إلى جانب تداعيات انتشار فيروس كورونا حول العالم، سواء بالإصابات أو حصد الأراوح، فإن الفيروس قد أعاق حرية التنقل والتواصل حول العالم، بل يمكننا القول إنه قد أثر على مفهوم “العولمة”.
الكاتب الأميركي بمجلة “تايم”، أيان بريمير، أوضح في مقال، تأثير فيروس كورونا على العالم، بعدما تسبب في عزلة دول، وتدهور اقتصادي.
يقول بريمر “في السنوات القادمة، سيتم تذكر فيروس كورونا على أنه كان معلما هاما على طريق إنهاء المرحلة الأولى من العولمة. فخلال العقود السابقة، افتتحت الأسواق وأصبحت سلاسل التوريد عالمية، وظهرت الطبقات الوسطى، وتكونت اتصالات جديدة”.
وأضاف بريمر في مقاله “في الآونة الأخيرة، كانت هناك ردود فعل متزايدة ضد التدفق الحر للمعلومات والأفكار والأموال والوظائف، وقد طبق الناس ضغوطا سياسية غير عادية”.
“وكانت النتيجة تشديد قواعد الهجرة، والحواجز الجديدة أمام التجارة والاستثمار، وتقصير سلاسل التوريد، والفصل التكنولوجي، والتركيز الجديد على سياسة الوطن أولا”، يضيف بريمر.
وقال الكاتب إن فيروس كورونا قد أدى بالفعل إلى تقييد السفر، وتبادل الحكومات الاتهامات، وسلسلة من هجمات كراهية ضد الأجانب في بلدان متعددة.
وخلص بريمر إلى أن الأضرار البشرية والاقتصادية التي ألحقها فيروس كورونا ببلدان حول العالم، قد تجعل البعض ينظر إليه على أنه نقطة تحول مهمة بالنسبة للاقتصاد العالمي بأسره.
ودعم بريمر وجهة نظره بذكر أمثلة في مقاله، كموافقة واشنطن على تخصيص مليارات الدولارات لحالات الطوارئ، فيما قام بنك الاحتياط الفيدرالي بتخفيض طارئ لأسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية، فيما يعد أكبر تخفيض منذ الأزمة الاقتصادية في عام 2008.
ولفت الكاتب إلى أن دولا من التي تعتمد على السياحة، سواء في جنوب شرق آسيا أو أميركا الجنوبية، ستواجه خسائر صعبة، جراء انتشار فيروس كورونا المستجد.
أما في الولايات المتحدة، فأشار بريمر إلى أن كورونا قد أحدث نقصا في الأدوية والمعدات الطبية، وذلك لأن الصين تعتبر جزءا هاما في حلقة الإمداد بها.
يذكر أن كورونا تسبب في أن تتخذ دولة كإيطاليا إجراءات صارمة بعد انتشار الفيروس، كفرض حجر صحي على البلاد بأكملها، ما تسبب في عدم خروج المواطنين من بيوتهم وخلو الأماكن العامة.