متابعة – خالد أبو حسين
نشر الشاعر الدكتور عبدالرحمن العشماوي مقطع فيديو للشيخ محمد بن عثمان خليف الغامدي وهو يكتب وصيةً لأهله قبل وفاته بساعات على فراش الموت بالمستشفى. ودعا الدكتور العشماوي: “أحسن الله عزاء أهله وذويه ومحبيه فيه وتغمَّده برحمته وأسكنه فسيح جنته”.
الشيخ محمد بن عثمان خليف الغامدي -رحمه الله- الذي توفي يوم أمس يكتب وصيةً لأهله في المستشفى قبل وفاته بساعات ، أحسن الله عزاء أهله وذويه ومحبيه فيه وتغمده برحمته وأسكنه فسيح جنته .#العشماوي #بلجرشي#المكارمة pic.twitter.com/vAKuQR7S6n
— عبد الرحمن العشماوي (@Dr_Ashmawi) December 29, 2019
الوصية التي كتبها الشيخ الغامدي -رحمه الله- قبيل وفاته كان لها أثر كبير في نفوس الآلاف الذين أعربوا عن حزنهم العميق على وفاة الشيخ الغامدي، مقدمين التعزية لأهله وذويه ومحبيه، ومستحضرين كثيراً من مآثره، معتبرين أن هذه الوصية موجهةً للجميع وليست لأهل الفقيد فقط؛ لما اشتملت عليه من نصائح نفيسة وشاملة لعموم المسلمين في الدنيا والآخرة.
ورأى كثيرون أن حرص الشيخ -رحمه الله- على كتابة وصيته قبيل وفاته يبشر بحسن الخاتمة، مبتهلين إلى الله بالدعاء بالرحمة والمغفرة له، وأن يجزيه خير الجزاء على هذه الوصية، مشيرين إلى أن حرصه بدا جلياً عندما سارع إلى كتابتها على أقرب ما كان في متناوله حينها، وهي عبوة مناديل، وكأنه كان يخشى أن يفارق الحياة قبل أن يدوّن هذه الوثيقة الغالية.
ومما كتبه المغردون من محبيه وذويه –رحمه الله-:
- “الله يرحمه ويسكنه الجنة، استقبل الموت كالفرسان، وهو ثابت الجنان في كتابة وصيته، هذا المقطع رأيته صدفة، ولن تغيب هذه الصدفة عني أبداً؛ لأنني رأيت مشهداً “تراجيدياً” يعجز عنه كبار الممثلين العالميين، إنه مشهد عظيم بالنسبة لي، كيف لا وهذا الإنسان من أحباب الله المشهورين بالأمانة”.
- “جزاك الله خيراً يا دكتور عبدالرحمن. وأثابك الله، ورحم الله عمي محمداً الذي لم تفارقه الابتسامة طول حياته ولم يكن يعرف أحد منه غير الكلمة الطيبة والنصيحة الصادقة والمحبة الدائمة. ونسأل الله تعالى أن يتغمده برحمته وواسع كرمه، وأن يجعله في الفردوس الأعلى من الجنة”.
- “موعظة تثير العبرات كأنه أحس بدنو أجله -رحمه الله وغفر له ورفع درجته في جنات النعيم وأحسن عزاء أهله ومحبيه فيه، وإنا لله وإنا إليه راجعون، وجزاك الله خيراً أبا اسامة. إن هذا المنظر ليرقق القلوب، وما أحوج قلوبنا للعظة والعبرة. اللهم أيقظنا من غفلتنا، وأعنَّا على تدارك أعمارنا”.
- “قليل من يشعر بقرب أجله، وهذا من علامات حسن الخاتمة. هكذا كتب خالي محمد بن عثمان خليف الغامدي وصيته قبل لحظات من وفاته. يا رب لطفك ورحمتك به؛ فقد رحل عنا طيب الروح، زكي النفس، لطيف الحديث. أسكنه فسيح جناتك”.
- “الله يغفر لذاك الوجه المنور المضيء المشرق. أسأل الله أيجعلك في أعلى عليين، وأن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة. نعم الرجل والله؛ صاحب السمت والوجه المبتسم الواثق بربه، ونعم الوصية. غفر الله له وأسكنه فسيح جناته وأحسن الله عزاء الأمة فيه”.
يوصي خيراً بشريكة حياته وابنته
- “رحمه الله رحمة واسعة. وصية معبرة ومحزنة في نفس الوقت. كم هي قصيرة الحياة! اختصر كل ما يجول بخاطره بوصية تكتب بماء الذهب؛ فهو يوصي على شريكة حياته وابنته، ويوصي بالود فيما بينهم والصلاة الصلاة وعدم النوح عليه، وكأنه يعرف دنو أجله. اللهم ارحمنا إذا صرنا إلى ما صار إليه، واغفر الله لنا وله”.
- “رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته، صاحب الوجه البشوش والابتسامة الجميلة. جمعنا الله به في جنات النعيم يا رب. وعزائي لأبنائه وأهله ومحبيه، ولي أنا أيضاً؛ فهو جدي -رحمه الله تعالى-“.
- “عجزت بدايةً عن الكتابة فقد اختلطت المشاعر.. كم هي الحياة قصيرة، وكم نحن مقصرون.. عفوك يا مولاي سبحانك. جزاك الله خيراً يا دكتور عبدالرحمن. رحم الله جدي رحمة واسعة. إنا لله وغنا إليه راجعون”.
- “رحم الله الأمين الصدوق أبا عثمان. لو تأملت في حياته لعرفت أنبل الصفات؛ حيث كان مديراً أميناً على كافة مستودعات الاتصالات بالمنطقة الغربية”.
- “الله يرحمه رحمة الأبرار. هذه الوصية ليست لأولاده فقط، وإنما لنا جميعاً. الصلاة هي عمود الدين إذا صلحت صلحت بقية أعمالك”.
- “رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته. فعلاً كتب وصية تكتب بماء الذهب، وحرص وشدد على الصلاة أكثر من مرة، ووصى على شريكة حياتة أم أولاده، وكذلك وصاهم على صلة الرحم بقوله لهم: أوصيكم على أمكم وأختكم والمحافظة على الود فيما بينكم. تغمده الله بواسع رحمته. إنا لله وإنا إليه راجعون”.
- “ما أجملها وأشملها من وصية. رحمه الله تعالى رحمة واسعة ورفع درجاته وأسكنه فسيح جناته وجميع أموات المسلمين وجمعنا به ومن نحب في جنات النعيم وصلى الله وسلم على نبينا محمد”.
- “أحسَّ بقرب الموت فاختصر لهم ما يراه سبباً لنجاتهم في الدنيا على علبة منديل: تقوى الله وطاعته، وأمهم (البر)، وأختهم (يتيمةُ أب)، وعدم النوح بعده (الصبر عند المصيبة)، والمحافظة الدائمة على الصلاة (أقِم صلاتك تقُم حياتك). أسأل الله له الثبات عند السؤال، وجبر الله مصاب أهله”.
- “الله يغفر له ويتغمده بواسع رحمته. تغريدة مؤثرة.. الحياة رحلة قصيرة جداً. إنما هي لحظات وما بين الموت والحياة يشبه لحظة صمت القلب بين نبضاته. اللهم اليقين والثبات”.
- “حقيقى تعجز الكلمات عن وصف مثل هذا الشعور. مشهد فيه كثير من العبر البليغة، يحتاج منا وقفة تأمل وتدبر واستشعار وإدراك وإعادة النظر في حقيقة هذه الحياة؛ كونها رحلة قصيرة جداً، وسوف تتمثل هذه الحقيقة واضحة جلية لكل واحد منا عند وقوفه في مثل هذا الموقف. نسأل الله حسن الخاتمة”.
هذا غيض من فيض مشاعر ذوي ومحبي الشيخ محمد بن عثمان خليف الغامدي -رحمه الله-، وقد أديت صلاة الميت عليه ثم دفن اليوم الاثنين بعد صلاة الظهر بمسجد ومقبرة الفيصلية في جدة. رحمه الله وجعل ما قدم وكتب في موازين حسناته.