أثارت جلسة مجلس النواب الأمريكي الليلة بشأن التصويت على عزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التساؤل: هل سبق أن تعرّض رئيس أمريكي لهذا الأمر؟
شهد تاريخ الولايات المتحدة هذا الإجراء ثلاث مرات، وتصويت الليلة هو الحالة الرابعة؛ فقد تعرّض كل من الرؤساء: بيل كلينتون، وريتشارد نيكسون، وأندرو جونسون، للعزل. فما قصة كل منهم؟ وهل نجحت كل إجراءات العزل؟
ينص الفصل الإضافي 25 من الدستور الأمريكي على أن “الرئيس ونائب الرئيس وجميع الموظفين المدنيين يلقون العزل إذا رُفعت ضدهم تهمة الخيانة والرشوة أو جرائم أخرى وتأكدت عليهم التهم”. ويتطلب تنفيذ الإجراء موافقة غالبية الأعضاء في كل من مجلسي النواب والشيوخ.
يواجه دونالد ترامب العزل بتهمة ممارسة الضغط على حكومة أوكرانيا لفتح تحقيقات بشأن أنشطة مفترضة جرت على أرضها للمرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة المقبلة جو بايدن، ومن صور هذا الضغط تعليق المساعدات العسكرية لأوكرانيا. وهي القضية التي جرى تداولها على نطاق واسع تحت اسم “فضيحة أوكرانيا”.
الرئيس الأسبق بيل كلينتون تعرض عام 1998م للعزل بسبب ما يعرف بـ”قضية لوينسكي”، بتوجيه تهمة الحنث باليمين وتعطيل العدالة بعدما اعترف بوجود “علاقة غير لائقة” مع المتدربة السابقة في البيت الأبيض مونيكا لوينسكي. وكان قد أقسم قبلها اليمين الدستورية بأنه لم تكن له علاقة بها. ولكن لعدم اكتمال العدد المطلوب للتصويت في مجلسي النواب والشيوخ فشل إجراء العزل.
وفي عام 1974م شهدت الولايات المتحدة ما يعرف بـ”فضيحة ووترغيت” التي واجه بسببها الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون العزل. وفي هذه القضية تم توجيه الاتهام للرئيس بتكليف أعضاء من لجنته الانتخابية باقتحام مكاتب تابعة للحزب الديمقراطي في منطقة ووترغيت وتركيب عدسات تصوير وتنصت على المرشح المنافس له عام 1972م. ولكن الرئيس استبق إجراء العزل بتقديم استقالته؛ فسقط حق إجراء التصويت تنفيذاً للدستور.
الرئيس الأسبق أندرو جونسون اتهم في عام 1868م بخرق قانون إعفاء الوزراء من مهامهم، وبأنه حاول إبعاد وزير الحرب الأسبق إدفين ستانتون عن منصبه بسبب اختلافات سياسية. ولكن لعدم اكتمال العدد المطلوب للتصويت لم يُنفذ الإجراء.