الرياض – خاص:
في حين يغرق الكثير من الرجال في النوم، فإن 65 % من النساء بين 55- 64 في كل مكان يعانين من الأرق وعدم القدرة على الدخول في النوم. لكن لماذا؟ وماذا يمكن للمرأة أن تفعل حيال ذلك؟
تقول النساء اللواتي يعانين من الأرق: يبدأ الذهن عملية البحث الحثيث عن مواضيع متنوعة تسرق النوم. تبدأ محاولات النوم عندما تلجأ لسريرها في الساعة المقررة للنوم ولكن عندما تغادر سريرها في رحلة سريعة للحمام بعدها يختفي خدر النوم وتتسارع ضربات القلب ومعها الخواطر المختلفة. تقول بعض النساء إن المواضيع التي تطرأ على الذهن أحياناً تكون تافهة ولا تستدعي الأرق ولا التفكير، ولكن تصبح فجأة أولوية عند النوم. من رسائل نسين الرد عليها، إلى محاولة تذكر معلومة معينة، إلى موعد تحتجن إلى حجزه، إلى رداء تحاول تذكر أين وضعته وغيرها من أمور ممكن أن يؤجل التفكير فيها إلى حين الاستيقاظ.
وفي حين تقدر «الرابطة البريطانية للشخير وتوقف التنفس أثناء النوم» أن ما بين 24 إلى 50 % من الرجال يعانون من الشخير، بما يزيد عن النساء بمقدار الضعف يبرز تساؤل ما إذا كان هناك صلة بين شخير الرجل وأرق المرأة. ولكن بالتأكيد قد تواجه الكثير من النساء صعوبة في محاولات للعودة إلى النوم بسبب ضجيج الشركاء. وبعد أن حصدت تغريدة شاركتها إحدى النساء اللاتي يعانين من الأرق على تويتر سألت فيها عما إذا كانت أي امرأة يزيد عمرها عن 50 عامًا تحصل على نوم جيد ليلاً على عدد غير مسبوق من الإعجابات والردود من النساء الراغبات في مشاركة قصصهن عن الأرق بينت دراسة استقصائية العام الماضي أن 65 % من النساء في الفئة العمرية 55-64 سنة يعانين من الأرق، مما يؤكد أنه من أعراض انقطاع الطمث خاصة أنها في منتصف سن اليأس تزيد إلى 85 %.
ولكن في حين قد يكون القلق والأرق المنتظم مرادفين للتغيرات الهرمونية في الخمسينات من العمر ما الذي يجعل النساء الأصغر سناً يعانين من نفس أعراض الأرق والقلق ليلا؟ حيث بيّن الاستطلاع نفسه أن 52 % من النساء الذين تتراوح أعمارهم بين 35-44 يواجهن نفس المشاكل.
لقد ظهر مؤخراً كتاب جديد من الولايات المتحدة يهدف إلى إيجاد جواب بعنوان «لماذا لا نستطيع النوم: أزمة منتصف العمر النسائية الجديدة» لـ إدا كالهون، ويبدو للوهلة الأولى أنه بيان نسوي لجيل الستينات إلى الثمانينات أكثر منه كتيب للمساعدة الذاتية للأرق. وتبدأ الصورة الأولية في ما يمكن لأي امرأة تكون غارقة في مسؤوليات الأمومة والزواج والوظيفة من التعرف عليه من نظرة ثاقبة وبعض القصص عن حياة النساء اليوم، والتي ترتكز في الدرجة ألأولى – على الرغم من كل حق اكتسبنه، وكل تقدم أحرزنه ، وكل مهنة تملكنها – على المشاركة شبه الكاملة في أقدم وظيفة في العالم: رعاية المنزل.
على الرغم من مرور قرن على ما يسمى تحرر المرأة، لا تزال النساء يقمن بمعظم الأعمال خلف الكواليس التي تسعى للمحافظة والبقاء على المنزل والأسرة. ولكن بعض التدقيق والبحث العميق وراء وباء الأرق الذي يجتاح مجتمع المرأة، يبدو أن عدم المساواة يقع في قائمة الأزمة. فتبين البحوث على أنه بغض النظر عن السياسات المتعلقة بالجنس والتي تستخدم لتتصدر العناوين الرئيسية، ومبادرات مثل #MeToo ، فإن معظم النساء لم تتحسن حياتهم من حيث الكم، فقط اختلف نوع الحياة تمامًا عن 50 عامًا مضت.
يقول الدكتور إيل بواج، أستاذ مشارك في علم النفس الاجتماعي بجامعة برمنغهام سيتي: «من الرائع أن يكون الرجال والنساء متساوين في مكان العمل، لكن في الواقع أن النساء يتحملن عبئاً مضاعفاً عن الرجل، ففي كثير من الأحيان تقوم بالعمل المناط بها إضافة للعمل المنزلي ورعاية الأطفال ورغم أنه في بعض الأحيان يتم تقاسم هذه الأعمال إلا أن هذا الدور متعدد المهام ومعياريًا، لذلك، فليس من المستغرب أنه عندما تخلد المرأة للفراش لا يمكنها أن تخرج من دوامة هذا الانشغال.
ويقول راسل فوستر، أستاذ علم الأعصاب الإكلينيكي بجامعة أكسفورد، إنه خلال جيل ونصف تقريبًا، انتقلنا من الأسرة الممتدة إلى الأسرة النووية -المصغرة – وهذا يعني أن رعاية الأطفال ترتكز على الوالدين بالدرجة الأولى وفي الأغلب على الأم وهذا يعني أنها تحت الطلب طوال الوقت. وهذا بدوره يؤدي إلى الشعور بالذنب الفظيع حول عدم التأقلم، الأمر الذي يترجم إلى الإجهاد، وبالتالي الأرق.