حذرت مدينة الملك سعود الطبية من تداعيات تجاهل نظافة الأسنان واللثة من تراكمات بقايا الطعام “البلاك”، مما يؤدي إلى ظهور التهابات بالنسيج المحيط بعظم الفك، وكذلك الأربطة بين العظم المحيط بالأسنان، نتيجة وجود مستعمرات من البكتيريا الممرضة.
جاء ذلك على لسان استشاري علاج وجراحة أمراض اللثة بمستشفى الأسنان د. الحسن عجيبي، مبينًا بأن تلك الالتهابات يصاحبها تغير في لون النسيج وطبيعته من الوردي الناصع ذو الحواف المتناسقة، إلى اللون الأحمر وحواف منتفخة، بالإضافة إلى نزيف تختلف حدته وتغير في رائحة الفم.
وأوعز د. عجيبي تحول طبقة “البلاك” من رقيقة إلى صلبة، والمتعارف عليها “الجير”، إلى استمرار تجاهل التنظيف اليومي أو عدم كفاءته، حيث تصبح الالتهابات مزمنة ويصاحبها تخلخل الأربطة بين الأسنان وعظام الفك، وتآكل العظم الداعم للأسنان، وحركة في الأسنان تختلف درجتها حسب تطور الحالة، إضافة إلى انحسار اللثة وانكشاف الجذور، والذي بدروه قد يكون سببًا في حساسة الأسنان في بعض الحالات.
أما عن العوامل التي تسبب تفاقمًا في التهابات اللثة، فأشار د. عجيبي إلى أن أبرزها هي التدخين، وبعض الأدوية المستخدمة لعلاج ضغط الدم المرتفع، وبعض الأدوية المستخدمة في حالات زراعة الأعضاء، وبعض أدوية علاج حالات الصرع، إضافة إلى مرض السكر “الغير منتظم” ، وقد تكون في بعض الأحيان عوامل وراثية.
وأوصى د. عجيبي إلى وقاية الأسنان والأنسجة المحيطة بها من التسوس ومن التهابات اللثة، والتي تبدأ بالانتظام بنظافة الأسنان بالفرشاة والمعجون يوميًا بما لا يقل عن مرتين، واستخدام الوسائل المساعدة لنظافتها، كالخيط السني، والمضمضة الوقائية، إضافة إلى تناول العلك الخالي من السكر، والذي يساعد على تحفيز إفراز اللعاب بالفم، مما يقلل من نشاط البكتيريا المسببة لتسوس الأسنان والتهابات اللثة.
وشدد د. عجيبي على أهمية المتابعة الدورية الوقائية لطبيب الأسنان كل ستة أشهر، والذي سيساعد على اكتشاف الحالة قبل تطورها، حيث أن تفاهمها يستدعي تدخل الطبيب المختص بعلاج وجراحة أمراض اللثة لإزالة رواسب الجير وتحفيز اللثة وارتباطها بالعظم والأسنان، والذي يكون أحيانًا بطرق جراحية في الحالات المتقدمة، بعد التأكد بالفحص السريري والإشعاعي للتشخيص الصحيح.