الجزيرة – أسامة الزيني
على مدى عقود، مر الرجال الأمريكيون الذين تزيد أعمارهم عن 18 عامًا بطقوس التسجيل لدى الحكومة في حالة وجود مشروع عسكري. وفي السنوات الأخيرة، بدا هذا الإجراء أكثر شبهاً بالمرور من خلال الاستفتاءات، باختيار تحديد مربع.
لكن يوم الجمعة، بعد غارة جوية أمريكية بطائرة بدون طيار على العراق، أسفرت عن مقتل قائد فيلق القدس الإيراني، بدأت تتوسع دائرة مخاوف بشأن احتمال اندلاع حرب جديدة في الشرق الأوسط، وأصبحت تلك الأعمال الورقية المنسية سبباً لتزايد القلق بين الكثير من الأميركيين. وفق مقال كتبته سارة ميرفوش في صجيفة “نيويورك تايمز الأمريكية”.
وهيمنت “الحرب العالمية الثالثة” على وسائل التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة الأميريكية، واستذكر الشباب فجأة التسجيل بعد أعياد ميلادهم الثامنة عشرة، حيث فعل الكثيرون ذلك أثناء التقدم بطلبات للحصول على مساعدة مالية من الكلية. ونشر أحد مستخدمي Twitter أنه قام بحظر حساب الجيش الأمريكي، معلقاً بالقول: “لا يمكنهم طلبك إذا لم يتمكنوا من رؤيتك”.
وكان الاهتمام كبيرًا لدرجة أنه تعطل فيما يبدو موقع نظام الخدمة الانتقائية، وهي وكالة حكومية مستقلة تحتفظ بقاعدة بيانات للأميركيين المؤهلين في حال وجود مشروع تجنيد محتمل. وقالت الوكالة على موقع تويتر “بسبب انتشار المعلومات الخاطئة، فإن موقع الويب الخاص بنا يشهد أحجامًا كبيرة من الزيارات في الوقت الحالي”، مضيفًا “نحن نقدر سعة صدرك”.
فيما يلي شرح للنظام العسكري الحالي وما يتطلبه الأمر لسن مشروع في العصر الحديث.
ويتردد السؤال في الشارع الأمريكي بين أوساط الشباب على شبكات التواصل: هل سيكون هناك مشروع تعبئة للشبان؟
وقالت جينيفر ميتيلشتات، أستاذة التاريخ في جامعة روتجرز التي درست الجيش، إن الولايات المتحدة جندت الجنود لأول مرة خلال الحرب الأهلية واستمرت في استخدام مشروع التجنيد بشكل أو بآخر خلال حرب فيتنام.
لكن لم يكن هناك أي تجنيد منذ عام 1973، عندما تم إلغاء المشروع بعد معارضة القتال في فيتنام. وقال ميتيلشتات: “كان هناك دعم كبير لإنهاء المشروع من قبل سياسين”.
وأصبح جيش العصر الحديث الآن قوة من جميع المتطوعين، مع حوالي 1.2 مليون جندي في الخدمة الفعلية.
ولتغيير ذلك، سيتعين على الكونغرس إصدار قانون يعيد مشروع قانون التجنيد، وسيتعين على الرئيس التوقيع عليه، وهي إجراءات قد تتطلب دعمًا سياسيًا واسع النطاق.