أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب السبت تخليه في نهاية المطاف عن فرض العزل على ولايات نيويورك ونيوجيرزي وكونيتيكت في إطار مكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد الذي تسبب في وفاة 2185 شخصا في الولايات المتحدة حتى الآن بينهم 672 في مدينة نيويورك وحدها.
وقال ترامب إنه طلب من مركز مراقبة الأمراض، السلطة المكلفة الصحة على المستوى الوطني، نشر بيان “حازم” يحد من التنقلات للدخول إلى هذه الولايات أو الخروج منها، لكن من دون أن يغلق حدودها.
وبعيد ذلك قال المركز في بيان مقتضب إنه “يطلب من سكان نيويورك ونيوجيرزي وكونيتيكت فورا تجنب أي سفر غير ضروري “داخل البلاد” في الأيام الـ14 المقبلة بمفعول فوري”.
وأنهى الرئيس الأميركي بذلك جدلا أثاره بنفسه السبت عندما تحدث عن فرض الحجر على ولاية نيويورك من دون أن يوضح البعد الدقيق لهذا الإجراء.
وينتشر وباء كوفيد-19 بسرعة في أكبر اقتصاد في العالم. وتفيد الأرقام الأخيرة أن عدد الإصابات المؤكد ارتفع إلى 124 ألف شخص وعدد الوفيات إلى 2185 بينهم 672 في مدينة نيويورك وحدها.
وكان ترامب صرح أن “البعض يرغب في وضع “ولاية” نيويورك تحت الحجر لأنها نقطة ساخنة”. وسجل في ولاية نيويورك العد الأكبر من الإصابات في هذا البلد، بلغ 52 ألفا و318 بينما بلغ عدد الوفيات 728، مضيفا “نيويورك ونيوجيرزي وربما بعض مناطق كونيتيكت، أفكر في ذلك”، بينما تساءل حقوقيون عما إذا كان الرئيس الأميركي يملك صلاحية القيام بذلك.
وردا على سؤال عن الهدف من ذلك، قال ترامب “الحد من التنقلات”. وتابع “إنهم يواجهون مشاكل في فلوريدا، فكثير من النيويوركيين يتوجهون إلى الجنوب ولا نريد ذلك”، مؤكدا “سيكون الأمر لفترة قصيرة”، مشيرا إلى أنه يجري حوارا جيدا جدا مع حاكم ولاية نيويورك أندرو كومو.
وأثارت تصريحات ترامب استياء شديدا في منطقة نيويورك التي فوجئ قادتها السياسيون بالإعلان.
وردا على سؤال عن احتمال إغلاق حدود الولاية بقرار من واشنطن، حذر كومو قبيل ذلك على شبكة “سي أن أن” من أن قرار من هذا النوع سيكون “غير قانوني” ويشبه “إعلان حرب على ولايات” الاتحاد، مضيفا “أعتقد أن ذلك سيشل الاقتصاد”. وتابع “سيؤدي ذلك إلى صدمة في الأسواق غير مسبوقة في حجمها. وبصفتي الحاكم، لن أغلق الحدود”.
وذكر حاكم نيويورك بأن ولايات نيويورك ونيوجيرزي وكونيتيكت أوقفت أساسا كل النشاطات غير الضرورية ودعت سكانها إلى البقاء في بيوتهم، من جهته، عبر حاكم كونيتيكت نيد لامونت السبت عن أسفه قائلا “تفتقدون إلى الوضوح وهذا يمكن أن يسبب التباسا قد يؤدي إلى هلع”، مضيفا أنه طلب توضيحات من البيت الأبيض الذي أبلغه بأن كل الخيارات مطروحة بما في ذلك “الإغلاق”، أي منع الدخول إلى والخروج من أي ولاية.
وذكر الحاكم نفسه بأن “نيويورك ونيوجيرزي وجنوب كونيتيكت هي العاصمة العالمية للتجارة والمال”، مضيفا “إذا كنت تصر بصفتك الرئيس على تحريك الاقتصاد “..” فيجب أن تنتبه جيدا إلى ما تقوله وما لا تقوله”.
وفي مؤشر على تصاعد التوتر، قام رجال شرطة محليون وجنود من الحرس الوطني، ومن بيت إلى بيت، بإبلاغ سكان رود آيلاند الذين يملكون سيارات مسجلة في نيويورك بأن عليهم فرض عزلة على أنفسهم لأسبوعين بعد وصولهم إلى هذه الولاية الساحلية بشمال كونيتيكت.
وباتت العزلة الذاتية للمسافرين القادمين من نيويورك إلزامية قانونيا ويمكن أن تفرض غرامة على المخالفين. وقال أندرو كومو “إنها سياسة رجعية ولا أعتقد أن ذلك قانوني”، مهددا باللجوء إلى القضاء ضد رود آيلاند إذا لم تتراجع عن قرارها.
وفي فلوريدا، جنوب البلاد، أعلن الحاكم رون دي سانتيس عن إجراءات مماثلة لتلك التي فرضتها رود آيلاند التي نشرت نقاط مراقبة للشرطة عند مدخل الولاية الواقعة في الشمال.
ويهدف الأمر كذلك إلى تذكير سكان نيويورك الذين يدخلون أراضي فلوريدا بأنهم يجب أن يعزلوا أنفسهم لمدة 14 يوما تحت طائلة فرض غرامات عليهم.