الأحساء- عبدالعزيز الجبر
تتميز بلادنا بتراث وحضارة ماجدة امتدت جذورها في عمق التاريخ ولديها سجل غني بمفرداته الثرية، وقد لعب الإنسان الأحسائي دوراً مميزاً في الحفاظ على الأصالة والقيم والعادات والتقاليد وغرس مفهوم ذلك في نفوس الأجيال المتعاقبة.
واليوم يمارس المواطن في الأحساء الفنون الشعبية المتميزة التي تعبر عن الهوية الثقافية والفكرية والحضارية لكل شبر في أرض الوطن بما حباها الله من ثراء وجمال فريد، واكتسبت هذه الفنون أشعارها من كنوز البيئة ومعالمها الحضارية والتاريخية وتنوعت مجالاتها في الأداء واختيار الأشعار ذات الطابع الوطني والمدح والفخر والرثاء وغيرها من صنوف الشعر والأبيات الغنائية تؤدى في مختلف المناسبات الوطنية والاجتماعية.
من الفرق الشهيرة فرقة الجفر، مرت على نحو ثماني مراحل منذ تأسيسها حتى يومنا هذا ابتداء من عام ١٣٤٠هـ برئاسة أمير مدينة الجفر إبراهيم العبدالله الخليفة وآخرها عام ١٤٣٢ برئاسة فهد الصقر، والتي بدورها تهتم بالفنون المختلفة والمتنوعة وتنظيمها لتشارك بدورها في تأدية فنونها ورقصاتها في مختلف المناسبات والمحافل وغرس، مفهوم وحب هذا التراث الشعبي في نفوس الأجيال ومشاركتهم في تنظيم الفرق وتأدية الأهازيج والرقصات في المناسبات المختلفة في المملكة وخارجها.
“الجزيرة أونلاين” من خلال هذا الموضوع تسلط الضوء على الدور الذي تقوم به فرقة الجفر للفنون الشعبية في إحياء الحضارة والحفاظ على هوية الفن الغنائي الأصيل وتراثه ومعطياته الحضارية في محافظة الاحساء.
أوضح أحد الرؤساء السابقين لفرقة الجفر للفنون الشعبية “خالد السالم” بأن الفرقة مرآة عاكسة للفنون التراثية والثقافة السعودية وأصالتها الحضارية ويمارس أفراد المجتمع فيها ألوانا مختلفة من الفنون التي تحكي تاريخ الأحساء بشكل خاص والمملكة بشكل عام التي تتغنى بأمجادها، وفرقة الجفر للفنون الشعبية تعد من الفرق التي تسير وفق منهج ونسيج هادف بالمحافظة على الموروث التراثي العريق بفضل الله ثم بالتشجيع والدعم المتواصل من الأهالي المحبين في جميع مشاركاتها المختلفة فهم يمثلون فريق عمل تتجسد فيه روح الإخاء والعمل والتكاتف وملحمة متميزة وهدفهم الرقي بالأداء.
وأضاف فهد الصقر رئيس الفرقة بأنه منذ تأسيسها في عام ١٣٤٠هـ كما عرف واشتهر عنها إذا دُعيت وجّبت وإذا كُلِّفت شرّفت، وهذا بفضل الله ثم بتعاون وتكاتف الفرقة ونماء روح المسؤولية التي تتجلى في كل مشاركة فلله الحمد والشكر أولا وأخيرا، كما تضم في عضويتها 80 عضواً متميزين بخبراتهم المتعددة ولهم مشاركات مختلفة داخل وخارج المملكة مؤكداً بأنهم يعملون دائما بعد الانتهاء من كل مشاركة بدراسة المقترحات والآراء التي تتماشى وتطور عملها مع الحفاظ على الهوية الثقافية والحضارية.
وتحدث مسؤول العلاقات العامة والاتفاقيات لفرقة الجفر للفنون الشعبية مبارك اليوسف بأن الفرقة تحظى بالدعم والتشجيع والاهتمام من مختلف المؤسسات وأفراد المجتمع في مدينة الجفر، وذلك من خلال المشاركات المستمرة في احياء المناسبات، مؤكداً: هناك إقبال وتوجه من أفراد المجتمع في المشاركات وتنظيم الفرقة وتميزها في الأداء وفرقة الجفر للفنون الشعبية من الفرق المشهورة والمتميزة بتأدية الرقصات الشعبية وطبولها الحماسية على مستوى محافظة الاحساء فلها سجل حافل من المشاركات المحلية والخارجية ومن خلالها يتم بث روح الانتماء في نفوس الاجيال بعبق التراث العريق وماتزخر به بلادنا من فنون مختلفة.
وأكد عبداللطيف العبدالمحسن شاعر فرقة الجفر للفنون الشعبية بأن الفرقة متأصلة ومتعاقبة جيلا بعد جيل لها مدلولات حضارية وتاريخ عريق وقد جسد الجميع من خلال الفرقة الشعبية الأدوار البارزة في تأدية الفنون وتنوعها مع نغمات الطبول المستخدمة. موضحاً حرصه الدائم على اختيار ابيات الشعر ذات الطابع الاصيل والتراثي الذي يضفي الجمال والحماس في تأدية الرقصات والمشاركات والحضور اللافت وقد لاقت هذه الفرقة جل التشجيع والدعم المستمر من الجميع وما نلاحظه من مشاركات شبابية في هذه الفرقة يبعث فينا الشعور بالفخر والاعتزاز بالسير في خطى الاجداد والتمسك بتراثهم وعاداتهم الحميدة ومسلك يجعلنا نواصل فيه العطاء والتجديد والمثابرة لتعزيز قيم التراث العريق. واختتم حديثه بأنهم امتداد لأصالة الأجداد بالتكاتف والتوارث جيل بعد جيل وصلنا بفضل الله إلى ما نحن عليه.