قال عضو مجلس الشورى خليفة بن أحمد الدوسري: إن في الدول المتقدمة، صاحبة التاريخ والقيم والمبادئ، تتفاعل القيادة مع شعبها في وقت الأزمات، وتحرص على إقامة حوار متبادل، يتسم بالصراحة والموضوعية، التي توضح أبعاد هذه الأزمات وأسبابها ووسائل علاجها، وما ينبغي عمله في المرحلة المقبلة.
وأضاف: “بالأمس تجسد هذا المشهد بكامل تفاصيله، عندما أطل علينا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ـ يحفظه الله ـ في عز أزمة تفشي وباء كورونا، شارحاً ومفنداً بكل مصداقية وصراحة، واقع الأزمة وفصولها، في مشهد حضاري، تعودنا عليه من القيادة الرشيدة في كل المناسبات وكل الظروف”.
وقال: لم تأت كلمة خادم الحرمين الشريفين، لتجسد واقع الأزمة محلياً وعالمياً بكل مصداقية وشفافية فحسب، وإنما جاءت حاملة معها الكثير من الأمل والتفاؤل بإمكانية تجاوزها، عبر الترابط والتآلف بين المواطن والمقيم وأجهزة الدولة المختصة، وقبل هذا وذاك، الإيمان بالله والتوكل عليه، ليكشف عنا وعن العالم هذه الغمة “الاستثنائية.
وزاد قائلاً: “كم كانت المملكة وشعبها في حاجة قصوى إلى كلمة خادم الحرمين الشريفين في هذا التوقيت من عمر الأزمة، خاصة بعد تسرب شائعات وأكاذيب أدخلت الخوف في نفوس البعض، وأربكت حسابات البعض الآخرى وفرضت هالة من الضبابية على جميع الأحداث، فجاءت الكلمة لتضع النقاط على الحروف، وتجلي الحقائق وتشخص أبعاد الأزمة بشكل دقيق، وتصف العلاج، وتحدد دور كل مواطن ومواطنة وكل جهة حكومية في تجاوز الأزمة بسلام وبأقل الخسائر.
صراحة الكلمة ومصداقيتها، بلغت آفاقاً واسعة غير مستغربة من القيادة الرشيدة، إذ لم يشأ خادم الحرمين أن يضخم من الأزمة ويعطيها أكبر من حجمها، كما لم يشأ أن يخفف منها إلى الحد الذي يركن فيه المواطن والمقيم إلى الراحة والتكاسل، فكانت متوازنة وحكيمة ومتعقلة، أكدت أن الأمل موجود في تخطي أي تحديات مستقبلة، شريطة استمرار تكاتف المواطن والمقيم مع الجهات المختصة، في تنفيذ متطلبات الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة، وألزمت الجميع باتباعها”.
وأضاف: “رغم أن الكلمة كانت موجزة، إلا أنها حملت مضامين ورسائل عدة، ينبغي أن نتوقف عندها كثيراً ونفهم مدلولاتها، إحدى هذه الرسائل أكدت أن صحة المواطن والمقيم وزوّار الحرمين الشريفين خط أحمر لدى الدولة، لا يمكن الرهان عليه أو المساس به، من هذه الرسائل أن المرحلة المقبلة ستكون أكثر صعوبة على المستوى العالمي، وأن المطلوب من الدولة بذل الغالي والنفيس للحفاظ على صحة الإنسان، وأن العالم يمر اليوم بمرحلة صعبة في تاريخه. ولكن ما لفت نظري حقاً، ذاك المسار الإيماني الذي حرص عليه خادم الحرمين الشريفين في كلمته، بأن الله سيكون في عون المملكة وأهلها، في تجاوز هذه الأزمة، فقال ـ حفظه الله ـ إن المملكة مستمرة في اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية لمواجهة كورونا، وأن المواطنين والمقيمين أظهروا قوة وثباتاً في هذه المرحلة، الأمر الذي يعجل بانتهاء الأزمة، مبشراً الجميع بقول الله سبحانه وتعالى (فإن مع العسر يسرا).. فهنيئاً لنا بهذه القيادة، التي تحسدنا عليها شعوب الأرض قاطبة.. وكلي ثقة بأن نتجاوز هذه المحنة في أسرع وقت، ضاربين أروع الأمثال في التآلف والتفاف الشعب حول قيادته”.