أطلقت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالشراكة مع المركز الوطني للوقاية من الأمراض ومكافحتها “وقاية”، مبادرة لدراسة وتحديد العوامل الوراثية المسببة لتباين أعراض الإصابة بمرض كورونا المستجد”COVID-19” عند أفراد المجتمع السعودي، وذلك ضمن الجهود الوطنية الساعية لمواجهة هذه الجائحة العالمية.
وأوضح رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور أنس الفارس، أن المبادرة تهدف إلى فهم العوامل الجينية المؤدية إلى اختلاف شدة الإصابات بين السعوديين من خلال دراسة التسلسل الجيني لحاملي المرض، مبيناً أن المبادرة تكمن أهميتها في بناء قواعد بيانات وراثية وطنية بالتعاون مع القطاع الصحي ووضع الحلول والخطط الاستراتيجية لحماية سكان المملكة ومن هم أكثر عرضة للإصابة بالمرض، إضافة إلى رفع كفاءة طرق العلاج الحالية وتطوير أدوية جديدة.
من جانبه، عدّ المدير العام التنفيذي لمركز “وقاية” الدكتور عبدالله القويزاني، هذه المبادرة امتداد لعدد من المبادرات وشراكة مستمره بين المركز الوطني للوقاية من الأمراض ومكافحتها ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية إذ ستساعد في معرفة العوامل الوراثية التي قد يكون لها دور في فهم وتفسير اختلاف دراجات الحالة المرضية للمصابين بمرض كورنا الجديد من جوانب متعددة تشمل مكافحة المرض وحماية الأشخاص الأكثر عرضة للمرض، مشيراً إلى أن المبادرة تُتيح مختلف البيانات للباحثين المهتمين بهذا المجال وما يتبع ذلك من نتاج علمي يؤدي بدوره إلى تعزيز صحة الفرد والمجتمع.
وتأتي هذه الدراسة كأحد مبادرات برنامج الجينوم البشري السعودي الذي دشنه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع – حفظه الله، الهادف إلى توثيق أول خارطة وراثية للمجتمع السعودي، وتطوير منظومة معلوماتية تفاعلية متكاملة بالتعاون مع عدد من الجامعات والمراكز البحثية والمستشفيات للحد من انتشار الأمراض الوراثية، وتعد المملكة أحد الدول العشر في مجموعة “GENOME CLUB 100K”، التي بادرت بإطلاق برنامج وطني يهدف إلى جمع وتخزين وتطبيق البيانات الجينومية من 100.000 جينوم على الأقل.
وانضمت المملكة حديثاُ من خلال برنامج الجينوم البشري السعودي إلى التجمع العالمي “The COVID-19 Host Genetics Initiative” الذي يجمع عدداً من الدول الرائدة في مجال الوراثة والجينات لطرح الدراسات الخاصة بالبنية الوراثية للإصابة بمرض كورونا المستجد ومشاركتها وتحليلها، وذلك نظير اهتمام المدينة وتجهيزها لبنية تحتية متقدمة في مجال الجينوم والمعلومات الحيوية، إضافة إلى دعم جهود العلماء والباحثين السعوديين في هذا المجال.
وستعمل أن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية على تنفيذ الدراسة مع شركائها في القطاع الصحي “مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض وجدة، والمختبر الإقليمي في كل من مدينة الملك سعود الطبية، ومدينة الملك فهد الطبية ومركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية، ومستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، وجامعتي طيبة وحائل، والمركز الوطني للوقاية من الأمراض ومكافحتها” عبر معاملها المركزية والمعامل الفرعية لمشروع الجينوم السعودي.