ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن نهاية حقبة #الرئيس_التركي رجب طيب أردوغان باتت وشيكة، معللةً هذه التوقعات بتراجع شعبيته لأدنى مستوى، وخسارته الضخمة في الانتخابات البلدية السابقة، وتشكيل رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو حزباً جديداً يستهدف جذب جماهير أردوغان المحافظين، وهو الأمر الذي قد يلحق أضراراً جسيمة بفرص إعادة انتخابه للرئاسة.
كما يمثل انفصال داود أوغلو عن أردوغان، الذي كان ذات يوم أقرب حليف له، تحدياً مباشراً ضد الرئيس التركي، إذ يتعهد أوغلو بالعودة إلى المبادئ والمثل العليا الأصلية لحزبه القديم.
ووسط هتافات وصافرات حشد كبير من المؤيدين في قاعة احتفالات بالفندق في العاصمة أنقرة، كشف داود أوغلو النقاب عن حزب المستقبل، قائلاً: «المستقبل هو أمتنا، المستقبل هو مستقبل تركيا»، مطالباً أنصاره ألّا يركزوا على آلام الانقسامات السابقة، بل على توحيد وتأمين الحقوق للجميع في المستقبل.
وأشارت «نيويورك تايمز» إلى أن حليفاً ثانياً مقرباً لأردوغان ووزيراً سابقاً، هو علي باباجان، استقال أيضاً من حزب العدالة والتنمية، الذي يقوده أردوغان، ويستعد لإعلان حزبه الجديد في غضون أسابيع وفق أنصاره.
وبحسب الصحيفة، لن يهدد هذا الانشقاق أردوغان على الفور، لأنه جمع قوته الشخصية مع انتقال البلاد العام الماضي إلى نظام رئاسي مدة ولايته الحالية تمتد إلى 2023، لكن هذه التحركات تمثل أول انشقاق رئيس داخل الحزب الحاكم، ويمكن أن تقوّض فرص أردوغان في الاحتفاظ بالسلطة.
وتابعت الصحيفة: «لقد شهد أردوغان انخفاضاً في شعبيته إلى أدنى مستوى في ثلاث سنوات مع انهيار العملة والركود الاقتصادي الذي ضرب تركيا قبل 18 شهراً من اختبار قيادته. وأظهر استطلاع للرأي أجري حديثاً انخفاض شعبيته إلى 33% من 41% في يوليو 2018، وهو المستوى الذي يضعه في كفاح لتأمين أغلبية الأصوات اللازمة لإعادة انتخابه للرئاسة».
زيادة الاستياء
وأضافت: «لقد أعطى توغل الجيش التركي في سوريا في أكتوبر، الذي كان يحظى بشعبية أردوغان، دفعة مؤقتة في استطلاعات الرأي، لكن تقييماته انخفضت مرة أخرى، حيث عانى الأتراك المصاعب الاقتصادية، وزاد الاستياء من عدم المساواة الاقتصادية المتزايدة».
إلى ذلك، لفتت الصحيفة إلى أنه يُنظر إلى علي باباجان (52 عاماً) على أنه وزير مالية سابق ناجح ونائب لرئيس الوزراء أشرف على الطفرة الاقتصادية في سنوات أردوغان الأولى، ويصور نفسه على أنه رجل أعمال يمكن أن يرشد تركيا إلى الخروج من أزمتها الاقتصادية، وكان حريصاً على تجنب انتقادات مباشرة للرئيس.