تقرير- ولاء حواري
مع التغييرات التي طرأت على الطريقة التي ينظر بها بقية العالم إلى النساء العربيات والمسلمات أصبحت النماذج العربية تصنع اسماً لنفسها في عالم الموضة والجمال، فالجيل الشاب الجديد المتعلم أصبح يعمد إلى كسر الحواجز الاجتماعية والثقافية وإثارة الفضول في الموضة في أنحاء العالم بدءاً من منطقته إلى خارجها.
واليوم تقود بعض الوجوه التي أثبتت نفسها في عالم الموضة وصنعت لنفسها اسماً مثل المغربية نورا عتال والجزائرية هيت مكارثي، وايضا عارضات الأزياء القادمات للساحة مثل اللبنانية نور رزق والمصرية ليلى كريم جريس والمغربية مليكة المسلوحي.
تقول نورا عتال – التي تموضعت مع زميلاتها من أجل غلاف مجلة فوغ لشهر ديسمبر: “يتمتع الشرق الأوسط بنفوذ أكبر من ذي قبل في الموضة، ويسعدني أن أكون جزءًا منه وأن أمثله”، كما توضح عتال والتي كانت على أغلفة Vogue Arabia و British Vogue في عام 2017 أن الكثير من النساء العربيات يلهمنها في ما يقمن به من نشاطات أخرى متعددة في مجالات حقوق الإنسان أو صناعة الأفلام أو كرائدات أعمال وما يفعلنه ليسلطن الضوء على نضال المرأة في الشرق الأوسط”.
و قام المصور دان بيليو بجلسة تصوير للعارضات الشابات نورا ومليكة ونور وليلى وحياة، من أجل غلاف مجلة فوغ في استوديو بغرب لندن حول صندوق تم إنشاؤه لصورة الغلاف، التصميم الذي يرمز بشكل ما إلى الحقبة التي كانت تُحدد هوية نمطية للنساء العربيات لقرون.
وترى مليكة المسلوحي المغربية أن المرأة العربية اكتسبت زخماً في صناعات الرفاهية والأزياء، ولكن نادراً ما يتم الاعتراف بهن كعارضات الأزياء من الشرق الأوسط أو شمال إفريقيا حتى وقت قريب. وما يشجع جيل الشباب من النساء في المنطقة اليوم على إحداث تغيير هو أهمية تغيير النظرة إلى النساء العربيات وإظهارهن كنماذج يحتذى بها والمساهمة في التعريف بهن.
من أواخر السبعينيات إلى التسعينيات كانت هناك شابات عربيات يعرضن أزياء عز الدين علاء ، وباكو رابان وأزياء في إيف سان لوران ، وكن يعتبرن رائدات جيلهن ، حتى أن عارضة الأزياء الجزائرية فريدة خلفة والموديل التونسية عفاف جنيفن كن تحت الأضواء لفترة طويلة بسبب شخصياتهن المتألقة وسماتهم المميزة على الرغم من أنه في تلك الفترة كانت صناعة أزياء الفخامة تُركز على النموذج الأوروبي القوقازي وتلبي احتياجات العملاء الغربيين.
كانت خليفة تدرك دائمًا أن كونها امرأة عربية في مجال الأزياء التي يغلب عليها النموذج الغربي هو بمثابة تحد لها، ولكن نجاحها لم يفتح الباب أمام المزيد من الموديلات وظل ظهورهن نادرا في أفضل عروض الأزياء حتى اقتحمت جيجي وبيلا حديد المشهد عارضتي الأزياء الأختين ذوات الأصول الفلسطينية والهولندية، منذ خمس سنوات.
وتتساءل مجلة فوغ: هل هذا النقص في تمثيل عارضات الأزياء العربيات راجع لأن النماذج العربية ترفض المجال احتراماً للذات الثقافية؟.