أجرت الحوار : ولاء حواري
تقف بشموخ متواضع أمام جمهور لا زالت تبهره طلّة فنانة / مغنية سعودية تؤدي باللغة الإنجليزية، يرتدي صوتها جرأة عصرها وثقة جيلها وجمال المرحلة.
“لا أتذكر اللحظة التي بدأت فيها الغناء لأنها حدثت عندما كنت صغيرةً للغاية، وربما بدأت مع أول كلمات تعلمتها”، تقول نورا الشابة السعودية التي بدأت تنطلق في عالم العروض الغنائية في السعودية كواحدة من أوائل الموهوبات والمبادرات، وتضيف: “اعتدت في طفولتي أن أشاهد العروض والأفلام الموسيقية وكنت دائما أغني معها، وكبرت على أنغام “صوت الموسيقى”، “ماري بوبينس”، “زانادو”، “غريس”، “الجميلة النائمة، “حورية البحر الصغيرة” و” ساحر أوز”.
نطلقت في هذا المجال ووجدت نفسي فيه، وتعلمت الكثير من شون
وتضيف نورا بأن إخوتها الذين يكبرونها في السن وضعوا أمامها أنواعا مختلفة من الموسيقى في سن مبكرة للغاية، حيث اكتشفوا في نورا انجذابا إلى أنواع الموسيقى القديمة، لذلك تعتقد نورا أن تعلمها ومعرفتها الموسيقية بدأت في سن صغيرة واستمرت في النمو معها.
“خلال السنة الأخيرة من دراستي الجامعية، أخذت دروسا في الأوبرا لعدة أشهر لمجرد العمل على تنمية هوايتي، وحصلت على منحة دراسية في إيطاليا ولكن في ذلك الوقت كان لا يزال من الغريب بالنسبة للمرأة السعودية أن تمتهن أو تبدي اهتماما بالموسيقى”.
كانت أكبر عقبة التي واجهتها، أني لم أكن أؤمن بموهبتي، لقد استغرق الأمر مني بعض الوقت لتقبل حقيقة أنني أستطيع الغناء
على مدار سنوات كانت الموسيقى و الغناء بالنسبة لنورا شيئًا تقوم به من أجل المتعة وكان أمرًا تؤديه في جلسات ومناسبات خاصة. وعندما ذهبت نورا إلى نيويورك للحصول على درجة الماجستير، تلقت دروسًا صوتية مرة أخرى وعندما عادت في عام 2015 ، إلى السعودية قابلت شون من خلال بعض الأصدقاء المقربين المشتركين وبدأ الاثنان في تقديم فقرات بشكل مبسط معا في أحد المجمعات وبعد فترة وجيزة واصل شون دفعها للغناء: “انطلقت في هذا المجال ووجدت نفسي فيه، وتعلمت الكثير من شون”.
تقول نورا: “كان أشقائي وشقيقتي من أكثر المشجعين لي على الرغم من إدراكهم للتحديات التي قد أواجهها فيما لو قررت أن أستمر في هذا المجال، وحتى والداي أيضًا دعماني بشكل مدهش، فقد حضرت والدتي أكثر من حدث لي، وكان قلقها الوحيد هو الوصمة الاجتماعية المرتبطة بكوني انتمي لعالم الموسيقى والغناء”.
ولكنها تؤكد دعم أسرتها واعتدادهم وفخرهم بها مشيرة إلى أن اخوتها الأربعة كانوا وسط الجمهور في MDLBEAST وهم يهتفون لها بحماس مما أعطاها إحساسا جميلا للغاية.
كانت مدربة الصوت لنورا في المنزل أختها وتقول: “كنا نغني الأغاني معًا وتعلمّني النغمات الصحيحة، وبعدها مدربة الأوبرا في دبي في عام 2007، كارين أرمسترونغ التي علمتني كيف أعبر عن صوتي وأن أتنفس بشكل صحيح، ثم في نيويورك عام 2012 علمتني بورك سيمونز كيف أُقدم لنفسي، كيف أجد صوتي الأصلي وكيف أظهر المشاعر في أغنية”.
محظوظة جدًا، حيث أن الفرص أتت لي وأعتقد أننا عندما نضع القدر المناسب من الحب والحماس والجهد في العمل الذي نقوم به فإن الأبواب ستفتح لنا
والآن تقوم نورا بتدريبات جادة وتأخذ دورات تدريبية بمفردها من خلال youtube، وعندما يكون لديها عروض كبيرة مثل التي قدمتها في العاصمة أو حدث الجاز مع السفارة الألمانية، فإنها تتواصل مع قنوات تقدم جلسات تدريب صوتي عبر الاتصال بالفيديو لتعيد لصوتها استعداده.
وتدين نورا أيضا لشون بالكثير وتعتبره معلمها أيضًا، لأنها بسببه تشجعت للخروج والغناء في الأماكن العامة ـ حيث كان أول من اقتنع بها بما يكفي لمشاركتها عرضه على المسرح.
“كانت أكبر عقبة التي واجهتها، أني لم أكن أؤمن بموهبتي، لقد استغرق الأمر مني بعض الوقت لتقبل حقيقة أنني أستطيع الغناء. أما العقبة الثانية فقد كانت أن الغناء كان في فترة ما يعتبر من المحرمات، وأمضيت سنوات البلوغ وأنا أعمل في مهنة إبداعية لكنها منفصلة تمامًا عن الموسيقى”.
وترى نورا أنه من حسن حظها لم تواجه سوى بعض ردود الفعل السلبية تجاهها كسعودية في هذا المجال، وكانت غالبية ردود الفعل إيجابية إضافة إلى الكثير من الدعم.
و أخيرًا، وبمجرد أن بدأت الغناء، أصبحت العقبة الوحيدة هي عدم وجود بنية تحتية للمشهد الموسيقي في السعودية، ولا توجد معايير أو قواعد تحكمه. لذلك لا يزال الشباب الذين يخطون إلى هذا المجال يحاولون أن يجدوا طريقهم وكيفية الترويج لأنفسهم وإيجاد الفرص المناسبة.
تؤكد نورا أنها: “محظوظة جدًا، حيث أن الفرص أتت لي وأعتقد أننا عندما نضع القدر المناسب من الحب والحماس والجهد في العمل الذي نقوم به فإن الأبواب ستفتح لنا”.
هل ترى نورا في الغناء مهنة ستتابعها أو أنها مجرد هواية؟
” أنا في مكان ما في الوسط، لأن لدي وظيفة بدوام كامل، لكنني أيضًا أحقق دخلاُ من الغناء، و أنا أحترم ما أفعله وأعمل بجد في إعداد العروض، لذلك أعتقد أنه يجب أن تؤخذ على أنها مهنة ويجب أن يكون هناك تعويض عن الجهد المبذول فيها. إنها طريقة لتقدير الحرفة والحماس الذي يوضع فيها”.
نورا تتطلع لأان تكون – من خلال مشاركة قصتها مع القراء- مصدر إلهام للآخرين لمتابعة شغفهم أو موسيقاهم أو غير ذلك. وتتمنى أن تٌقدم موسيقى أصلية وأن تتعاون مع الفنانين المحليين وتسعى لتطوير نفسها أكثر .
“أود أن أكون قدوة جيدة لغيري، فقد كنت أرغب دائمًا في التدريس، وهذا هو الدافع الأول لي للحصول على درجة الماجستير، لذلك فهو بالتأكيد شيء أريده في حياتي فنحن جميعًا نلعب دورًا في تطوير المواهب المستقبلية في مجتمعاتنا”.
وتؤكد نورا أنها منذ أن أصبحت معروفة على موقع Instagram اصبح كثير من الموهوبين وممن لديهم رغبة في الدخول إلى مجال الفن والموسيقى يتواصلون معها للحصول على النصيحة مما يعود عليها بكثير من السعادة.