بعد انتهاء تجارب مخبرية واسعة واختبارات على الفئران، طور علماء في الجيش الأميركي لقاحا ضد فيروس كورونا المستجد تم اختياره الآن لتجربته على البشر.
وأعلن مختبر الجيش الأميركي في معهد والتر ريد للأبحاث، أن لقاحا كان يعمل على تطويره جرى اختياره لينتقل إلى مرحلة التجارب السريرية.
وقال المعهد في بيان إنه تم حصر عدد اللقاحات المرشحة من أكثر من 24 نموذجا أوليا، كي يتم تحديد اللقاحات التي أثارت استجابة واعدة للأجسام المضادة في الدراسات التي تسبق التجارب السريرية.
وجاء في البيان، وفقا لموقع (الحرة) أن “المرشح الرئيسي هو سبايك فريتين نانوبارتكل (SpFN)، وأن التجارب البشرية عليه ستبدأ في وقت لاحق من هذا العام”.
وذكر موقع ناشيونال إنترست أن التجارب السريرية ستبدأ قريبا وقد يكون ذلك في الشهر الجاري، بعدما تأكدت سلامة نموذج أولي للقاح ليتم اختباره على البشر.
وكان مدير الاتصالات الاستراتيجية في معهد والتر ريد للأبحاث، تيري ولش، قد قال في وقت سابق من العام الجاري “بمجرد ملامسة جهاز المناعة مرضا ما وهزيمته، فإنه يطور مضادات أجسام. وتهدف التجارب على الفئران إلى التأكد من أنها تنتج الأجسام المضادة”.
وتابع ولش أنه في حين أن السلامة والفعالية شرطان حاسمان لاستخدام نماذج أولية للقاحات جديدة على البشر، إلا هناك حالات يمكن فيها تعجيل الموافقة الأولية لإدارة الدواء والغذاء من أجل “الاستخدام الطارئ”.
أحد الأسباب التي تجعل الموافقة الرسمية على لقاح فعال تستغرق عدة أشهر، هو التعقيد المرتبط بما يسميه العلماء “جهاز المناعة التكيفي”. فتطوير مضادات أجسام ضد مسببات أمراض محددة قد يكون عملية طبية معقدة وصعبة، وفق مقال نشر في “دورية الأمراض المعدية العالمية” بعنوان “أساسيات مناعة اللقاحات”.
وعلى عكس المقاومة الجسدية العامة التي تسمى “نظام المناعة الفطري”، فإن ردا مناعيا تكيفيا يكون “محددا ضد عامل ممرض معين”.
وبذلك فإن النظام الفطري، وفق المقال، يضم تدابير وقائية توصف بـ”خط الدفاع الأول” مثل الجلد السليم والأغشية المخاطية التي تمنع دخول العديد من الكائنات الدقيقة.
وتشمل عناصر النظام الفطري كذلك، أمورا مثل الالتهاب أو ارتفاع درجة حرارة الجسم بسبب الحمى، قادرة على وقف أو محاربة مسببات الأمراض والسموم.
لكن الأساليب البيولوجية المستخدمة من قبل الجهاز الفطري لا تتيح استجابة مناعية “لتحسين رده على كل تعرض متكرر لنفس العامل الممرض”، وفق المقال.
هنا يأتي دور الجهاز التكيفي الذي يضم بروتينات دم تسمى مضادات أجسام، والخلايا التائية (T)، لمحاربة عامل ممرض محدد.
وفي حين أن جهاز مناعة تكيفي يستغرق وقتا أطول لتطويره، إلا أن “لديه ذاكرة ما يعني أنه سيستجيب بسرعة أكبر لعامل ممرض معين مع كل تعرض له”.
وتوضح تلك الظواهر البيولوجية بحسب ناشونال إنترست، السبب وراء كل الحديث الدائر في الوقت الراهن عن مضادات أجسام خاصة بفيروس كورونا المستجد.
وكما أشار ولش فإن لقاح ضد كورونا يعرض الجسد لمستويات منخفضة من العامل الممرض لمساعدته على تطوير مضادات أجسام ضرورية لتدمير الفيروس وتطوير مناعة ضد كوفيد-19.