أعلنت شركة (صخر) الكویتیة للبرمجیات الیوم الأربعاء إنجاز المعجم الحدیث استعدادا لطرحه دون مقابل على شبكة انترنت في ینایر المقبل والمصحح الكتابي في مارس المقبل وذلك في نطاق المساعي للحفاظ على سلامة الكتابة باللغة العربیة، قائلا رئیس الشركة محمد الشارخ في كلمة لدى مشاركته باحتفال منظمة الأمم المتحدة للتربیة والعلم والثقافة (یونسكو) بالیوم العالمي للغة العربیة “أننا ھنا لنحتفي بالیوم العالمي للغة العربیة في الیونسكو موطن الثقافة العالمیة وفي باریس عاصمة الأنوار ولنتحدث عن تحدیث العربیة وتزوید الفصحى الحدیثة وھي اللغة المستعملة في الكتابة المعاصرة بكافة الدول العربیة بالأدوات اللازمة لتسھیل استخدامھا بشكل سلیم”، مضيفا “لقد سبق لي أن تحدثت في ھذا المكان عام 1997 حین أسست مع الیونسكو مشروع (كتاب في جریدة) وھو أكبر مشروع ثقافي عربي مشترك بھدف نشر الثقافة باللغة العربیة”.
وحول المعجم الحدیث الذي ستطرحه المجموعة دون مقابل على شبكة (إنترنت) قال الشارخ أنه رأى ضرورة العمل على معجم حدیث للغة العربیة بعد أن توقف العرب عن استخدام المعاجم القدیمة لصعوبة استخدامھا إذ یتطلب استخدامھا معرفة الصرف لتحدید جذر الكلمة كما تحتوي على كلمات عدیدة لم تعد في الاستعمال وكون شرح ھذه الكلمات یستخدم لغة قدیمة وشواھد تحتاج بذاتھا إلى شرح بل شروح.
وأوضح انه اختار أن یكون المعجم إلكترونیا لیسھل استخدامه على وسائل التواصل الحدیثة فتم استخدام تقنیة حدیثة في الصناعة البرمجیة ھي تقنیة (كوبویلد دكشنري) التي طورتھا جامعة (برمنغھام) منتصف القرن الماضي، مضيفا “بنینا ذخیرة لغویة (مدونة كوربس) تشمل خمسین ملیون كلمة من الكتابة العربیة منذ بدایة القرن العشرین ومكنزة مرمزة من سبعة ملایین مفردة وطورنا أنظمة إحصائیة لاستخراج الكلمات الفریدة وأولویة استخدام معانیھا واستعنا بالصرف الآلي والتشكیل الآلي والنطق الآلي والترجمة الآلیة لكل منھا بالإضافة إلى خصائصھا الصرفیة والنحویة ومرادفاتھا ومتضاداتھا واشتقاقاتھا وذلك في برنامج متاح على الإنترنت لأجھزة الحاسب وكافة أنواع الأجھزة الكفیة التي تعمل بنظامي (أندروید) او (آي أو إس)”.
وقال أن النسخة الأولى من ھذا المعجم احتوت على 125 ألف معنى وتركیب تحت 80 ألف مدخل و35 ألف مترادف ومضاد و150 ألف مثال حدیث ویمكن لمستخدمه وھو یقرأ الصحافة أو بریده الإلكتروني أو وھو یكتب أن یجد المفردة المطلوبة مع اشتقاقاتھا ومرادفاتھا ومعناھا بسھولة دون أن یخرج من البرنامج الذي یعمل علیھ.
وأشار إلى انه تمت إضافة ثلاثة معاجم تراثیة للموقع للمقارنة ولاستزادة المعرفة كما تمت إضافة قاموس (عربي / إنجلیزي / عربي) ربما تضاف له لغات أخرى فیما بعد بحیث یستطیع قارئ الكتابة الإنجلیزیة في الصحافة أو الكتب أو البرید الإلكتروني أن یجد معنى الكلمة بالعربیة وكل الخصائص المذكورة سابقا دون أن یغادر الموقع الذي یقرأ منه.
وذكر أن ھذه وسائل تمكن الطلبة وغیرھم من استخدام المعجم الذي توقفت المدارس عن استخدامه منذ سنوات طویلة لعدم شموله الكلمات الحدیثة المتداولة في الصحف والفضائیات والإذاعات العربیة التي تستخدم الفصحى الحدیثة، مضيفا “اننا نسد بذلك فراغا في الثقافة العربیة فالمعاجم تصنع عادة في الجامعات مثل (ییل) و(أكسفورد) و(برمنغھام) أو في مؤسسات متخصصة” مشیرا إلى أنه ستتم الاستعانة بملاحظات المستخدمین لتصحح الأخطاء وتحسن التقنیات وإضافة مفردات جدیدة وأمثلة حدیثة فالتقنیة تتیح التصحیح والإضافة بسھولة وأیضا لملاحقة تطور تقنیات البرمجة والتواصل العالمیة.
وحول مشروع تحدیث العربیة قال الشارخ إنه عندما استخدم الحاسب الشخصي لأول مرة في أوائل سبعینیات القرن الماضي اندھش من إمكانیاته في حفظ المعلومات واسترجاعھا ورأى انه لابد من العمل على تعریب تقنیاته لتتواءم مع خصائص اللغة العربیة في الصرف والتشكیل، مضيفا “طال التفكیر وتعددت الاستشارات واختمرت الافكار وقررت في أوائل الثمانینیات وتحدیدا عام 1982 البدء بالمشروع”.
وأوضح أن المشروع تطلب تحویل قواعد اللغة العربیة وتصریفھا إلى (نظام ثنائي) في علم جدید نشأ آنذاك بسبب تقنیة الكومبیوتر وھو (علم معالجة اللغة الطبیعیة) الذي یستخدم تقنیات الذكاء الاصطناعي، وأشار إلى أن (علم معالجة اللغة الطبیعیة) لم یكن یدرس في الجامعات العربیة آنذاك مما اقتضى اولا الاستعانة بمتخصصة بریطانیة لتعلم أصول العمل في البرمجیات ثم تم لاحقا إرسال بعثات للولایات المتحدة للاطلاع على ھذا العلم ونقل تجارب لغات أخرى لھا خصوصیتھا أیضا، وذكر انه تم أيضا تطویر 94 برنامجا تعلیمیا وتثقیفیا للناشئة العرب مع كتب لتعلیم البرمجة وتدریب المدرسین بالإضافة إلى تطویر الصرف الآلي من خلال برنامج القرآن الكریم عام 1985، وبین أنه تم بعد ذلك بدء العمل على التشكیل الآلي الذي تطلب 10 سنوات لإنجازه فالإنسان یقرأ دون تشكیل ویفھم من السیاق لكنه یشكل كلماته حین ینطق والا صار كلامه رطنا وكان المطلوب اعطاء ھذه الخاصیة البشریة التي نملكھا بالسلیقة اللغویة للكمبیوتر وعلیه تم تطویر النطق الآلي والترجمة الآلیة والتدقیق الإملائي ونظام (التعرف الضوئي على الحروف).
وقال “حصلنا على ثلاث براءات اختراع من ھیئة الاختراعات الإمریكیة في أوائل تسعینیات القرن الماضي وھي أدوات أساسیة ولازمة لتحقیق ھدفنا الأساسي وھو تزوید الفصحى الحدیثة بمعجم عربي حدیث وأداة لتصحیح الكتابة آلیة”، مضيفا “كما تعلمون الصناعة المعجمیة تطورت كثیرا باستخدام تقنیات الكومبیوتر فلم تعد المفردات تجمع بالید أو من المعاجم القدیمة ولا الشواھد ولا التدقیق الإملائي والتشكیل فصار في الصناعة نوعان من المعاجم التاریخیة وتبحث عن أصل الكلمة وتطور معناھا واستعمالھا في أحقاب زمنیة مختلفة ومعاجم معاصرة أو حدیثة تعكس الحیاه الثقافیة والفكریة في زمن معین وتساعد على تنمیة الملكة اللغویة الحاضرة”.
وأعرب عن شكره للدبلوماسي السعودي زیاد الدریس الذي إبان عمله ممثلا لبلاده في الیونسكو بادر سنة 2012 وسعى ونجح في تأسیس الیوم العالمي للغة العربیة.