شارك الدكتور محمد بن هلال الكسّار نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المؤسس في الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة، في أعمال المؤتمر الدولي التاسع للاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة، والذي عقد في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة الأحد 9 ديسمبر 2019م، تحت عنوان “استشراف المستقبل عبر مفاهيم التنمية المستدامة لتحقيق الأهداف والتميز الإداري”، بمشاركة عدد من المهتمين من الدول العربية، وذلك بمناسبة الذكرى العاشرة على مرور إنشاء الاتحاد.
وعبر الدكتور الكسار عن سعادته بما حققه الاتحاد من إنجازات متتالية ونتائج كبيرة منذ تأسيسه للاتحاد بتمويل شخصي منه -بعد توفيق الله- وبجهود مستمرة منذ عام ٢٠٠٩ وبدعم من أمين عام الاتحاد الدكتور أشرف عبدالعزيز وأعضاء الاتحاد.
وقال الدكتور الكسار في كلمة خلال افتتاح أعمال المؤتمر الدولي التاسع للاتحاد: إن العمل التطوعي هو قيمة أصيلة موجودة لدى جميع العرب بشكل عام وهي ظاهرة منتشرة تحديداً بين أبناء الخليج العربي وخاصة المملكة العربية السعودية فتجد العديد من المؤسسات الإنسانية غير الحكومية والتي يؤسسها ويمولها ويشرف على أنشطتها أفراد من كافة المستويات الاجتماعية بهدف تقديم العطاء غير المشروط وبدون عائد ربحي بأنشطة ممتدة على جميع دول العالم مثل (مؤسسة الأمير سلطان الخيرية، مؤسسة الأمير محمد بن فهد، مؤسسة الوليد الإنسانية، مؤسسة الفكر العربي، الجامعة العربية المفتوحة، وغيرها)، مؤكداً أن هذا النهج يتم استقاؤه من تعاليم ديننا وعادتنا وتقاليدنا وتوجهات ونهج قيادتنا الرشيدة.
وأوضح الكسار أن الاتحاد يعتبر منظمة عربية تطوعية غير رسمية أو حكومية وغير ربحية، وهو عضو بالمكتب التنفيذي الدائم لملتقى الاتحادات العربية النوعية بجامعة الدول العربية، ومقره مدينة القاهرة بموجب اتفاقية رسمية مع وزارة الخارجية المصرية، وتضم عضوية الاتحاد العديد من المواطنين من مختلف الدول العربية، ويهدف الاتحاد إلى رفع مستوى الوعي بشأن التنمية المستدامة وحماية البيئة في الوطن العربي من خلال تبادل الخبرات العملية والعلمية. حيث ينظم الاتحاد بشكل شبه سنوي مؤتمراً علمياً دولياً والذي بلغ عدد ٩ مؤتمرات بالإضافة إلى العديد من الأنشطة التي تقام على مدار السنة بمختلف الوطن العربي.
كما وضح الكسار بأن المشاركة بعضوية الاتحاد أو أنشطته أو مجلس إدارته متاح لأي مهتمٍ من مواطني الدول العربية وهي لا تعكس أو تمثل أي ارتباط أو صفة رسمية أو وظيفية أو حكومية للمشارك إنما هي تمثيل وجهد تطوعي شخصي.
وبيّن الكسار أن المؤتمر الدولي التاسع للاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة ناقش عدة محاور هذا العام وهي الشراكات والعلاقات الدولية ودورها في تعزيز التعاون في تنمية المجتمعات، ودور منظمات المجتمع المدني في تعزيز تحقيق الأهداف واستشراف المستقبل، وآليات التنمية المستدامة في تحقيق التميز الإداري، ودور المرأة العربية في دعم المجتمعات المتحضرة وصنع القرار، والذكاء الاصطناعي ودوره في صناعة المستقبل، ومستقبل التعليم المهني وأثره على سوق العمل في العالم العربي، والتقنيات الحديثة لمواكبة التطور والمستقبل.
وأشار الدكتور الكسار إلى أن التنمية المستدامة مرتبطة بالذكاء الاصطناعي لأنه أداة مهمة لتحقيق أهداف الأولى بجميع أبعادها (الاقتصادية والاجتماعية والبيئية)، مضيفاً أنه يطلق الآن مصطلح نفط القرن الـ 21 على علم البيانات، حيث يقوم العالم بجهود كبيرة في صناعة الذكاء الاصطناعي.
وعاد نائب رئيس مجلس إدارة الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة للقول: “إن حكومة وطني الغالي بقيادتها الرشيدة من مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظهم الله، تعتبر من أوائل الدول التي أولت اهتماماً مبكراً وكبيراً للتنمية المستدامة وكذلك للذكاء الاصطناعي.
ورجح الكسار أن تضيف تقنيات الذكاء الاصطناعي لاقتصاد المملكة عائدات اقتصادية غير نفطية كبيرة تسهم في تحقيق رؤية المملكة 2030 وأهداف التنمية المستدامة.
وبيّن أن ذلك اتضح منذ إعلان المملكة عن رؤيتها 2030 ومن ثم الإعلان عن مشروع مدينة نيوم وهو الأضخم من نوعه عالمياً لبناء مدينة ذكية تعتمد فيها على الإبداع والابتكار في تطبيقات وأنظمة الذكاء الاصطناعي مع اعتماد المدينة على الطاقة النظيفة. واستمر ذلك بما صدر مؤخراً من أمر ملكي كريم بإنشاء الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي.
وزاد بالقول: أن أكبر شاهد على ذلك حين نرى أن الحكومة تعزز مواصلتها للتنمية المستدامة وتدفع الاستراتيجيات لرفع سقف التطلعات التنموية وتوسيع نطاق التنافسية في الأداء بما يحقق النتائج الايجابية المرجوة في مختلف قطاعات الدولة.
حيث صدرت الأيام الماضية الميزانية العامة للسعودية والتي تعكس حجم أرقامها المالية التي رصدتها وثائق الميزانيات السابقة مع هذا العام الأرضية المثمرة للارتقاء نحو آفاق جديدة من المشاريع التنموية والاستثمار الأمثل في الطاقات البشرية من أجل رفعة الانسان وضمان حياة كريمة له في سعودية عظمى.
وقدم الدكتور الكسار شكره لأعضاء مجلس الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة وللأمانة العامة له والأعضاء المنضمين لعضوية الاتحاد من مختلف الفئات من مواطني الدول العربية وللعلماء والباحثين على جهودهم القيمة التي قدموها على مدار الـ 10 سنوات الماضية والتي ستسهم في ازدهار الوطن العربي وتحقق أهداف التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة.
![](https://www.al-jazirahonline.com/wp-content/uploads/2019/12/٢٠١٩١٢٢٣_١١٣٣٥٩.jpg)