باتت التقنيات الرقمية تمثل مستقبل قطاع العقارات في ظل تنامي الطلب على المباني المبتكرة والمستدامة والفعالة من حيث التكلفة، التي تلهم نماذج الأعمال الجديدة القائمة على البيانات وتساعد في تعزيز وتيرة النمو في صناعة البناء والتشييد في الشرق الأوسط، وفقًا لما ذكره خبراء دريس آند سومر، الشركة الرائدة عالمياً في الاستشارات الهندسية المرتبطة بالأعمال الإنشائية والعقارات.
وقال ديرك موتشلر، الرئيس التنفيذي لشركة دريس آند سومر: “باتت مفاهيم الابتكار والاستدامة في قطاع البناء والتشييد، وخصوصاً تلك المرتبطة بالحلول الرقمية الجديدة، تقود مستقبل العقارات في الشرق الأوسط، وإن التباطؤ الطفيف الذي تشهده بعض الأسواق الإقليمية إلى جانب انتشار التكنولوجيا الجديدة ونماذج الأعمال التجارية سيمهد الطريق أمام الشركات الخلاقة للاستفادة من هذه التحولات. كما إن البيئة التنافسية المتزايدة خلال العام 2020 ستؤدي إلى زيادة الطلب على المنتجات ذات الجودة العالية، ما يعزز من التركيز على المدى الطويل على الاستثمار في نماذج الأعمال المستدامة. ففي نهاية المطاف لن يتم تقييم نماذج الأعمال والمنتجات والخدمات المستقبلية بمدى نجاحها من الجانب الاقتصادي فقط، بل من خلال أثر هذه النماذج على البيئة”.
وتوقع ديرك موتشلر أن تختفي نماذج الأعمال القديمة التي عفا عليها الزمن، وسيحتاج مطورو العقارات وشركات المقاولات لفهم البيانات وما تعنيه التقنيات الرقمية في صناعة البناء والتشييد. وسوف تحتاج هذه الشركات لتصميم وبناء المباني القادرة على التكيف مع التكنولوجيا الجديدة، وتواكب الاحتياجات المستقبلية على مدار السنوات الـ 50 إلى 80 سنة القادمة، وقال إننا نعني البرمجيات، وفي حال عانت المباني الذكية من مخاطر التقدم في العمر، فإنه بالإمكان تحديث هذه البرمجيات وتجديدها مرة أخرى. وتجري مختبرات الابتكار التابعة لشركة “دريس آند سومر” حالياً الأبحاث المتعلقة باستخدام التكنولوجيا التجديدية التي تساعد في تحديث وتجديد المباني، وجعلها أكثر كفاءة وقدرة على مواكبة احتياجات المستقبل، الأمر الذي سيساهم في توفير الكثير من التكاليف أيضاً، مشيرا إلى نتائج الدراسة التي أجرتها شركة “كي بي إم جي جلوبال” المتعلقة بقطاع الإنشاءات، والتي توقعت أن يحقق قطاع البناء في دولة الإمارات العربية المتحدة نمواً من 6 إلى 10 في المائة عام 2020، كما تحدث عن تقرير الإنشاءات العالمية 2020 الذي أجرته شركة “برايس ووتر هاوس كوبرز”، والذي توقع إنفاق 4.3 تريليون دولار أمريكي على البناء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على مدار العقد المقبل، وذلك كدليل على التوقعات الإيجابية للقطاع.
من جانبه أكد ستيفان ديجينهارت، المدير التنفيذي لشركة دريس آند سومر الشرق الأوسط، أن التركيز الحالي ينصب على إنجاز تسليم المشاريع الجارية قبيل انطلاقة إكسبو 2020 دبي الذي يتوقع أن يستقطب 25 مليون زيارة على مدار فترة المعرض الممتدة لستة أشهر، متوقعا أن يركز القطاع على تحقيق الأهداف الطموحة لخطة دبي الذكية 2021، والتي تهدف إلى جعل دبي أسعد مدينة في العالم من خلال تبني أحدث الابتكارات التكنولوجية لتجربة مدينة فعالة وآمنة وذات طابع شخصي،ة مشيرا إن فرص النمو تكمن في هذه التحولات والتغيرات التي يشهدها القطاع، ونتوقع إعادة تصميم المباني بالكامل، حيث سيحتاج المستثمرون للتفكير في كيفية تلبية نماذج الأعمال الخاصة بهم للاحتياجات الجديدة للمستخدمين. كما ستحتاج المباني الحالية أيضاً للتحديث والتطوير على نطاق واسع من أجل المنافسة في البيئة الرقمية المستقبلية، مؤكدا أن هناك مجموعة كبيرة من حلول التكنولوجيا الذكية المتاحة حالياً كحلول المسح الضوئي الليزرية ثلاثية الأبعاد ومنشآت التصنيع الرقمية ومعدات البناء الذكية وحلول نمذجة تصاميم المباني، ناهيك عن استخدام أنظمة إنترنت الأشياء والروبوتات ونماذج الأعمال التي تعتمد على البيانات. وأشار ديجينهارت إلى أن التحديات تكمن في تحقيق التكامل الناجح أو الربط الشبكي المناسبة بين الأنظمة المختلفة للشركات المزودة للخدمات التقنية، والأهم من ذلك تحقيق التغيير في العقلية وأسلوب التفكير.
وقال ديجينهارت إن الحلول الرقمية قادرة على التأثير بشكل كبير على أساليب التخطيط لإنشاء المباني وتشغيلها. وفقًا لدراسة حديثة أجرتها شركة ماكينزي آند كومباني، فإن تبني الحلول الرقمية في كل مرحلة من مراحل عملية البناء قد يزيد من إنتاجية السوق بنسبة تصل إلى 15 في المائة ويقلل من تكاليف المشروع بنسبة تصل إلى 45 في المائة، ونتطلع في دريس آند سومر للعمل مع المطورين والمستثمرين الراغبين بتوسعة وتطوير محفظتهم الاستثمارية خلال العام 2020، بالإضافة إلى دعم الشركات الجديدة في المنطقة. هدفنا هو توفير أبنية مستدامة وفعالة من حيث التكلفة، ومشاريع عقارية تمتاز بالربحية، إلى جانب توفير بيئات لأفضل تجارب الراحة والعصرية بما يساهم في إيجاد مدن عصرية تتميز بمستويات معيشة أفضل”.