في مواجهة تزايد الحرص لدى المستهلكين على ملازمة المنازل وتعريض عمال التوصيل لخطر الإصابة بفيروس كورونا، سجلت شركة “ستارشيب تكنولوجيز” التي تتخذ مقرا لها في سان فرانسيسكو ازديادا في طلبات التوصيل عبر الروبوتات في عشرات المدن حول العالم.
وقد بدأت الشركة التي أنشأها اثنان من مؤسسي “سكايب”، العمل مع “برود برانش ماركت” في شهر أبريل لتلبية حاجات المتجر الذي يحول صغر مساحته دون تنفيذه تدابير التباعد الاجتماعي المفروضة من السلطات المحلية. وفي كل يوم، تؤمّن عشرة روبوتات بنشاط مستمر توصيل الطلبيات من المتجر، حسب ما توضح مديرة الموقع ترايسي ستانارد٬ وتقول “من اللطيف رؤية هذه الروبوتات وهي تتجول في الحي، هذا يسعد الناس.”
روبوتات تقدم خدماتها في المستشفيات الألمانية
عمليات التوصيل بالروبوتات من “ستارشيب” وغيرها من الشركات لا تلبي سوى حاجة نسبة ضئيلة من طلبيات توصيل الأطعمة، لكنها تسلط الضوء على حاجة متزايدة في ظل تعليمات التباعد الاجتماعي والمخاوف من تفشي الوباء. ويؤكد نائب رئيس “ستارشيب” راين تووهي أن “الطلب على عمليات التوصيل من دون احتكاك بشري ازداد بدرجة كبيرة في الأسابيع الأخيرة”. وتتنقل الروبوتات بمعدل سرعة يبلغ ستة كيلومترات في الساعة ويمكنها نقل ما يصل إلى ثلاثة أكياس تسوق.
وقد سلكت عدة شركات هذا المسار. فمع روبوت “أر 2” المستقل القادر على التنقل بسرعة تصل إلى 40 كيلومترا في الساعة ونقل حوالي 190 كيلوغراما من البضائع، بدأت شركة “نورو” الناشئة مؤخرا توصيل منتجات غذائية في منطقة هيوستن بالشراكة مع شركة “كروغر” العملاقة للمنتجات الغذائية. ويقول ديفيد إسترادا من شركة “نورو” في رسالة منشورة على مدوّنة: “لم نكن نتوقع أن تسهم خدمتنا بحماية الأميركيين من العدوى. غير أن وباء كورونا المستجد سرّع الحاجة لدى العامة إلى خدمات توصيل من دون احتكاك بشري”.
طائرات مسيرة لتوصيل الطلبيات إلى البيوت وقد أستعانت بها شركة أمازون للتسوق عبر الإنترنت
وتخضع روبوتات مستقلة مشابهة لاختبارات من جانب شركة التسوق عبر الإنترنت “أمازون” التي توفر أيضا عمليات توصيل بواسطة الطائرات المسيّرة، وهي آلات تثير اهتماما متزايدا أيضا. كذلك تختبر شركة “وينغ” الناشئة التي أنشأتها “ألفابت” المالكة لـ”غوغل”، توصيل الأدوية التي لا يتطلب شراؤها وصفة طبية في ولاية فيرجينيا. وهي بدورها سجلت ازديادا كبيرا في الطلبيات، بحسب متحدث باسم الشركة.
موقع “أوتوماتسيون براكسيس” الألماني أفاد آن العديد من موردي الروبوتات يتبرعون أو يقدمون على سبيل الإعارة روبوتات للمستشفيات للأستفادة منها وللحد من انتشار الفيروس٬ حيث يمكن استعمال هذه الروبوتات في تطهير غرف المستشفيات من جميع الكائنات الحية الدقيقة ومهمات أخرى داخل المستشفى مثل تشغيل المصاعد وغير ذلك. وفي هونغ كونغ على سبيل المثال، يتم استخدام الروبوتات لتنظيف عربات النقل الجماعي للسكك الحديدية التي تنقل ملايين الركاب يوميا.