بجانب الجهود التي تبذلها شتى دول العالم لاحتواء فيروس كورونا، هناك جهود علمية متسارعة من أجل إنتاج لقاح ربما ينهي هذا الوباء الذي أصاب أكثر 200 ألف إنسان وقتل 8 آلاف آخرين.
وبدأت المعلومات تتكشف عن تطوير عقاقير لمواجهة “كوفيد 19″، دخل بعضها مرحلة التجارب السريرية، وهي مرحلة متقدمة قبل أن يتم إقرارها.
وتقول صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية في تقرير لها إن هناك مئات العلماء يعملون حول العالم من أجل إنتاج لقاح مضاد للفيروس.
ويدل هذا الرقم على ارتفاع كبير، إذ قالت منظمة الصحة العالمية في فبراير الماضي إنه يجري تطوير 20 لقاحا، الأمر الذي يعكس اهتمام العلماء وشركات الأدوية والدول أيضا في إيجاد حل لمعضلة كورونا.
ويسعى الكثير من العلماء إلى إنتاج أدوية تهاجم الفيروس نفسه، في حين تسعى مجموعة بحثية في ولاية كاليفورنيا إلى نهج مختلف، يقوم على تحصين البروتينات في خلايانا التي يعتمد عليها الفيروس حتى يتكاثر.
العلاج الصيني الياباني
ومن جانبها، أعلنت بكين رسميا أنها قررت استخدام الدواء Avigan، الذي طورته اليابان لعلاج الإنفلونزا في معالجة الأشخاص المصابين بفيروس كورونا.
وجاء ذلك بعد أن وجدت أن الدواء فعّال من خلال تجارب سريرية أجرتها منظمتان طبيتان في البلاد.
وقال مدير المركز الوطني لتطوير التكنولوجيا الحيوية في الصين، تشانغ شين مين، في مؤتمر صحفي، الثلاثاء، إن الدواء كان ناجعا في مكافحة الأعراض التي يسببها الفيروس مثل الالتهاب الرئوي، وليس له آثار جانبية.
وكان من الضروري للمسؤول الصيني أن يؤكد عدم وجود آثار جانبية، التي ربما تكون مدمرة أحيانا وتعيق إقرار إي دواء بسرعة. وأضاف أن الاختبارات أجريت في مدينتي ووهان وشنزن وشارك فيها 240 مريضا و 80 مريضا على التوالي.
وقال إن الأمر استغرق بين 4-11 يوما حتى تغيرت نتائج المصابين من فيروس كورونا من سلبية إلى إيجابية بعد تلقيهم العقار.
عقار بلاكنيل
أعلنت مجموعة سانوفي الدوائية الفرنسية أن دواء “بلاكنيل”، الدواء المضادّ للملاريا الذي تنتجه، برهن عن نتائج “واعدة” في معالجة مرضى بفيروس كورونا المستجدّ.
وقالت إنها مستعدة لأن تقدم إلى السلطات الفرنسية ملايين الجرعات منه، كافية لمعالجة 300 ألف مصاب بالفيروس. و”بلاكنيل” عقار مكوّن من جزيئات “هيدروكسي كلوروكين” ويستخدم منذ عقود في معالجة الملاريا وأمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة والتهاب المفاصل.
و قال البروفسور ديدييه راؤول، مدير المعهد الاستشفائي الجامعي في مرسيليا، إنه أجرى تجربة سريرية أظهرت أن هذا العقار يمكن أن يُساهم في القضاء على فيروس كورونا المستجد.
وبحسب الدراسة التي أجراها البروفسور راؤول على 24 مريضا بفيروس كورونا المستجد، فقد اختفى الفيروس من أجسام ثلاثة أرباع هؤلاء بعد ستة أيام على بدء تناولهم العقار، وفق “فرانس برس”.
علاج ألماني في الخريف
قالت شركة “كيور فاك” الألمانية، التي أصبحت تحت الأضواء في الأيام الماضية، إنها اللقاح الذي تطوره حاليا سيكون جاهزا قبل حلول الخريف المقبل.
وأضافت الشركة في بيان أن جهودها منصبة حاليا على تطوير لقاح قادر على القضاء على الفيروس، لكنها أكدت أنها لن تعلق على التكهنات التي تتعلق بالاستحواذ المفترض على الشركة أو عقاقيرها.
وقال إن التكنولوجيا التي تستعملها مثل MRNA (الرنال المرسال) التي تشير إلى أنها الحل الأسرع والأكثر فعالية لمواجهة سيناريوهات التفشي، مثل فيروس كورونا.
وأشارت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لين إلى أن المفوضية تتعاون مع الشركة الألمانية في تغريدة لها على “تويتر”، موضحة أن بروكسل منحت الشركة 80 مليون يورو للشركة.
وأضافت ان الشركة تعمل على تطوير تكنولوجيا واعدة ستحمي الأرواح في أوروبا والعالم.
وكانت تقارير إعلامية ذكرت أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عرض مبلغا كبيرا للمال على الرئيس التنفيذي للشركة دانيال مينيشيلا خلال لقاء جمع الاثنين مطلع مارس الجاري، مقابل نقل أعمال الشركة إلى الولايات المتحدة الأمر الذي نفته الشركة.
علاج كيزر الأميركي
وصل العلاج الذي ابتكره معهد “كيزر” للبحوث في الولايات المتحدة الأميركية متقدمة، واجرى الاثنين أول تجربة سريرية على بشر لاختبار لقاح مضاد لفيروس “كوفيد- 19”.
وقام باحثون أميركيون من معهد “كيزر” للبحوث، بحقن جرعات من اللقاح في أجسام 4 متطوعين.
وقالت الباحثة في معهد كيزر، ليزا جاكسون، “نحن فريق فيروس كورونا في الوقت الحالي، وما من شخص إلا ويريد أن يقوم بما بوسعه خلال فترة الطوارئ الحالية”.
ونشرت وكالة أسوشيتيد برس فيديو يظهر إحدى المتطوعات وهي تتلقى الجرعة الأولى المحتملة من اللقاح المطور لعلاج فيروس كورونا، فى تجربة سريرية لمحاولة إيجاد حل لهذا الوباء.
وقال المتطوعة بعد تلقيها أول جرعة: “أتمنى أن نتوصل للقاح فعّال سريع وأن نتمكن من إنقاذ الأرواح ليتمكن الجميع من العودة لحياتهم الطبيعية في أسرع وقت”.
وذكر الباحثون في المعهد أنه تم تطوير اللقاء في وقت قياسي، مشيرين إلى أن النتائج ستعلن في وقت لاحق هذا الأسبوع.
وقالت الوكالة الأميركية إن تجربة الاثنين ليست سوى البداية في سلسلة من الدراسات التي ستجرى من أجل التأكد من أن الدواء ناجح وآمن.
علاج أسترالي
حصل باحثون استراليون على الضوء الأخضر من أجل إجراء التجارب السريرية على علاج ابتكروه لفيروس كورونا. ويتمثل دواء هؤلاء الباحثين بعقاقير استخدمت سابقا لعلاج الملاريا والإيدز في نحو 50 مستشفى بأستراليا.
ويتوقع أن تبدأ التجارب السريرية في نهاية الشهر الجاري، أي بعد أيام فقط.
وقال مدير مركز الأبحاث السريرية في جامعة كوينزلاند، ديفيد باترسون، إن هناك مرضى لفيروس كورونا تم علاجهم بهذه الأدوية وكانت النتائج إيجابية، إذ اختفى الفيروس من أشخاص أصيبوا منه.
وأضاف باترسون المتخصص في الأمراض المعدية أن فريقه يبحث حاليا عن متطوعين للمشاركة في تجربة سريرية كبيرة على مستوى أستراليا لمقارنة أداء العقارين منفردين أو مع بعضهما البعض.
وقال البروفيسور باترسون في مقابلة مع موقع “نيوز” الأسترالي:”نريد أن نعطي الأستراليين أفضل علاج”.