يسابق العلماء الزمن لفهم آلية عمل فيروس كورونا المستجد، ورغم اختلاف نتائج الدراسات المتنوعة إلا أن هناك “بيانات سارة” من الصين عن المرضى، وفق تقرير لموقع شبكة “سي إن إن” الأميركية.
وقال التقرير إن علماء المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها نشروا ورقة بحثية تحلل بيانات أول 72314 شخصًا تم تشخيصهم بالفيروس.
ووفق هذه البيانات فإن نسبة 80 في المئة من المرضى تصيبهم أعراض خفيفة للمرض، مقابل 14 في المئة كانت الأعراض شديدة، فيما نسبة 5 في المئة من المرضى صنفت حالاتهم على أنها حرجة.
وبحسب الصحيفة فإن معظم الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس الجديد عانوا من أعراض خفيفة.
وتشير البيانات إلى أن الرجال والنساء لديهم نفس فرصة الإصابة بالفيروس تقريبًا.
ومع ذلك، يبدو التأثير على الرجال أسوأ، على الأقل بين أولئك الذين كانوا جزءًا من هذه الدراسة الأولية. إذ مات 2.8 في المئة من الرجال الذين تم تشخيص إصابتهم بالمرض، بينما ماتت نسبة 1.7% فقط من النساء.
وبشكل منفصل، وجد الباحثون أيضًا أن الأطفال في الصين أظهروا أعراضًا أقل حدة من البالغين.
وفحصت دراسة نشرت عبر الإنترنت في المجلة الطبية لطب الأطفال، 731 حالة مؤكدة و 1412 حالة مشبوهة من إصابة بالفيروس لدى الأطفال.
وكان أكثر من 90 في المئة من جميع مرضى الأطفال عديمي الأعراض، وكان يظهر عليهم أشكال خفيفة أو شائعة من المرض.
ويبدو أن البيانات الصينية المبكرة تظهر أيضا أنه كلما كبر المريض، زادت مخاطر الإصابة بالفيروس والموت به.
ووفق التقرير، فإن الأرقام الواردة من الصين تعطي بعض المؤشرات على أن معظم الناس يتعافون من المرض.
وفي حين أن معظم الحالات المسجلة شملت الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و 69، فقد ارتفع معدل الوفيات مع ارتفاع أعمار المرضى.
وتظهر أحدث البيانات من إيطاليا، الدولة الأكثر تضرراً في أوروبا، نمطاً مماثلاً. وفقًا للمعهد الوطني الإيطالي للصحة، فإن متوسط عمر الذين توفوا بعد الإصابة بالفيروس في إيطاليا يبلغ 80.5 عامًا، في حين أن متوسط عمر المصابين هو 63 عامًا ، وفقًا للتقرير.
ومع ذلك، وجد مسؤولو الصحة في فرنسا أن نصف مرضى الفيروس الذين يخضعون حاليًا للعناية المركزة في جميع أنحاء البلاد كانوا تحت سن الستين، مما كشف وفقا لما وصفته سلطات الصحة العامة في فرنسا “ديناميكية جديدة” في تفشي الفيروس.
ووفقًا للباحثين الصينيين، فإن المشكلات الصحية الأساسية كانت أيضًا عاملاً رئيسيًا. وتشير البيانات إلى أن الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة قبل الإصابة بالفيروس كانوا أكثر عرضة للوفاة.
ووجدت الحكومة الإيطالية أيضًا أن معظم الأشخاص الذين ماتوا بسبب الفيروس لديهم حالتان أو ثلاث حالات صحية موجودة قبل الإصابة بالفيروس. ومن بين هذه الحالات، كان ارتفاع ضغط الدم هو الأكثر شيوعًا، يليه مشاكل في القلب وداء السكري.