منح الهداف الفرنسي البديل بافيتيمبي غوميس فريقه الهلال الفوز السبت على الترجي التونسي 1-صفر في الدور الثاني لبطولة كأس العالم 2019 للأندية في كرة القدم المقامة في قطر، ليقوده الى نصف النهائي لملاقاة فلامنغو البرازيلي.
وغاب غوميس الذي ساهم بشكل أساسي في تتويج فريقه بدوري أبطال آسيا هذا الموسم، عن التشكيلة الأساسية، في ظل تواصل تعافيه من عملية جراحية في إبهام اليد اليمنى خضع لها مؤخرا.
لكن مدربه الروماني رازفان لوشيسكو دفع به في منتصف الشوط الثاني، ليتمكن بعد ذلك بدقائق من تسجيل الوحيد من مجهود فردي رائع “73”.
وفي حين عبر الهلال الى الدور نصف النهائي في مشاركته الاولى في البطولة، تواصلت عقدة الترجي مع المباراة الأولى في مونديال الأندية، والتي يخسرها للمرة الثالثة في مشاركته الثالثة.
ويلتقي الهلال في المباراة نصف النهائية الأولى الثلاثاء، فريق فلامنغو البرازيلي بطل مسابقة كوبا ليبرتادوريس الأميركية الجنوبية، والذي يشرف عليه مدربه السابق البرتغالي جورجي جيزوس.
ويقام نصف النهائي الثاني الأربعاء بين ليفربول الإنكليزي بطل أوروبا، والفائز من المباراة الثانية في ربع النهائي التي تقام لاحقا السبت، وتجمع بين السد القطري ومونتيري المكسيكي بطل الكونكاكاف “أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي”.
وهي المشاركة الأولى للهلال في مونديال الأندية بعد عودته الى زعامة الكرة الآسيوية للمرة الثالثة بعد نحو عقدين من الزمن، بينما يشارك الترجي بطل دوري أبطال إفريقيا في الموسمين الماضيين، للمرة الثالثة بعد 2011 و2018.
واضطر مدرب الهلال الروماني رازفان لوشيسكو، كما كان متوقعا، الى أن يبدأ المباراة في غياب اثنين من لاعبيه الأساسيين هما غوميس والإيطالي سيباستيان جوفينكو، بعد غيابهما المطول عن التدريبات في الفترة الماضية، الأول بسبب جراحة الإبهام، والثاني لإصابة في العضلة الخلفية، أضيفت اليها نزلة معوية الجمعة.
وشارك المهاجم السوري عمر خريبين وقائد الفريق البرازيلي كارلوس إدواردو، أساسيين بدلا من غوميس هداف دوري أبطال آسيا، وجوفينكو.
في المقابل، أبقى مدرب الترجي معين الشعباني قائد الفريق خليل شمام على مقاعد البدلاء أيضا، بعد غيابه المطول في الفترة الماضية بسبب الإصابة.
وكان الحضور الأبرز في مدرجات ستاد جاسم بن حمد، للمشجعين التونسيين الذين ارتدوا قميص النادي الذهبي والأحمر، وبدأوا بترداد الهتافات قبل نحو ساعة من انطلاق صافرة البداية، رافعين العلم التونسي ورايات النادي وشعارات “الترجي للأبد” والرقم 100، في إشارة الى احتفال النادي بمرور مئة عام على تأسيسه، لاسيما لافتة كبيرة كتب فيها “مئوية باش تبقى في البال”.
وشهدت الدقائق الأخيرة من الشوط الأول توترا محدودا بين جزء من مشجعي الترجي وعناصر الأمن في المدرجات، حيث قام مشجعون بإشعال “شماريخ” بيضاء اللون ورميها في اتجاه العناصر، بحسب صحافي في وكالة فرانس برس.
ووجهت عبر المذياع في الملعب تحذيرات للمشجعين من أن استخدام الشماريخ والمفرقعات ممنوع وسيقابل بالطرد من الملعب، لاسيما بعد تكرار استخدامها في مطلع الشوط الثاني، بينما لم يهدأ إيقاع جمهور الترجي الذي يعرف عنه تشجعيه الصاخب، طوال فترات المباراة.
في المقابل، حضر عشرات من مشجعي الهلال الذين رفعوا الرايات البيضاء والزرقاء لـ “الزعيم” والعلم السعودي، علما بأن المباراة تأتي في ظل الأزمة الدبلوماسية بين قطر من جهة، والسعودية والإمارات والبحرين من جهة أخرى.
وتبادل الفريقان المحاولات من بداية المباراة، مع أفضلية للهلال الذي كسب ثلاث ركلات ركنية في الدقائق العشر الأولى، وإن دون تهديد جدي لمرمى الحارس الدولي معز بن شريفية.
في المقابل، اقترب الترجي في الدقيقة 12 من افتتاح التسجيل، عندما أخطأ حارس الفريق السعودي عبدالله المعيوف في التعامل مع كرة أعيدت إليه من الدفاع، فانتزعها مهاجم الترجي العاجي ابراهيم وتارا، وأعادها الى أنيس البدري الذي فشل من على مشارف المنطقة، في وضعها في الشباك، مسددا إياها الى جانب القائم الأيمن للمرمى.
وفشل الفريقان في الدقائق العشرين الأولى في وضع أي كرة بين الخشبات الثلاث، ومنها تسديدة “على الطاير” للبدري من حافة المنطقة، مرت الى جانب القائم الأيمن أيضا “20”، بعد تمريرة من على الجهة اليمنى للغاني كوامي بونسو.
وأتت أخطر فرصة في الشوط الأول بعد ذلك بدقيقتين، عندما أطلق سالم الدوسري بتمريرة متقنة بين المدافعين، انفرادا للبرازيلي كارلوس إدواردو الذي حاول وضع الكرة بعيدا من متناول بن شريفية المتقدم لملاقاته، لكن الأخير تمكن من التصدي للمحاولة.
ورد الترجي بعد دقائق بأول محاولة بين الخشبات، عبر تسديدة للبدري من خارج المنطقة أبعدها المعيوف بصعوبة “31”.
وانتظر الهلال حتى الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول لتهديد المرمى مجددا، وذلك عندما انتزع الدوسري الكرة على الجهة اليسرى ومررها معاكسة الى كاريو الذي سدد بقوة من خارج المنطقة.
لكن بن شريفية تدخل وامتص قوتها، قبل ان يتولى محمد اليعقوبي ابعادها برأسه وهي في طريقها نحو المرمى.
وأنهى الهلال الشوط بمحاولتين بين الخشبات مقابل واحدة للترجي، وحصل على ثماني ركلات ركنية مقابل واحدة فقط لمنافسه.
ولم يجر أي من المدربين أي تبديل مع بداية الشوط الثاني، والذي حافظ الهلال في بدايته على أفضلية الاستحواذ والإمساك بمفاصل الملعب، علما بأن نسبة استحواذه في الشوط الأول بلغت 61 بالمئة.
وهدد محمد كنو مرمى بن شريفية بتسديدة من مسافة قريبة علت العارضة بسنتيمترات، بعد مجهود فردي من البيروفي أندري كاريو على الجهة اليمنى “50”، كانت الوحيدة في إيقاع متباطئ لبداية الشوط.
لكن الإيقاع ارتفع بعد مرور ربع ساعة، على وقع التشجيع المتواصل من جماهير الترجي، لاسيما في الدقيقة 58 حينما كاد ياسر الشهراني يغالط حارس مرماه بمحاولته قطع تمريرة من الليبي حمدو الهوني، فحولها في طريقها الى المرمى، قبل أن يبعدها الحارس السعودي في اللحظة الأخيرة.
وفي الدقيقة 65، دفع لوشيسكو بغوميس بدلا من الكولومبي غوستافو كويلار، في رهان أثمر سريعا بتمكن الفرنسي من تسجيل الهدف الأول للهلال بعدما تلقى تمريرة من كاريو، وتقدم بها الى داخل المنطقة، ورفع الكرة من فوق اليعقوبي الذي كان يحاول قطعها، قبل ان يتقدم ويسدد بكل هدوء على يمين بن شريفية “73”.
وسنحت للهلال سريعة فرصة استغلال ضياع لاعبي الترجي بعد الهدف، كن خريبن فشل في استثمار تمريرة متقنة من الجهة اليسرى من كارلوس إدواردو، وسدد كرة الى جانب القائم الأيسر “75”.
وخرج المهاجم السوري بعد ذلك بنحو ثلاث دقائق لصالح عبدالله عطيف.
وأكمل الهلال المباراة بعشرة لاعبين بعد طرد لاعبه محمد كنو بالانذار الثاني، علما بأنه نال البطاقتين الصفراوين في ظرف دقيقتين “83 و85”.