محمد العيدروس – «الجزيرة»:
بدأت على الأرض -فعلياً- بوادر إيجابية تلوح في الأفق، حول إمكانية إيجاد أدوية ولقاحات قد تقضي على فيروس كورونا الذي تفشى في قارات العالم أجمع دون استثناء.. وهو ما يشكل بارقة أمل حقيقية نحو حلول، أو الحد بنسب مرتفعة من تقليل عملية الانتشار والتفشي السريعة لكورونا المستجد كوفيد 19.
* وتصدرت باحثة سعودية متخصصة في مجال تقنية النانو في المجال الطبي المشهد.. حينما أعلنت قبل ثلاثة أسابيع أن الفريق الدولي لتطوير لقاح فيروس كورونا الذي تعمل معه قد أرسل إلى منظمة الصحة العالمية نوعاً تطويرياً متقدماً للعلاج بعد 42 يوماً من الأبحاث المتواصلة.
وقالت الباحثة نهلة إسحاق إن عملية تطوير اللقاح تمت بعد أن قام الصينيون بإرسال التسلسل الوراثي للفيروس. وأكدت أن هناك دراسات علمية حثيثة ومتواصلة تتم، ويتوقع أن يكون بداية أبريل المقبل أولى مراحل التطبيق على البشر فيما لو تم إقراره. وأشارت إلى أن هناك عشرات المتطوعين الذين تجرى عليهم التجارب السريرية.
* وفي ألمانيا أعلنت شركة كورفاك تمكنها من تطوير لقاح فعال ستطرحه خلال أشهر قليلة، معتمدة في ذلك على دراسة داء الكلب في مرحلته الأولى، حيث تم تحصين جميع المتطوعين بعد تناولهم جرعة خفيفة للغاية.
وقال دانيال مينشيلا: أثق تماماً في قدرتنا على ذلك، وسنقوم بإنتاج 10 ملايين جرعة لقاح دفعة واحدة. وأشار إلى أن الشركة تقوم باختيار المتطوعين للقاح بناء على معايير عالية، منها الجودة والنشاط البيولوجي والتطوير السريري.
* وفي إيطاليا -حيث النسبة الكبرى للإصابات والضحايا بالفيروس- تم الإعلان عن التوصل لعلاج فعال لهذا الفيروس.
وأعلنت وكالة انسا الإيطالية الرسمية -نقلاً عن مدير العلاج المناعي للأورام في مستشفى باسكال في نابولي- أن عقار شائع لالتهاب المفاصل قد أظهر نتائج ممتازة في علاج الفيروس، داعياً إلى بروتوكول وطني لاستخدامه المكثف في العلاج.
وقال: إن العقار أظهر أنه فعال في الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا، ضارباً المثل بعدد من المرضى الذين يخرجون بعد شفائهم.
وذكر المسؤول عن الحماية الوطنية في إيطاليا في مؤتمر صحفي عن هذا العقار، أن إيطاليا بدأت تعممه في أماكن العلاج.
* أما في الولايات المتحدة الأمريكية فأعلن وزير الصحة الأمريكي ألكس أزار أن مدينة سياتل الأمريكية تقوم بأولى تجاربها على البشر لإنتاج أول لقاح يهدف إلى الحماية من الفيروس بتمويل من الحكومة الأمريكية، ويخضع لها حالياً 45 متطوعاً من الشباب الأصحاء. ويعتمد اللقاح الذي تجري تجربته على دفع الخلايا البشرية لإنتاج بروتينات قد تجنب من الإصابة بالفيروس أو تعالجه.
وفي المرحلة الأولى من التجربة ستختبر الجرعة اللازمة لاستنفار الجهاز المناعي لدى الشخص. ويعرف اللقاح الخاضع باسم m rna- 1273
* وفي الصين أعلنت السلطات استخدام أول لقاح لمواجهة الفيروس في تجارب سريرية متقدمة، وأكدت أنها سمحت رسمياً ببدء الاختبارات السريرية للقاح تم تركيبه، وذكر التلفزيون الصيني الرسمي أن فريقاً من الباحثين بقيادة الأكاديمي تشين واي، حصل على سماح رسمي ببدء الاختبارات السريرية. وكانت الصين أول من سارع إلى الكشف عن المواصفات الجينية للفيروس الذي طهر في مدينة ووهان أواخر ديسمبر الماضي، وتقاسمت هذه المعلومات القيمة أواخر يناير الماضي. وهو ما سمح للباحثين بأن يقوموا بتشكيل الفيروس داخل المختبر حتى يرصدوا الطريقة التي يجتاح بها الجسم ويخترقه فيجعله مريضاً.
ويتوقع أن يكون أول لقاح للفيروس في الصين جاهزاً بحلول نهاية شهر أبريل المقبل، وفقاً لما ذكره نائي وزير العلوم والتكنولوجيا الصيني.
* وفي كندا نجح فريق من العلماء الكنديين في عزل وتنمية نسخ من الفيروس التاجي، مما يجعل العالم يقترب خطوة من إيجاد لقاح لهذا المرض الفتاك. وتمكن باحثون من معهد سونيبروك للأبحاث، وجامعة تورنتو وجامعة ماكماستر من عزل وتكرار الفيروس في مختبر، وذلك باستخدام عينات مأخوذة من مريضين كنديين. وقال الفريق الكندي: إن النسخ التي تم تطويرها في المختبر ستكون الآن قادرة على مساعدة العلماء على دراسة العامل الممرض لتطوير اختبارات تشخيصية أفضل وعلاجات ولقاحات واكتساب فهم أفضل لبيولوجيتها.