رغم أن كثير من الأسر كانت تضع قواعدا وبرنامجا ووقتا محددا لأطفالها لاستخدام الشاشة (سواء للهاتف النقال أو التلفزيون أو الحاسوب الخاص) إلا أن اجتياح فيروس كورونا والذي نتج عنه إغلاق المدارس وأماكن العمل ودور الرعاية اليومية ضرب بالروتين والقواعد عرض الحائط.
ومع إنشغال الأباء بهموم الجائحة وما نتجت عنه أصبح في أسفل قائمة أولوياتهم متابعة وقت الأطفال أمام الشاشة. وحتى أقطاب التقنية والذين قدموا النصائح والتحذيرات حول المنتجات التي ابتكروها، لا يشعرون اليوم بنفس القلق لأن الأطفال يقضون وقتًا أطول على الشاشات هذه الأيام، لأن أطفالهم يفعلون ذلك أيضًا.
يقول مايكل روب من Common Sense Media في سان فرانسيسكو وهي مجموعة تعنى بتثقيف العائلات حول استخدام التكنولوجيا الآمنة والمناسبة للفئة العمرية :” الآن معدل الوقت الذي يقضيه الطفل أمام الشاشة ليس في أعلى قائمة الأولويات حيث لدى الأباء ضغوط كثيرة في هذه الفترة”. .
وكانت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال قد ركزت منذ فترة طويلة على أنه يجب على الآباء حجب الشاشات (باستثناء الدردشة المرئية) من الرضع قبل سن 18 شهرًا، والسماح للأطفال حتى سن الخامسة بما لا يزيد عن ساعة واحدة في اليوم من البرامج عالية الجودة التي تتم مشاهدتها تحت إشراف أحد الوالدين ، وإعطاء الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أعوام وما فوق حدودًا صارمة على كمية ونوع الوسائط التي يستهلكونها. وقد أصدرت منظمة الصحة العالمية توجيهات مماثلة العام الماضي.
ولكن حتى قبل تفشي الوباء ، كانت مجموعة من الباحثين في وسائل الإعلام تتحدى فكرة أن الشاشة وحدها ضارة بطبيعتها للأطفال، بحجة أن المحتوى والسلامة لهما تأثير أكبر بكثير على صحة وسلامة الأطفال من الوقت وحده.
وفي بحث حول بيانات استخدام التكنولوجيا شارك فيه أكثر من 17000 مراهق في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأيرلندا تبين أن إجمالي وقت الشاشة اليومي كان له تأثير ضئيل على الصحة العقلية للمراهقين. في حين بينت دراسة ثانية في العام الماضي بمشاركة أكثر من 35000 طفل أمريكي ومقدمي الرعاية لهم أن الأطفال الذين يقضون ساعة إلى ساعتين في اليوم مع التكنولوجيا أظهروا مستويات أعلى من الصحة والسلامة النفسية من الأطفال الذين لم يكن لهم منفذ إلى التقنية. ولكن يؤكد الخبراء أن هذا لا يعني أن كل القواعد والقوانين يجب التخلي عنها تماما.
فعلى الرغم من أهمية أن يجد الآباء وقتا هادئا للعمل والتركيز من خلال رفع بعض الحظرعن الأجهزة الذكية والتساهل في الوقت الذي يقضيه الطفل أمامها، فمن المهم أن يدرك الأطفال أن هذه فترة غير اعتيادية تختلف فيها القواعد قليلاً – وأنه عندما تعود الحياة إلى طبيعتها ، ستتغير القواعد مرة أخرى، وأن بعض قواعد تقنية ما قبل الحجر الصحي لا تزال تنطبق عليهم منها على سبيل المثال بقاء الأجهزة خارج غرفة النوم عندما يحين وقت النوم، وإبعادها تماما عن سفرة الطعام ووقت تناول الوجبة.
كما ينصح الخبراء بضرورة التأكد من وجود وقت في اليوم يقوم فيها أطفالها بإيقاف تشغيل الأجهزة وإيجاد طرق أخرى أكث