تزايد غضب الصينيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي مما اعتبر تراخيا من جانب الدول الغربية في مكافحة وباء كورونا المستجد، وذلك غداة تعزيز بكين تدابير الحجر الصحي للوافدين من الخارج.
وبعد أن أكدت الأسبوع الماضي أنها “سيطرت عملياً” على الفيروس، تشهد الصين، حيث ظهر الوباء للمرة الأولى في كانون الأول/ديسمبر، تجاوز عدد الإصابات المستوردة عدد الإصابات المحلية.
لذلك، فرضت بلدية بكين حجراً صحياً على الأشخاص الوافدين إلى العاصمة لمدة 14 يوماً في مكان مخصص.
وكانت حتى الآن تفرض حجراً منزلياً عليهم.
لدى وصولهم إلى مطار بكين، يُنقل ركاب الرحلات الدولية على متن حافلة إلى مكان عملاق تُقام فيه عادةً معارض لكن تمّ تحويله إلى مركز للفحص الطبي، قبل أن يتمّ تقسيمهم على فنادق للحجر، على أن تكون كلفة إقامتهم على نفقتهم الخاصة.
“حالات استثنائية”
روى جايكوب غانتر وهو أميركي يقيم في بكين، أنه أمضى ستّ ساعات الاثنين منذ لحظه نزوله من الطائرة وحتى وصوله إلى الفندق حيث يتعيّن عليه أن يبقى أسبوعين.
وقال إن العبور في مكان إقامة المعارض “كان القسم الأكثر فوضويةً” في “رحلته”، رغم أن الغالبية الكبرى من الركاب تحلّوا بـ”الصبر”.
وشاهد فريق وكالة فرانس برس الاثنين عملاء يرتدون بزاتهم وآخرون يرتدون بزات واقية تغطي كامل أجسامهم يحرسون المركز حيث كانت سيارات إسعاف تنتظر.
وحدهم الأشخاص الذين لديهم “حالات خاصة” يُسمح لهم حالياً بالحجر الصحي المنزلي، وفق بلدية بكين.
وهؤلاء هم الذي تتجاوز أعمارهم سبعين عاماً والنساء الحوامل والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة والقصار غير المصحوبين بشخص بالغ، أو حتى الأشخاص الذين يعيشون بمفردهم في بكين.
منذ أن أعلنت منظمة الصحة العالمية الأربعاء فيروس كوفيد-19 “وباء عالمياً”، يصل حوالى 20 ألف شخص بينهم 10% أجانب، يومياً إلى بكين، وفق مسؤول في أجهزة الهجرة.
واختار كثيرون من الصينيين الخائفين جراء تفشي المرض في سائر دول العالم، أن يعودوا إلى بلدهم.
أوروبا وواشنطن مسؤولتان
وأعلنت وزارة الصحة الصينية الاثنين أن هناك 12 إصابة مستوردة مقابل أربع حالات محلية فقط.
وباتت الصين تعدّ 123 مصاباً بالفيروس انتقلت إليهم العدوى من خارج أراضيها، من أصل حصيلة إصابات إجمالية تبلغ أكثر من 80 ألفاً، تعافى الآلاف منهم.
وفي هذا السياق، يحمّل الناشطون الصينيون على مواقع التواصل الاجتماعي أوروبا والولايات المتحدة مسؤولية التفشي السريع للوباء على أراضيهما.
ويتمنى كثيرون أن يُصاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بدوره ويطالب آخرون بإجراءات مراقبة “صارمة” لمنع الإصابات المستوردة من نقل العدوى مجدداً إلى الصين.
وكتب أحدهم على موقع “ويبو” الصيني للتواصل الاجتماعي “لا يمكننا أن نهدر كل جهودنا”.
واستُخدم وسم 820 مليون مرة للتنديد بمبدأ “المناعة الجماعية” الذي تحدث عنه خبراء في المملكة المتحدة وفرنسا، والذي يقضي بترك الفيروس ينتشر ببطء بين الشعوب.
ويدافع النظام الاشتراكي عن المقاربة المتطرفة التي تبناها في أواخر كانون الثاني/يناير عندما فرض الحجر الصحي على شبه كامل مقاطة هوباي “وسط”، منشأ الفيروس، فقُطع بذلك أكثر من 50 مليون نسمة عن العالم.
لكن وُجّهت انتقادات إلى بكين لبطئها في التحرّك عند ظهور الفيروس، إذ إن بعض الأطباء خضعوا للاستجواب من جانب الشرطة في أواخر كانون الأول/ديسمبر لأنهم حذّروا منه.
وفي مؤشر الى عودة الحياة إلى طبيعتها بشكل تدريجي، بدأت أربع مدن في مقاطعة هوباي تسيير حافلات للسماح بعودة 1600 عامل مهاجر إلى عملهم في مصنع خارج المقاطعة.