كشف مدير عام منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة “إيسيسكو” الدكتور سالم بن محمـد المالكي عن 90% من الطلاب حول العالم تضرروا من انتشار وباء كوفيد-19.
وقال الدكتور المالك في كلمته التي القاها في المنتدى الافتراضي بعنوان “الذكاء الاصطناعي والتعليم: الممارسات الناجحة والتوجهات الفضلى”، الذي عقدته منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) أمس، بمشاركة وشارك مجموعة من أبرز خبراء التعليم والذكاء الاصطناعي والاستشراف الاستراتيجي، قال حيث كشفت الجائحة أن المنظومات التعليمية تعاني من إشكاليات جمة أبرزها ضعف السياسات التعليمية، وهيمنة التعليم الحضوري، وعدم جاهزية غالبية الدول لتوفير التعليم عن بُعد، في ظل عدم رقمنة المناهج المعتمدة، مؤكدا أن دمج تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم فرصة للتغلب على أكبر التحديات التعليمية.
من جانبه اوضح الدكتور إدريس أوعويشة، الوزير المنتدب المكلف بالتعليم العالي في المملكة المغربية، أن الذكاء الاصطناعي أصبح حاضرا بقوة في مجالات عديدة، وله تأثير كبير على الاقتصاد، وأن هناك حاليا ما يزيد عن 40 ألف مقال حول الذكاء الاصطناعي، وهي في تزايد مستمر. وأكد أن الذكاء الاصطناعي قادر على زيادة جودة التعليم، فهو يُسهل إجراءاته ويُمكن الطلاب من اكتساب مهارات التعلم الذاتي، ومن تحديد التحديات ومواجهتها، كما يمكنه كشف الغش والسرقات الفكرية.
وفي مداخلته أكد السيد أندرياس اسلايشر، مدير مديرية التعليم والمهارات بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، أن جائحة كوفيد-19 كانت فرصة لتثبت تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أهميتها، حيث تم استخدامها بكثافة، خصوصا في مجال التعليم عن بُعد، فهذه التكنولوجيا قادرة على أن تجعل المنظومات التعليمية أكثر قدرة ونجاعة. وأشار إلى أن العالم أصبح مهيأ الآن لاعتماد الأتمتة، نظرا لانتشار استخدام الهواتف الذكية، التي أصبحت كالماء والهواء.
بعد ذلك تحدث الدكتور قيس الهمامي، مدير مركز الاستشراف الاستراتيجي في الإيسيسكو، موضحا أن المنتدى يهدف إلى تشارك الرؤى وإيجاد لغة مشتركة حول علاقة الذكاء الاصطناعي بالتعليم، وتقديم التوصيات المتعلقة بالسياسات، والتي يمكن صياغتها ومشاركتها لتنظيم التحول التعليمي والرقمي بطرق مستدامة، في الدول الأعضاء بالإيسيسكو.
وأكدت السيدة ساشا ألاتوكا، باحثة رئيسية في مجال سياسات الذكاء الاصطناعي في مؤسسة The Future Society، أهمية محاور المنتدى المختلفة، والنقاش الذي يجرى حولها. فيما أشارت السيدة بولين نوازو، منسقة مختبر Algora Lab، إلى تخصصات المشاركين في المنتدى وتكاملها لبحث جميع المحاور.
وتحدثت السيدة ميكاييلا هورفانوفا، الخبيرة الدولية في السياسات التعليمية، حول الذكاء الاصطناعي في التعليم، والتعليم من أجل الذكاء الاصطناعي.
وفي مداخلته تناول السيد إيهاب أبو زيادة، الأستاذ في الأمن السيبراني الذكي ووكيل التطوير بعمادة التعليم الإلكتروني والتعليم عن بُعد بجامعة الملك عبد العزيز، أبعاد الدور المتنامي للذكاء الاصطناعي، منوها إلى ضرورة تشجيع البحث العلمي لتطوير آليات الفرز وكشف المعلومات المضللة.
وحول الأخطار المرتبطة باستعمال الذكاء الاصطناعي، تحدث السيد محمـد الهادي السهيلي، مدير الشؤون القانونية في الإيسيسكو، مؤكدا ضرورة بناء منظومات قانونية والتوصل إلى اتفاقيات دولية جديدة تتماشى مع التحولات التكنولوجية، التي ألغت الحدود الجغرافية، وأوجدت علاقة مختلفة بين الإنسان والآلة.
الدكتورة باري كومبو، رئيسة قطاع التربية في الإيسيسكو، تناولت في مداخلتها إمكانات الذكاء الاصطناعي التي يمكن استغلالها في رفع جودة التعليم، ومحو الأمية، مشددة على ضرورة تقاسم الممارسات الفضلي في مجال التعليم بين الدول المتقدمة في هذا المجال وغيرها من الدول الأخرى، وأهمية التعاون بين دول الجنوب جنوب.
وحول الفهم الخاطئ للذكاء الاصطناعي لدى كثير من الناس تحدثت السيدة راماتا ألمامي مباي، رئيسة قطاع العلوم الاجتماعية والإنسانية بالإيسيسكو، مؤكدة ضرورة إعادة بناء أسطورة الذكاء الاصطناعي، الذي يعتبره البعض سحرا ومهددا للجنس البشري، بينما يمكن أن يستفيد منه الإنسان في اكتشاف ذاته وتطويرها.
وتحدث السيد جون أ. سويني، مفكر في مجال المستقبليات ومصمم ومؤلف، حول مستقبل الذكاء الاصطناعي، وضروة أن يشارك الجميع في مواجها السلبيات التي تصاحب تطبيقاته، ومنها الأخبار المزيفة.