الجزيرة – أسامة الزيني
لم يتمالك كريستوفر دين عضو لجنة التحكيم في برنامج بريطاني لتلفزيون الواقع دموعه وهو يعلق على الأداء المبهر للراقصة على الجليد ليبي كليغ التي تواصل للأسبوع الثالث أداء رقصاتها إلى جانب شريكها المحترف في التزلج على الجليد مارك هانريتي، مع أنها بالكاد تستطيع رؤية يدها أمام وجهها.
واجتازت ليبي وزميلها الليلة الماضية عرضهما للعبة تزلج لتذهب إلى الدور نصف النهائي من مسابقة ITV.
وبدت ليبي (29 عاماً) التي فقدت بصرها وهي في سن التاسعة قوية، ومتماسكة ولا تشعر بالرثاء لنفسها، وهو ما أثار دهشة كريستوفر.
وتقول ليبي ضاحكة وهي تنتقد نفسها: “أعتقد أنني مشغولة بتطوير نفسي طوال الوقت وأنسى أن بعض الناس يرون ما أفعله لا يصدق”. “بصفتي رياضية، لديّ هدف وحتى أحققه علي أن أنسى أن الرقص على الجليد، خاصة عندما لا تستطيع رؤيته، أمر بالغ الصعوبة”.
وسبق أن فازت ليبي بالميدالية الذهبية في سباق 100 و 200 متر في مسابقة الألعاب الأولمبية للمعاقين 2016 في ريو.
وواجهت ليبي العديد من العقبات طوال محاولاتها لتحدي عدم قدرتها على الإبصار على مر السنين، تقول: “لقد أصبت بكدمات في جميع أنحاء جسدي من السقوط، وخاصة ركبتي وأسفل ذقني.”
وحتى دون أن تكون عمياء، فإن إنجازات ليبي ستكون مثيرة للإعجاب، بالنظر إلى أنها أنجبت الطفل الأول، إدوارد، في أبريل الماضي، بالإضافة إلى تدريب يمتد لأربع ساعات في اليوم على الجليد.
وبينما يتعلم منافسوها الحركات من خلال مشاهدة حركات شركائهم، تتعلم ليبي من خلال التلاعب بجسدها وفق أرقام معينة تتفق مع زميلها عليها. ويجب عليها بعد ذلك أن تستخدم ذاكرتها الهائلة لتوحيد الحركات معًا في التمرين وهو ينادي بالأرقام.
تقول: “من خلال عيني اليمنى، أصبح كل شيء غير واضح، لكن يمكنني رؤية حركة يدي، ومن خلال عيني اليسرى أستطيع أن أرى يدي عن قرب ولكن لا يمكنني رؤية أي تفاصيل، مثل الخطوط. عندما أكون على الجليد، أعرف أن المنطقة المظلمة حقًا هي المكان الذي يجلس فيه الجمهور وحيث يوجد بعض الألوان في الجزء الخلفي من حلبة التزلج.”