نتائج انتخابات “الثلاثاء الكبير” التي شهدتها 14 ولاية أميركية الأسبوع الماضي لم تكن متوقعة، فقد استعاد نائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، زخم السباق ما أكسبه حصة الأسد في عدد المندوبين وجعله الآن في مقدمة سباق الديمقراطيين للفوز بترشيح حزبهم لمواجهة الرئيس دونالد ترامب في انتخابات نوفمبر.
وأصبح السباق عند الديمقراطيين منحصرا بين بايدن والسناتور من فرمونت، بيرني ساندرز، إثر انسحاب السناتور إليزابيث وارن وعمدة نيويورك السابق مايك بلومبورغ.
ورغم عدم وضع النائبة من هاواي، تولسي غابارد، حدا لطموحها في الرئاسة، إلا أنها لم تفز سوى بمندوبين اثنين فقط.
ومن أجل استعادة ساندرز الزخم الذي عرفه في بداية السباق، كل الأعين تركز الآن على ولاية ميشيغن التي تنظم إلى جانب خمس ولايات أخريات يوم الثلاثاء 10 مارس، انتخاباتها التمهيدية.
وفاز ساندرز بفارق ضئيل في ميشيغن في عام 2016 عندما كانت هيلاري كلينتون منافسته.
وإذا فاز في الولاية الثلاثاء، فإن من شأن ذلك أن يغير وجهة السباق. أما خسارته، فستقلص فرصه في تغيير مسار السباق للفوز بترشيح الحزب، خصوصا أن الولايات التي ستنظم الانتخابات التمهيدية في وقت لاحق، يبدو أنها تفضل بايدن.
وتجري المنافسة في انتخابات الثلاثاء على 352 مندوبا في الولايات الست. ويوجد أكبر عدد من هؤلاء وهو 125 مندوبا في ميشيغن، وبعدها 89 في واشنطن، و68 في ميزوري، و36 في ميسيسيبي، و20 في أيداهو، و14 في نورث داكوتا.
وسيحتاج ساندرز للفوز في ميشيغن إلى الحصول على دعم أكبر من الناخبين الشباب، والناخبين البيض من غير الحاصلين على درجات جامعية. وشكل الأخيرون في 2016، 36 في المئة من الناخبين وصوت 57 في المئة منهم لساندرز وقتها.
وشكل الشباب حوالي خُمس الناخبين في الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين في 2016، وفقا لاستطلاعات الرأي التي شارك فيها ناخبون بعد الإدلاء بأصواتهم. لكن حتى الآن في الانتخابات التمهيدية الجارية، تراجعت نسبة الشباب.
أما الناخبون السود، فقد يكون لهم دور بارز أيضا في اقتراع الثلاثاء. وفي 2016، شكلت هذه الفئة 21 في المئة من الناخبين وفازت كلينتون بثلثي أصواتهم. ودعمت هذه الفئة حتى الآن، بايدن الذي يحتاج إلى مشاركتها في تصويت الثلاثاء مرة أخرى.
لكن قد تكون، النساء من العرق الأبيض، أهم مجموعة قادرة على قلب موازين هذه الانتخابات. وشكلت هؤلاء 37 في المئة من ناخبي الولاية في 2016، وتمكن ساندرز من انتزاع دعمهن بفارق ضئيل.
لكن في انتخابات “الثلاثاء الكبير” الأسبوع الماضي، تمكن بايدن من الحصول على دعم كبير في صفوف هذه الفئة من الأميركيات.
ساندرز يغازل عرب ميشيغن
عندما فاز ساندرز في ميشيغن في 2016، كان للعرب الأميركيين دور في ذلك، وبحسب صحيفة لوس أنجلس تايمز فإن السناتور يحظى بشعبية واسعة بين مسلمي أميركا الذين يعاملونه “كنجم روك”. ويأمل المرشح الحصول على أصواتهم في انتخابات الثلاثاء.
وترى حملة ساندرز الانتخابية التي اعتمدت إعلانات باللغة العربية، أن العرب والمسلمين الأميركيين سيكونون عاملا مهما إذا فاز في ميشيغن.
واعتمد عرب مؤيدون لساندرز هاشتاغات على مواقع التواصل الاجتماعي بينها :
Muslims4Bernie ،#InshallahBernie# للإعراب عن دعمهم له، فيما يشير كثيرون إليهم بـ”عمو بيرني”.
وفي 2016، فاز ساندرز في مدينة ديربورن التي تضم أكبر تجمع للمسلمين في الولايات المتحدة، وتفوق على كلينتون بـ20 نقطة.
وقالت هبة داغر، وهي طالبة جامعية، لموقع “ميشيغن ديلي” إن كلا من ساندزر وبايدن زارا ديربون هذا العام.
لكن الفرق بينهما، بحسبها، هو أن بايدن اختار الذهاب إلى مطعم راق نوعا ما، فيما توجه ساندرز إلى مقهى بسيط في شرق المدينة يملكه مهاجر يمني.
وفي انتخابات 2016، شارك 63 في المئة من الناخبين المسلمين المسجلين في الانتخابات التمهيدية في ميشيغن، وهي نسبة تزيد بأكثر من 12 في المئة من مشاركتهم في انتخابات 2012.
تشير التوقعات إلى أن ساندرز سيخسر ميشيغن. واختار موقع “بوليتيكو” العنوان “ميشيغن كانت ذات يوم موقع بعث بيرني من جديد. الآن قد تكون مكان دفنه”.
وقالت إن الاحتمالات ضد ساندرز تتزايد في ميشيغن، وإن فشله في انتزاع الفوز بها عبر معجزة جديدة، فإن الولاية التي منحته عودة في 2016 قد تشهد دفنه في 2020.
وكشف استطلاع رأي في ميشيغن نشرت نتائجه الاثنين، أن بايدن يتقدم على منافسه بـ24 نقطة في الولاية.
الاستطلاع الذي أجرته صحيفة “ديترويت فري برس” بعيد انتخابات “الثلاثاء الكبير”، يظهر أن ديمقراطيي ميشيغن يفضلون بايدن بنسبة 51 في المئة، يليه ساندرز بنسبة 27 في المئة، فيما رفض 13 في المئة تقديم رأيهم واختار تسعة في المئة مرشحين آخرين.
وشارك في الاستطلاع 400 ناخب ديمقراطي سيتوجهون على الأرجح إلى مراكز الاقتراع الثلاثاء، بين الرابع والسادس من مارس. ويبلغ هامش الخطأ أقل أو أكثر من 4.9 نقطة مئوية.
استطلاع آخر أجرته CNN، توصل إلى أن 52 في المئة من الناخبين الديمقراطيين أو المستقلين الذين يميلون إلى التصويت للديمقراطيين، يفضلون بايدن، فيما يفضل 36 في المئة منهم ساندرز.
وشارك في الاستطلاع الذي أجري بين الرابع والسابع من مارس، 540 ديمقراطيا ومستقلا يميلون للحزب الديمقراطي، مع هامش خطأ يزيد أو يقل عن خمس نقاط مئوية.
وأظهر استطلاع أجرته جامعة مونميث، نشرت نتائجه الاثنين، أن بايدن يتقدم على ساندرز إذ يحظى بتأييد 51 في المئة من الناخبين الديمقراطيين في ميشيغن، مقابل 36 في المئة لخصمه.
وأجري الاستطلاع بين الخامس والثامن من الشهر الجاري، بعد انتصارات بايدن الساحقة في انتخابات الثلاثاء الكبير التي فاز فيها بـ10 ولايات من بين 14 وأصبح يتقدم على ساندرز بـ90 مندوبا.