تحت الحاح وتشجيع من صديقاتها وبناتهن فكرت بأن تتضمن تاريخها وخبرتها في فنون أكلات المطبخ السعودي وبطريقة صحية، فقدمت السيدة صفية سليمان السليمان – سيدة المجتمع والناشطة في مجال العمل الخيري- إضافة قيّمة لأرشيف مكتبة المطبخ السعودي وهو كتاب طبخ حمل عنوان “أكلات نجد والحجاز”. و إضافة إلى رغبتها الشديدة في المحافظة على المطبخ السعودي بطبخاته الغنية نكهاته المميزة والعريقة، تشير السيدة صفية إلى أنها عمدت لكتابة الوصفات وشرح الطبخات وطريقة تنفيذها بلغة بسيطة جاذبة وطريقة عمل سهلة من أجل جذب الجيل الجديد من الشابات والمقبلات على الزواج وجعلهن يعتمدن على الكتاب ويصبح مرجعاً لهن، ناصحةً ربات البيوت الشابات بالتقليل من الوجبات الخارجية والأكل خارج المنزل والاكتفاء بالأكل الصحي المُعد منزليا.
تقول السيدة صفية أن والدتها تعد إلهامها الأول ومعلمتها الأولى ومنبع طموحها، كما أنها نشأة في أسرة تهتم كثيرا بالأعمال الخيرية، والتحقت هي بدورها بالجمعية الخيرية بجدة، وعملت مع إحدى العضوات وهي السيدة زبيدة الموصلي لإصدار أول كتاب طبخ ورغم أنه كان يعتبر كُتيّب إلا أنه لاقى رواجا كبيرا في وقتها. بعدها انضمت السيدة صفية إلى جمعية النهضة النسائية الخيرية بالرياض وعكفت مع زميلتين لها في جمعية النهضة على كتاب طبخ آخر أكثر توسعا وأيضا لاقى أقبالا واسعا حتى تم أيقاف طباعته وكانت هناك الكثير من المطالبات لإعادة طباعته على مدار 35 سنة.
يحتوي كتاب صفية السليمان “أكلات نجد والحجاز” على 300 وصفة من المطبخ السعودي مقسمة إلى 20 باب في ما يقارب 290 ورقة، ويشرح الكتاب كل ما يخص المطبخ السعودي إضافة إلى تقديم البهارات وأنواعها وكيفية تصنيعها في المنزل بشكل صحي وخالي من الإضافات، وطرق تنظيف اللحوم، وإعداد الشوربات والمرق، والمقبلات، والبيض والمعجنات، والفتات، والأسماك وغيرها .. كما أن هناك قسم للحلويات والمخللات والمربيات والمشروبات.
تقول السيدة صفية :”استغرق إتمام الكتاب مني سنتين ونصف حيث عكفت على البحث وجمع وصفات المطبخ السعودي المختلفة والمتعددة وتجربتها ثم تقديمها بطرق سهلة وصحية ولذيذة”، مشيرة إلى أنه رغم صعوبة الفكرة إلا أن المطبخ السعودي تراثي ويوجد في كل بيت وتتنافس السيدات على إتقانه واستمراره مما ساعدها على تجربة أكثر من وصفة واعتماد أفضلها.
وتشرع السيدة صفية السليمان بإعداد كتاب طبخ لوصفات للنباتيين، كما تقوم بجمع وصفات من أجل كتاب طبخ متخصص في الحمية. كما تطمح في أن تترجم كتاب “أكلات نجد والحجاز” إلى اللغة الإنجليزية وذلك لأن كثير من السيدات طلبن منها ذلك رغبة في تقديمه كهدايا لزوار المملكة والمقيمين من غير الناطقين باللغة العربية، إضافة إلى الاستعانة به مع العاملات والطباخات في بيوتهن.