أن الثقافة تشمل حقول المعارف كافَّة. مضيفاً: “العلم والعلماء وحفزهما بالجوائز مطلب ليس صعب المنال من وزارتنا الفتية”. واستطرد: “الأصل في الجوائز أنها تتويجٌ لفعلٍ ثقافيٍّ بارز، ولكنها لا تنتج المبدع الحقيقي، بيد أنها تحفزه، وتخدمه إعلاميّاً، وتروِّج للثقافة التي ينتمي إليها”. داعياً الجامعات للمساهمة في تنظيم الجوائز الأدبيَّة والعِلميَّة؛ وقال: “لا أعني أن تقوم الجامعة على جائزة ما بالضرورة، ولكن أن تكون الجامعة، بوصفها الجهة العِلميَّة المختصَّة، هي مُعِدَّة معايير التقييم، والمشرفة على تطبيقها، بطريقةٍ أو بأخرى”.