تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإبقاء حدود تركيا مع أوروبا مفتوحة للسماح للمهاجرين بالعبور، مع تأكيده بأن بلاده لم تعد قادرة على التعامل مع موجات جديدة من النازحين الهاربين من الحرب في سوريا.
وسمحت تركيا للاجئين السوريين بعبور حدودها نحو اليونان كوسيلة للضغط على الحكومات الأوروبية بعد مقتل 34 عسكرياً تركياً سورياً بضربات لقوات النظام المدعوم من موسكو.
وقال أردوغان في خطاب من إسطنبول في أول تعليق له على مقتل الجنود الأتراك في محافظة إدلب السورية “ما قمنا به أمس. . هو فتح أبوابنا”، مضيفاً “لن نغلق أبوابنا. . لماذا؟ لأن على الاتحاد الأوروبي الوفاء بتعهداته”.
ووقعت تركيا والاتحاد الأوروبي اتفاقاً في عام 2015 يهدف إلى وقف تدفق المهاجرين عبر الحدود. وأفاد أردوغان أن 18 ألف مهاجر تجمّعوا على الحدود التركية مع أوروبا منذ الجمعة، مضيفاً أن عددهم قد يرتفع إلى 30 ألفاً السبت. وأكد أردوغان “لسنا في وضع يسمح لنا بالتعامل مع موجة جديدة من المهاجرين” القادمين من سوريا.
وازداد التوتر بين روسيا وتركيا على خلفية مقتل العسكريين الأتراك، لا سيما وأن روسيا تدعم النظام السوري في عمليته العسكرية لاستعادة ما تبقى من محافظة إدلب، فيما تدعم تركيا المجموعات المعارضة للنظام.
وبموجب اتفاق تم التوصل إليه عام 2018 مع روسيا، أنشأت تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي 12 نقطة مراقبة في إدلب، تحاصر معظمها حالياً قواتُ النظام. وأعطى أردوغان دمشق مهلة حتى نهاية الشهر الحالي للانسحاب، تحت طائلة تحمل العواقب ما لم تستجب.
وتنتهي المهلة مساء اليوم، ومشيراً إلى مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين الجمعة، أعلن أردوغان “قلت لبوتين: ماذا تفعلون هناك؟ إذا كنتم تريدون إنشاء قاعدة، فهيا افعلوا ذلك، لكن ابتعدوا من طريقنا، اتركونا وحدنا وجهاً لوجه مع النظام “السوري””.
وأكد أردوغان السبت كذلك تنفيذ تركيا ضربات ضد مواقع للنظام الجمعة، قال مسؤولون إنها استهدفت، من بين مواقع أخرى، منشأة للأسلحة الكيميائية.
وحذر أردوغان “لا نريد أن تصل الأمور إلى هذه النقطة لكن يرغموننا على ذلك، سوف يدفعون الثمن”، في إشارة واضحة إلى قوات النظام السوري.