ناقشت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، خلال ملتقى كتاب الشهر الذي نظمته في مقرها الأسبوع الماضي، رواية “سر الجبل” لمؤلفها الدكتور خالد الراجحي، وهي أول رواية تؤرخ لجامعة متخصصة في النفط والمعادن.
وقال الدكتور الراجحي: “كان الجبل يمثل لنا هدفاً دائماً ونحن ندرس بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، متى نطلع الجبل، كأننا ننتقل ونحن في سنوات الدراسة من مرحلة لمرحلة، فيما شكلت الجامعة سرًّا لدى بعض القراء والمتابعين وأنا أنشر عنها في تويتر قبل إصدارها من هنا جاءت تسمية روايتي: سر الجبل”.
وتحدث عن روايته، حيث قدم رؤيته لكتابتها: “سر الجبل” وكيف استطاع أن يحول المكان إلى عمل روائي، وأن يستلهم شخصياته ووقائعه وأحداثه في عمل فني، وبينّ أن العنوان الأصلي للرواية جاء كالتالي:” سر الجبل: رحلة في جنبات جامعة الملك فهد للبترول والمعادن”.
وأوضح الدكتور فهد العليان الذي أدار اللقاء: يروي المؤلف قصصا واقعية تحكي عن خمسة طلاب من الجامعة تتبعهم الحكاية خلال دراستهم، وتُلقي الضوء على اختلافاتهم الاجتماعية وخلفياتهم الثقافية التي تتلاشى حدودها لتجمعه في قالب واحد، وقد مزجت الرواية بين السرد القصصي والمذكرات لتخرج في طابع أدبي حديث.
وتحدث الدكتور خالد الراجحي عن إهدائه الرواية لبرج الجامعة، وأسرار برج الجامعة، فيما تناول شخصيات الرواية وأن أحداثها وقعت بالفعل لكن شخصيات الرواية شخصيات مركبة تبعا للإطار الفني الذي لا يشير بالضرورة إلى شخصيات حقيقية أو غير حقيقية، كما تناول رحلة الطلاب إلى الجامعة وانتقالهم من منطقة لمنطقة أخرى للدراسة، وهي تمثل رحلة اغتراب إلى حد ما.
وأشار الراجحي إلى أن اللغة الإنجليزية كانت هي اللغة الدارجة في الجامعة، وتركز الرواية على الشخصية الرئيسية وهي شخصية الطالب:” عبدالعزيز” الذي رأى بعض القراء أنه تمثله داخل الرواية، وكذلك توجد شخصية أخرى مؤثرة هي شخصية الطالب عبدالله، ورأى الراجحي أنه كانت هناك مقارنة دائمة أثناء دراسته بالجامعة بين جامعة الملك فهد للبترول والمعادن والجامعات الأمريكية، واعتبرها البعض أفضل جامعة بالمملكة، ليس لمستواها التعليمي فحسب، ولكن لأن تجربة الدراسة فيها تجربة مختلفة.
”فهناك انضباط شديد على مستوى السكن وعلى مستوى الدراسة، وكانت الجامعة لا تمنعنا من الخروج ليلا، ولك الحق أن تفعل ما شئت طوال التيرم الدراسي ولكن وفق النظام الصارم للجامعة”.
وتحدث الراجحي عن قصة ” سلطان” في الرواية الذي فصل من الجامعة من أجل تحقيق الانضباط، وقال: إن كثيرا من الطلاب كانوا ينسحبون من الجامعة بسبب اللغة الإنجليزية وبسبب النظام التعليمي الصارم وقتها.
وبين الدكتور الراجحي أن الرواية تتكون من خمسة فواصل هي عدد سنوات الدراسة، كل فاصل يعني سنة دراسية مثل: الفرحة، والقرار، والبداية.
ودارت المداخلات والتعقيبات حول ذكريات الجامعة، ووجه الشبه بين “سر الجبل” ورواية ” شقة الحرية” للدكتور غازي القصيبي، على أساس أن الروايتين تتحدثان عن ذكريات طلابية ودراسية، ورأى الراجحي أن كتابة الرواية ليست عملاً سهلاً، وأكد أنه يحتاج لأن يستفز خمسة أضعاف من أجل كتابة رواية جديدة، وأن رواية:” سر الجبل” تؤرخ لحقبة مهمة جدا من تاريخ المملكة.