بقيق ـ سلمان الشثري
يصطف زوار مهرجان “سفاري بقيق” لتراث الصحراء طيلة أيام فعالياته بمختلف الأعمار، على سياج ميدان الفروسية؛ لمشاهدة عروض فرسان الصحراء خلال استعراض مهاراتهم وهم يمتطون خيولهم ويطلقون البارود من البنادق التقليدية القديمة ليختلط صوت البارود بشراره ورائحته، في مشهد يظهر مدى المهارة العالية والقوة والشجاعة التي يتحلون بها.
وتعتبر فعالية “عروض الخيل والبارود” من أكثر الفعاليات إثارة في مهرجان “سفاري بقيق” لتراث الصحراء الذي يقام خلال إجازة منتصف العام، برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة، وتنظمه لجنة التنمية السياحية بمحافظة بقيق، بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وبلدية المحافظة والبلديات التابعة لأمانة المنطقة، وبمشاركة الجهات الحكومية والأمنية بالمحافظة.
ويشير مدير الفعاليات في المهرجان فيصل العتيبي إلى أن الفرسان المشاركين يمتلكون قدرات هائلة وعلى مستوى عالٍ من المهارة في الفروسية بشتى أنواعها مع استخدام البنادق التقليدية القديمة وإطلاق البارود منها وهم يمتطون الخيول المسرعة، مرتدين اللباس التقليدي المطرز، في مشاهد يصور الكر والفر والمهارات الاستعراضية الأخرى، مبيناً أن بنادق البارود كانت من أهم الأسلحة التي كان فرسان الجزيرة العربية، يعتمدون عليها في الماضي للدفاع عن النفس وحماية الأعراض والممتلكات وفي الحروب.
ويضيف العتيبي بأن بنادق البارود التي يستخدمها الفرسان تختلف في الشكل والحجم والطول ويطلق عليها في السابق مسميات مختلفة، أشهرها “المجاميع” و”المكحلة”، مشيراً إلى أن البارود المستخدم فيها يتم صنعه من الفحم والملح، ويتطلب من الفارس الخبرة الكافية لحشو ماسورة البندقية بالبارود بدقة وبنسبة معينة حتى لا يتعرض لخطر انفجارها إذا ما تم حشوها بكميات زائدة.
ويذكر العتيبي أن في الماضي كان الرجال الذين يمتلكون البندقية والخيل، يعتبرون من حماة القبائل ويصنفون من الفرسان ويكونون في مقدمة المقاتلين، مؤكداً بأن تصوير هذا الموروث في مهرجان سفاري بقيق يهدف إلى المحافظة عليه وتشجيع الفرسان المحافظين على هذا الموروث الأصيل الذي يجسد حياة الأجداد في الماضي وما كانوا يتصفون به من شجاعة وقوة وقدرات لم نكن نستطيع تصورها لولا أن هناك من يحافظ عليها بكل تفاصيلها وبأسلوب أجدادهم.