الجزيرة – أسامة الزيني
لا يزال جوي هوفدمان يعاني من الرعب وهو يصف اللحظة التي رأى فيها صورة والده البيولوجي لأول مرة. كان التشابه مذهلاً ولا يمكن إنكاره. الأنف الداكن قليلاً والحاجبان المستقيمان ومنحنى الفك، حتى إنحسار شعره الأشقر المائل، بدا الأمر وكأنه ينظر في المرآة.
كان الرجل الذي يحدق به من الشاشة على هاتفه هو جان كاربات، وهو طبيب خصوبة هولندي ساعد والدة جوي على الحمل بنجاح ، وهذا يعني أنه قام بتلقيحها بحيوانه المنوي بدلاً من حيوان زوجها كما اتفقا، ولم يكن لدى والدة جوي فكرة عن هذا المخطط.
وجد جوي نفسه وسط واحدة من أكبر الفضائح الطبية في أوروبا، إذ كان الطبيب الموثوق به، دون علم مريضاته أو موافقتهن، يستخدم الحيوانات المنوية الخاصة به لتلقيح النساء اللاتي أتين إليه يائسات يرغبن في إنجاب طفل.
في وقت وفاته في عام 2017، كان يعتقد أنه كان لديه 22 طفلاً معترفًا به من عدة زيجات، وكان يشتبه في أنه أب ل22 طفلا سراً مع مريضاته، دون إذنهن، و الآن، بعد ثلاث سنوات، هناك ما لا يقل عن 61 ابن معروفين له تم إنجابهم بهذه الطريقة، ويخشى أنه ربما يكون قد ولد مئات آخرين على مدى ما يقرب من 40 عامًا.
بعد عثور جوي (33 عاماً) على صورة الطبيب كاربات على الإنترنت، خالجه الشك في أنه واحد من أبنائه. يقول: “ما زلت أشعر بصدمة كهربائية في جسدي كلما رويت هذه القصة، فقد أرسلت صورته إلى أصدقائي وسألتهم من هذا؟ فأجابوا جميعًا “إنه أنت يا جوي”.
بالنسبة لجوي و 60 طفلاً آخرين تم تأكيد بنوتّهم ، فإنه أصبح واضحاً مدى الفضيحة التي كان مسرحها ضاحية روتردام حيث أدار الطبيب كاربات عيادته الخاصة منذ عام 1980 حتى تم إغلاقها من قبل الحكومة الهولندية في عام 2009 وسط تقارير عن مخالفات في حفظ السجلات.
كما قام كاربات بتوزيع قوارير السائل المنوي على العيادات في الولايات المتحدة وبلجيكا وألمانيا والدنمارك، فهل يمكن أن يكون هناك أيضا ضحايا لحيلته؟
في قلب الفضيحة، بالطبع، أبناء كثيرون مثل جوي، أنجبهم كاربات، ويتواصل نصف الأشقاء على WhatsApp وينضم أعضاء جدد طوال الوقت.
لدى جوي الآن ما لا يقل عن 60 من الأبناء الأشقاء، وهو بالضبط ما كان يفتقر إليه، عندما نشأ في روتردام مع شقيقه الأكبر وشقيقته الصغرى في حين كان والداه يتشاجران طول الوقت، حتى إنه يقول”تمنيت لو لم أكن من عائلتي وتخيلت أن أكون طفلا لشخص آخر”. وهو ما تحقق له بالفعل، وفق ما نشرته صحيفة الديلي ميل البريطانية.