يرغب الرئيس الكرواتي الجديد زوران ميلانوفيتش الذي فاز الأحد بالانتخابات، بأن يسود عهده التسامح، داعيا إلى طي صفحة حروب الماضي، وذلك بعد فوزه في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية على منافسته الرئيسة المنتهية ولايتها كوليندا غرابار كيتاروفيتش.
وجرت الدورة الثانية من الانتخابات بعد أيام على تولي كرواتيا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي في مرحلة سيتولى فيها الاتحاد الإشراف على ما بعد خروج بريطانيا منه، وكشف الاقتراع صعود اليمين الراديكالي في بلد يواجه ضغط المهاجرين على حدوده، ويعاني مثل جاراته في البلقان من هجرة سكانه وفساد مستشر، رغم ذلك، فضل الناخبون التصويت ل”كرواتيا طبيعية” وعد بها ميلانوفيتش، بدلا من “كرواتيا الأصيلة” التي روجت لها كيتاروفيتش.
وتفيد نتائج شبه النهائية التي أعلنتها مفوضية الانتخابات أن ميلانوفيتش حصل على 52,7 بالمئة من الأصوات مقابل 47,3 بالمئة لمنافسته، ووعد الرئيس الجديد الذي يبلغ من العمر 53 عاما، خلال الحملة، بجعل كرواتيا “جمهورية للجميع”.
وقال بعد إعلان فوزه “لنكن موحدين في خلافاتنا”، مضيفا أن الكروات البالغ عددهم أربعة ملايين نسمة “يبحثون عن مكانهم في أوروبا التي تبقى رغم كل المشاكل، أفضل مكان يمكن العيش فيه والمشروع الأكثر سلمية الذي يجب على كرواتيا أن تجد مكانا لها فيه”.
وخسرت غرابار كيتاروفيتش “51 عاما” التي أصبحت في 2015 أول امرأة تشغل منصب الرئاسة، تدريجيا خلال الحملة تقدمها المريح على خصميها.
على الرغم من توجهها إلى اليمين القومي وتركيزها على وطنيتها وحرب الاستقلال بين 1991 و1995، لم تتمكن الرئيسة المنتهية ولايتها من إقناع العديد من الناخبين الذين صوتوا في الدورة الأولى لمغن شعبوي، بالعودة إلى دائرة المحافظين.
وكرّر ميلانوفيتش خلال حملته أن “الحرب انتهت”، وستعقد هزيمة الرئيسة المنتهية ولايتها مهمة الاتحاد الديموقراطي الكرواتي الذي يرأسه رئيس الوزراء المعتدل أندري بلينكوفيتش في الانتخابات التشريعية الخريف المقبل، وكان هذا الحزب الذي يهيمن على الحياة السياسية في البلاد منذ الاستقلال، ألقى بكل ثقله لدعم المرشحة غرابار كيتاروفيتش.
ويقول المحلل تيهومير شيبيك أن هذا الفشل “يضعف” الاتحاد الديموقراطي الكرواتي قبل الانتخابات التشريعية و”يضر بسمعة رئيسه” بلينكوفيتش الذي يواجه معارضة من الجناح المتشدد في الحزب قبل الانتخابات الداخلية التي سينظمها في الربيع.
وكانت غرابار كيتاروفيتش وعدت الرئيس المنتخب “بانتقال حضاري للسلطة”، فدعت بعد خسارتها مواطنيها إلى “البقاء موحدين من أجل كرواتيا”، والرئاسة في كرواتيا منصب فخري إلى حد كبير.
ويأتي انتخاب ميلانوفيتش بعد أيام على تولي كرواتيا رئاسة الاتحاد الأوروبي في يناير لستة أشهر، ويتضمن جدول أعمال الاتحاد لهذه الفترة أربع قضايا أساسية هي العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بعد بريكست، ورغبة عدد من دول غرب البلقان في الانضمام إلى الاتحاد والتغير المناخي وميزانية الاتحاد المقبلة لسنوات عدة.
وكرواتيا هي آخر دولة انضمت إلى الاتحاد الأوروبي في 2013، لكن اقتصادها الذي يعتمد إلى حد كبير على السياحة هو بين الأضعف في دول الاتحاد، وأدى انضمامها إلى تكثيف مغادرة الكرواتيين لبلادهم سعيا إلى حياة أفضل في أوروبا، وهم يشكون من الفساد والمحسوبية ومن تردي الخدمات العامة.