أعلنت مجموعة بوينغ الأميركية للصناعات الجوية الاستقالة الفورية لمديرها التنفيذي دينيس مويلنبورغ بعد اشهر من الانتقادات لإدارته لأزمة طائرات “737 ماكس” التي كانت الأسوأ في تاريخ المجموعة الأميركية للصناعات الجوية التي سيتولى قيادتها خلفا له ديفيد كالهون.
وقالت بوينغ في بيان إن “مجلس الإدارة قرر أن تغييرا في الإدارة بات ضروريا لاستعادة الثقة في المجموعة في وقت تحاول فيه تحسين العلاقات مع السلطات التنظيمية والزبائن وكل الأطراف المعنية الأخرى”.
وكالهون “62 عاما” شغل مناصب إدارية تنفيذية وغير تنفيذية في العديد من المجموعات بينها “جنرال الكتريك”، قائلا في بيان “أؤمن بشدة بمستقبل بوينغ وطائرات 737 ماكس.
ويشرفني أن أدير هذه المجموعة الكبيرة وموظفيها المتفانين ال150 ألفا الذين يعملون من أجل مستقبل الطيران”.
وسيتولى المدير المالي للمجموعة غريغ سميث مهام الإدارة بالوكالة حتى 13 يناير موعد تسلم كالهون منصبه. وكانت مهام مويلنبورغ “55 عاما” قلصت في أكتوبر عندما فقد صفته كرئيس لمجلس إدارة المجموعة. وتولى المنصب المدير المستقل كالهون حينذاك.
وأكدت بوينغ أنها “ستعمل تحت الإدارة الجديدة بالتزام متجدد لشفافية تامة بما في ذلك اتصال فعال ونشيط مع إدارة الطيران الفدرالية وسلطات تنظيمية أخرى في العالم ومع زبائنها”، مؤكدة أن كالهون يملك “تجربة واسعة في هذه الصناعة” وخبرة بصفته رئيس شركة.
وقال رئيس لجنة النقل في الكونغرس بينر دي فازيو أن “إقالة دينيس مويلنبورغ كانت منتظرة منذ فترة طويلة”، مضيفا “بإدارته اتخذت المجموعة التي تثير الإعجاب منذ زمن طويل، قرارات مدمرة توحي بأن تحقيق الأرباح أهم من السلامة”.
وكان حادثا تحطم طائرتي بوينغ 737 ماكس في أقل من خمسة أشهر أغرقا بوينغ في أخطر أزمة في تاريخها.
وفي قرار غير مسبوق في تاريخ الطيران الحديث، منع كل الأسطول العالمي من هذه الطائرات من التحليق منذ 13 مارس.
وأسفر حادثا تحطم طائرة تابعة لشركة الطيران “لاين أير” في نهاية أكتوبر والخطوط الجوية الإثيوبية في العاشر من مارس في ظروف متشابهة عن سقوط 346 قتيلا.
وأشارت التحقيقات إلى خلل في أحد الأنظمة المعلوماتية، ولم تتم الموافقة بعد على التصحيحات بينما ظهران نقاط خلل أخرى لذلك لم يحدد أي موعد لإعادة تسيير هذه الطائرات.
وبينت التحقيقات التقنية والإدارية من جهة أخرى إلى وجود ثغرات في إجراءات المصادقة على صلاحية طائرات البوينغ 737 ماكس والعلاقات الوثيقة مع السلطات التنظيمية.
– “أنا والمجموعة مسؤولان” –
كانت عائلات الضحايا والركاب تطالب منذ فترة طويلة برحيل مويلنبورغ، منتقدة بشدة طريقة إدارته لهذه الأزمة، خصوصا بعدما حمل الطيارين في مرحلة أولى مسؤولية الحادثين، لكن مويلنبورغ صمد في وجه هذه المشاكل وكرر خلال جلسة علنية في الكونغرس في نهاية أكتوبر أن والده “علمه بألا يهرب من الصعوبات”.
وحاول حينذاك أن يعبر عن موقف مغاير مؤكدا أنه لن ينسى أبدا الضحايا، قائلا أن “شركتي وأنا مسؤولان وندرك أنه علينا أن نتحسن”، مؤكدا أنه يتعلم الدروس من هذه الأخطاء المفجعة وأنه مستعد لأن تتم “محاسبته” لكنه لم يذهب إلى حد الإستقالة.
وكانت بوينغ مقتنعة حينذاك بأن إدارة الطيران الفدرالية “أف أيه أيه” الأميركية ستسمح لطائرات ماكس بالتحليق مجددا قبل نهاية العام، لكن الوكالة قالت بعد أكثر من تسعة أشهر من قرارها حظر تسيير هذه الطائرات أنها تريد مزيدا من الوقت.
وقد أكدت في بيان “نواصل العمل مع سلطات تنظيمية دولية أخرى للمراقبة الجوية لدراسة التغييرات المقترحة للطائرة”، مؤكدة أن “أولويتنا الأولى هي السلام ولم نحدد موعدا لانتهاء هذه الإجراءات”، لكن الإدارة رفضت التعليق على إستقالة مويلنبورغ.