تسببت القيود الجديدة المفروضة على العائدين من أوروبا والهادفة إلى كبح تفشي فيروس كورونا المستجد في الولايات المتحدة، بفوضى عارمة في عدد من المطارات التي شهدت تدفقا لركاب، يتعيّن إخضاعهم لفحوص، تخطى عددهم قدراتها الاستيعابية.
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء منع دخول القادمين من الدول الأوروبية إلى الولايات المتحدة، وقد دخل القرار حيّز التنفيذ منتصف ليل الجمعة السبت وقد استثنى سيّد البيت الأبيض بريطانيا من هذا الحظر.
إلا أن القرار عُدّل لاحقا ليشمل المملكة المتحدة وإيرلندا اعتبارا من منتصف ليل الإثنين-الثلاثاء “الثلاثاء الساعة 04,00 ت غ”.
وبات الحق في دخول الأراضي الأميركية للقادمين من أوروبا يقتصر على المواطنين الأميركيين وعلى الحاصلين على إقامة دائمة في الولايات المتحدة، وقد سارع كثر منهم للعودة خشية من البقاء عالقين خارج بلادهم.
لكن القرار حدد المطارات التي يمكنهم دخول البلاد عبرها وعددها 13 مطارا.
وسارعت السلطات الأميركية إلى اتّخاذ التدابير الصحية اللازمة لفحص الوافدين الذين سيُطلب منهم البقاء في الحجر الصحي المنزلي.
ومن السبت، تسود فوضى عارمة عددا من تلك المطارات حيث يضطر الركاب للانتظار ساعات طويلة في أماكن ضيّقة خلافا لتوجيهات السلطات الصحية بتجنّب التجمّعات.
ونُشرت على منصة تويتر صورة التقطت في مطار أوهير الدولي في شيكاغو تظهر صالة مكتظة أشبه بمحطة لركاب المترو في ساعة الذروة في إحدى المدن الكبرى.
وتعيّن على العائدين الانتظار ست ساعات لتسلّم حقائبهم والانتظار ما بين ساعتين وأربع ساعات “الكتف على الكتف” لعبور التدقيق الجمركي، وفق ما اوضحت ناشرة الصورة.
وكان الوضع مشابها في دالاس ونيويورك.
– الفحص يستغرق دقيقة – وأثار هذا الأمر غضب حاكم إيلينوي جاي روبرت بريتسكر الذي سعى إلى تحميل الرئيس الأميركي ونائبه مايك بنس المسؤولية.
وجاء في تغريدة أطلقها حاكم إيلينوي أن “حجم طوابير الانتظار غير مقبول، يجب معالجة الوضع فورا.
دونالد ترامب ومايك بنس “.
” عليكما أن تفعلا شيئا الآن.
هذه الحشود تنتظر التفتيش الجمركي الخاضع للقضاء الفدرالي”، مضيفا “على الحكومة الفدرالية التحرك”.
واكتفى الرئيس الأميركي بالقول “اعذروا العراقيل والتأخير.
نحن نعمل بأقصى سرعة ممكنة لكن من الأهمية بمكان أخذ الحيطة والحذر.
السلامة أولا”.
وجاء تعليق ترامب بعيد تعهّد وزير الأمن الداخلي تشاد وولف تعزيز “قدرات الكشف”، مؤكدا أن قياس حرارة كل راكب يستغرق نحو “60 ثانية”.
وبحسب حصيلة أعلنت صباحا بلغ عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في الولايات المتحدة نحو ثلاثة آلاف بينما بلغت حصيلة وفياته 60 حالة.
وبعدما كان قلل من مخاطر الوباء، وإثر تعرّضه لانتقادات بخاصة لعدم توافر ما يكفي من تجهيزات للكشف عن الإصابة بالفيروس، اتّخذ الرئيس الأميركي مؤخرا تدابير عدة بينها فرض حال الطوارئ في البلاد.
وكان الرئيس الأميركي قد أعلن أن يوم الأحد هو يوم وطني للصلاة وقد شارك فيه بمتابعته قداسا عبر شبكة الإنترنت في حين قررّت كنائس عدة إغلاق أبوابها.
– ترامب غير مصاب بالفيروس – وفي مؤشر إلى بدء تلمّس خطورة الأوضاع خضع ترامب لفحص الإصابة بكورونا الذي جاءت نتيجته سلبية، وفق ما أعلن البيت الأبيض السبت.
وبدأت المدن الكبرى تدابير حجر في نهاية الأسبوع وقد تراجع عدد رواد دور السينما إلى أدنى مستوى منذ عشرين عاما.
لكن مدير المعهد الوطني للأمراض المعدية أنطوني فاوسي أكد ضرورة اتّخاذ مزيد من التدابير.
وصرّح لشبكة “ان بي سي” أن الأميركيين يجب أن يتّخذوا تدابير “أكثر بكثير” من تلك التي نشهدها حاليا.
وفي الولايات المتحدة غالبا ما يتوقف فرض التدابير على الولايات والمقاطعات، وهي تختلف من مكان لآخر.
وفي حين قررت مناطق عدة إغلاق المدارس، قال رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلازيو الأحد إنه “متردد” في اتّخاذ تدبير كهذا خشية أن يمتد الإغلاق “حتى نهاية العام الدراسي” وربما لمدة أطول من ذلك.
وقررت ولايات عدة بينها أوهايو وإيلينوي إغلاق الحانات والمطاعم التي قرر بعضها على غرار شبكة “تاكو بيل” إقفال أبوابه والاكتفاء بتقديم خدمة “درايف ثرو”.
وتسببت المخاوف من تفشي فيروس كورونا باضطرابات كبيرة في أسواق البلاد، وقد أعلنت شركة “نايكي” الشهيرة للتجهيزات الرياضية إغلاق متاجرها في الولايات المتحدة وكندا وأوروبا الغربية.