يعتمد ملايين الأشخاص على المساعدات الإنسانية التي تقدمها المنظمات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة. ومنذ تفشي جائحة كوفيد-19 ازداد الأمر صعوبة أمام عمال الإغاثة، إذ عمدت المنظمات الإنسانية إلى تغيير طريقة عملها في بعض الأماكن الأكثر عرضة للخطر في العالم للتصدي لكورونا وللأزمات السابقة.
وفي بيان صدر الجمعة، قالت الأمم المتحدة إن عمليات الإغاثة تضاعفت، وشرع العاملون الإنسانيون بتركيب محطات غسل اليدين وإيصال الماء الصالح للشرب والطعام للمجتمعات المحتاجة، وإطلاق حملات إعلامية.
وقال منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ، مارك لوكوك، إن ثمّة حاجة ماسة للتمويل من أجل التصدي إلى كوفيد-19 والاستجابة للعديد من الأزمات الأخرى القائمة من ذي قبل.
وأضاف: “تقوم وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والصليب الأحمر والهلال الأحمر بجهد كبير في ظروف غاية في الصعوبة، ويموّل المتبرعون العمليات بسخاء، هم يقومون بفعل الأمر الصحيح والذكي عبر المساعدة في منع عودة كوفيد-19 إلى المجتمعات“.
عمليات متواصلة لدعم الضعفاء
وتقدم المنظمات الإنسانية، بمختلف إمكانياتها وأحجامها، الدعم للشعوب الأكثر ضعفا في العالم بهدف التصدي لجائحة كوفيد-19، بدءا من بناء سلاسل الإمداد عالميا والجسور الجوية لإيصال الأقنعة والمستلزمات الطبية، انتهاء بإيصال الرسائل الصحية المنقذة للحياة عبر مكبرات الصوت الموضوعة على أسقف السيارات والدراجات.
وقال الناطق باسم أوتشا، ينس لاركيه، في مؤتمر صحفي من جنيف: “إن المنظمات الإنسانية تحشد الهمم للوصول إلى أكثر الأشخاص حاجة إلى المساعدات، لمواصلة عملها في إنقاذ حياة أكثر من 117 مليون سيّدة ورجل وطفل عالقين في الصراعات وقابعين في براثن الفقر، وأولئك الذين يعانون من الكوارث والحالات الطارئة الناجمة عن تغيّر المناخ”.
وأضاف لاركيه: أن “إجراءات الإغلاق وحظر التجول والقيود على حركة الأفراد والبضائع هي جزء جوهري من استراتيجية إبطاء انتشار الفيروس، ولكنها في الوقت ذاته عائق أساسي أمام الاستجابة الإنسانية“.
إنجازات تحققت رغم التحديات
ويشير بيان أوتشا إلى أنه في الدول التي تعاني من حالات طارئة شائكة، فإن الاستجابة لكوفيد-19 تواجه تحديات. إلا أن العديد من الدول تبنت دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار في العالم، كما أطلقت الأمم المتحدة حملة للتصدي للنصائح الصحية المضرّة، ونظريات المؤامرة، والوصم على شبكات الإنترنت والمعلومات الخاطئة. ووضعت منظمة الصحة العالمية استراتيجية لإدارة المعلومات حول الوباء والوفرة الزائدة في المعلومات التي تتدفق في العالم في ضوء جائحة كوفيد-19.
ومن إنجازات المجتمع الدولي الإنساني قيام برنامج الأغذية العالمي بإنشاء مركز نظام للاتصالات بين الجسور الجوية العالمية والإقليمية لإرسال شحنات طبية ومساعدات طبية أساسية وتقديم خدمات الإجلاء الجوي والطبي للعاملين الصحيين على الخطوط الأمامية. كما أرسلت منظمة الصحة العالمية أكثر من 130 شحنة من الأدوات الوقائية الشخصية والمستلزمات المخبرية وفي أبريل، أرسلت إمدادات صحية إلى أفغانستان والعراق ونيكاراغوا وجنوب السودان وسوريا وغيرها من الدول.
واستطاعت هيئة كير للإغاثة الوصول إلى ما يزيد على مليوني شخص حول العالم برسائل عن النظافة واستطاعت توصيل معدّات ولوازم النظافة إلى أكثر من 360 ألف شخص، وإقامة أو إصلاح أكثر من 23 ألف محطة غسل يدين. وتدعم منظمة الهجرة الدولية السلطات في إقامة مراكز العزل وتنفيذ الإجراءات الخاصة بإدارة حالات الإصابة بكوفيد-19 للنازحين والمهاجرين. أما مفوضية اللاجئين فأطلقت حملات إعلامية لإتاحة وصول اللاجئين إلى معلومات واقعية وحقيقية بشأن التدابير المطلوبة لمنع انتقال العدوى.
وبدورها، أرسلت اليونيسف أكثر من 4 ملايين قفاز، ونصف مليون كمامة جراحية و100 ألف جهاز تنفس N95، و156 ألف مئزرا طبيا و13 ألف نظارة واقية.
حاجة ماسة للتمويل
وفي ظل انتشار الفيروس تقريبا في كل دولة حول العالم، مع أكثر من 2.5 مليون حالة موثقة وأكثر من 175 ألف وفاة، تحثّ أوتشا المانحين على تقديم المساعدات لمواجهة كوفيد-19 والأزمات القائمة قبل تفشي المرض.
وكان السيّد غوتيريش قد أطلق خطة الاستجابة الإنسانية العالمية لـ كوفيد-19 التي نسقها مكتب أوتشا منذ شهر، وتستلزم ملياري دولار. حتى الآن تم جمع أكثر من 625 مليون دولار، وهذا يشمل 95 مليون دولار قدمها الصندوق المركزي للإغاثة في حالات الطوارئ التابع للأمم المتحدة.