شهد اليوم الأخير من الحدث الافتراضي لسوق السفر العربي، انعقاد جلسة افتراضية ضمت عدداً من أبرز الخبراء في قطاع السياحة، الذين ناقشوا الفرص المتاحة للتوجه نحو الاستثمار المستدام في قطاع الضيافة في المنطقة.
عقدت الجلسة التي حملت عنوان إعادة الهيكلة لتحقيق التنمية المستدامة وجذب العملاء في النظام العالمي الجديد، يوم أمس الأربعاء 3 يونيو بالتعاون مع المؤتمر الدولي للاستثمار السياحي، حيث أدارها مقدم البرامج والمذيع في شبكة “بي بي سي” البريطانية راجان داتر.
افتتح الدكتور طالب رفاعي رئيس مجلس إدارة المؤتمر الدولي للاستثمار السياحي والأمين العام السابق لمنظمة السياحة العالمية، قائلاً: “لم يتوقع أحد قبل نحو ثلاثة أشهر من الآن أننا سنعقد اجتماعنا بهذا الشكل. على أي حال، يشهد العالم اليوم متغيرات جوهرية، إن الحفاظ على الحياة والوظائف في مرحلة ما بعد هذه الجائحة هو أمر ضروري للغاية، لذا يجب على الاقتصاد أن يبدأ التعافي الآن”.
وفي حديثه عن الفرص الاستثمارية المستقبلية في دبي، قال عصام كاظم المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري: “يوجد في دبي الكثير من الشركات متعددة الجنسيات التي أسست مقرها الإقليمي هنا. وفي الواقع، تمتلك دبي الكثير لتقدمه لهذه الشركات من حيث الأنظمة المتطورة والمناطق الحرة المختلفة، مما يفتح المجال أمام هذه الشركات ويمنحها المرونة المطلوبة، لتكون قادرة على ممارسة أعمالها بطرق مريحة ونموذجية. كما أن نمط الحياة العصري في دبي يجذب الأشخاص للعيش والعمل فيها، وهو عرض يصعب رفضه في حقيقة الأمر”.
بدوره قال جيرارد لوليس مدير المؤتمر الدولي للاستثمار السياحي: “لقد حان الوقت لتهيئة الفرص واستغلالها على نحوٍ أمثل، وهو ما يبحث عنه المستثمرون دائماً. هنالك الكثير من المستثمرين الذين ينتظرون الفرص الآن وفي المستقبل، كما أنني أؤكد بأن هناك فرص استثمارية هائلة في صناعة السياحة، لاسيما في قطاع الفنادق، وسنرى كيف سيتطور هذا الأمر خلال الأسابيع والأشهر المقبلة. نحن على ثقة بأن هذه الصناعة ستتعافى مجدداً، ولكن الأهم من ذلك هي الطريقة التي ستتعافى من خلالها”.
وأثناء مداخلته في الجلسة، تحدث نيكولاس ماير مسؤول مركز “بي دبليو سي” العالمي للتميز في السياحة والضيافة عن الفرص المتاحة للاستثمار في صناعة السياحة بصفتها جزءاً من قطاع العقارات الأرخص، فقال: “أظهرت العديد من أسواق العقارات الرئيسية في هذه المنطقة مثل الإمارات والسعودية وعمان على سبيل المثال، ديناميكية كبيرة. نعم، لقد حققوا نجاحاً كبيراً، كما أنهم أظهروا في الماضي قدرتهم على النمو، وتخطي الأسواق الأخرى في العالم، وهو ما يمنح المستثمرين ثقةً كبيرة للاستثمار في تلك الأسواق”.
وشكل الاستثمار الأجنبي المباشر موضوعاً ساخناً للنقاش في هذه الجلسة، لاسيما في المملكة العربية السعودية التي تمتلك فرصاً هائلة للنمو والانتعاش في قطاع السياحة.
في هذا الإطار، قال ماجد الغانم المدير التنفيذي لقطاع السياحة وجودة الحياة في وزارة الاستثمار في المملكة العربية السعودية: “بالإضافة إلى القوة الشرائية المحلية والإقليمية في السعودية، نؤمن بأن لدينا عروضاً جذابة للمستثمرين من الخارج، وفي جميع المواقع والوجهات الجديدة والمنتظرة في المملكة العربية السعودية، التي تعد وجهةً جاهزة ومفتوحة لجميع المستثمرين، كما أننا نتطلع قدماً إلى الترحيب بجميع زوار المملكة”.
كما شهدت الجلسة نقاشات بنّاءة حول فرص الاستثمار، شارك فيها كل من سعادة خالد المدفع رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي في الشارقة، ومعالي مروان جاسم السركال الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير “شروق”، وسعادة صالح محمد الجزيري مدير عام دائرة التنمية السياحية بعجمان.
وفي اليوم الأخير أيضاً، أقيمت جلسة عن السياحة المسؤولية تحت عنوان: آثار كوفيد-19 المترتبة على الضيافة المسؤولة، بمشاركة هارولد جودوين مستشار السياحة المسؤولة في سوق السفر العالمي-لندن، وإينجه هوجبريتشز، النائب الأول للرئيس العالمي للأعمال المسؤولة والأمن والسلامة في مجموعة راديسون للفنادق، حيث ناقشوا جدول أعمال السياحة المسؤولة في مرحلة ما بعد كورونا.
وخلال جلسة الآثار المحتملة لأزمة كوفيد-19 على الضيافة المسؤولة، قالت إينجه: “في حين أن معظم العلامات التجارية في قطاع الضيافة قد علقت مشاريع مسؤولة ومستدامة لبضعة أشهر، فإنه لا يمكننا ولا ينبغي علينا أن نعزل أنفسنا عن التغير المناخي، الذي سنركز عليه بقوة عند الانتهاء من جائحة كورونا، مع منح الأولية والعناية المسؤولة لموظفينا وضيوفنا على حد سواء، والذي يعد هدفاً رئيسياً لجميع شركات الضيافة في العالم”.
وفي جلسة أخرى بعنوان: تفاعل مع المؤثرين ليكونوا جزءاً أساسياً من خطط التسويق في مرحلة التعافي من أزمة كوفيد-19، التي أدارها إيدي تايلور مدير المحتوى في مجموعة آي تي بي الإعلامية، تم التطرق إلى أهمية بناء محتوى متخصص في السفر ونمط الحياة يكون ملائماً وجذاباً في المناخ الحالي لتطبيق أفضل الممارسات.
ومع اختتامه يوم الأربعاء 3 يونيو 2020، شهد الحدث الافتراضي لسوق السفر العربي حضور 18,959 شخص من 152 بلداً، وانعقاد 14,385 اجتماع افتراضي مجدول من قبل، فضلاً عن 23 ندوة رقمية ومقابلات وجلسات الطاولة المستديرة المسجلة مسبقاً
اختتم الحدث الافتراضي لسوق السفر العربي بنجاح يوم أمس الأربعاء 3 يونيو 2020. تتوفر هذه الجلسة حسب الطلب لغاية يوم غدٍ الجمعة 5 يونيو، وذلك للأشخاص المسجلين مسبقاً، لمشاهدة المقابلة، يرجى الذهاب إلى: https://atmvirtual.eventnetworking.com/online-conference/1579