ينمو تجويف عملاق تحت القارة القطبية الجنوبية يبلغ عرضه 4 كيلومترات وارتفاعه حوالي 300 متراً ويقع تحت نهر ثويتس الجليدي (غرب القارة). ويقدر علماء أن التجويف على قدر من الضخامة بحيث يمثل قطعة هائلة من الجليد تقدر بنحو 252 مليار طن. تسبب التغيير المناخي في خلق التجويف وهو يشكل خطراً كارثياً على الجليد وعلى مستوى ارتفاع البحار والمحيطات.
في دراسة جديدة منشورة في مجلة Science Advances العلمية الأمريكية المتخصصة في 30 كانون الثاني 2020، قدر باحثون أن التجويف، الذي تشكل بين عامي 2011 و2016، سيكون كبيراً بما يكفي لاستيعاب 14 مليار طن من الجليد وأكدوا أن النهر الجليدي قد فقد هذا الحجم من الجليد في السنوات الثلاث الماضية وحدها.
وقال عالم الأنهار الجليدية إريك ريجنو من جامعة كاليفورنيا لوكالة ناسا: “كنا نشتبه لسنوات بأن نهر ثويتس غير متصل تماماً بالصخرة الواقعة تحته. ولكن بفضل جيل جديد من الأقمار الصناعية، تمكنّا في النهاية من رؤية التفاصيل”.
واكتشف ريجنو وباحثون آخرون التجويف باستخدام رادار اختراق الجليد كجزء من عملية علمية تابعة لوكالة ناسا الأمريكية أطلق عليها اسم IceBridge وتم تنفيذها بالتعاون مع علماء ألمان وفرنسيين. وأرجعوا وجود التجويف العملاق بشكل مباشر إلى ذوبان الجليد وبالتالي ظاهرة الاحترار العالمي والتغير المناخي المرافق لها.
وبحسب العالم بيترو ميليلو فإن “حجم التجويف تحت طبقة جليدية يلعب دوراً مهماً في إذابتها، لأن دخول الحرارة والماء تحت الأنهار الجليدية يساهم في إذابتها بشكل أسرع”. وحذر العلماء من أن اختفاء وذوبان نهر ثويتس، الذي يمثل حالياً حوالي 4٪ من ارتفاع مستوى سطح البحر حول العالم، سيطلق الجليد المحتجز فيها وسيؤدي إلى ارتفاع مستوى المحيط بحوالي 65 سم.