يبدو أن المُعَلِم سيسلّم الشعلة للتلميذ بعد إقالة كارلو أنشيلوتي من تدريب نابولي الإيطالي الثلاثاء، حيث يبدو جينارو غاتوزو، صديق ولاعب أنشيلوتي السابق في ميلان، المرشح الأبرز لخلافته على رأس الجهاز الفني للنادي الجنوبي.
وكان نابولي قد أقال ليل الثلاثاء أنشيلوتي بعد سلسلة من النتائج المتواضعة، على رغم الفوز في الأمسية ذاتها على غنك البلجيكي 4- صفر والتأهل إلى الدور ثمن النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا عن المجموعة الخامسة برفقة ليفربول الإنكليزي حامل اللقب، لكن فوز نابولي كان الأول له في آخر عشر مباريات في مختلف المسابقات، وكان مصير المدرب البالغ من العمر 60 عاما، قد شكل عنوانا للعديد من التقارير الصحافية في الأيام الماضية، لاسيما في ظل تراجع نتائج وصيف بطل الدوري الإيطالي على المستطيل الأخضر، والحديث عن مشاكل عدة بين الإدارة من جهة، والمدرب واللاعبين من جهة أخرى.
وبهذه الإقالة يكون أنشيلوتي قد فشل للمرة الثانية تواليا بعد إقالته من بايرن ميونيخ الألماني مع انطلاقة موسمه الثاني مع النادي البافاري في سبتمبر 2017، عقب خسارته صفر-3 أمام باريس سان جرمان الفرنسي في دوري الأبطال، إلا أن المفارقة هذه المرة أن الإقالة أتت بعد فوز كبير وبلوغ فريقه الأدوار الإقصائية في البطولة الأوروبية.
وشكل مستقبل أنشيلوتي مادة دسمة في التصريحات الصحافية بعد المباراة ضد غنك، وردا على سؤال عما إذا كان قد يبادر هو إلى الاستقالة، رد أنشيلوتي “استقالة؟ أنا لم أستقل في حياتي، ولن أقوم بذلك أبدا”، وتطرق أنشيلوتي في مؤتمره الصحافي الأثنين عشية مباراة غنك، إلى احتمال إقالته بالتأكيد أن “حقيبة المدرب جاهزة دائما، لا يمكن إفراغها”.
وكان أنشيلوتي قد خلف مواطنه ماوريسيو ساري، مدرب يوفنتوس الحالي، في مايو 2018 طامحا لقيادة نابولي أقله للمنافسة على لقب الدوري الإيطالي، إلا أنه أنهى الموسم الماضي في المركز الثاني بفارق 11 نقطة عن يوفنتوس ويحتل حاليا المركز السادس بفارق ثماني نقاط عن المركز الرابع، آخر المراكز المؤهلة لدوري الأبطال، بعد مضي 15 مرحلة، ويبدو أن الإيجابية الوحيدة لأنشيلوتي والفريق الجنوبي هذا الموسم هي الفوز 2- صفر على ليفربول في دوري الأبطال وبلوغ الأدوار الإقصائية، وسيشكل ذلك نقطة قوية للإيطالي بعد أن أشارت تقارير صحافية محلية إلى أن وجهته المقبلة قد تكون العودة إلى إنكلترا للإشراف على إيفرتون أو أرسنال بعد أن مر سابقا بجار الأخير تشلسي. ويعد أنشيلوتي من أبرز المدربين على الساحة الأوروبية، وتولى تدريب نابولي في صيف 2018، بعد مسيرة أشرف خلالها على أندية كبرى في القارة، أبرزها يوفنتوس وميلان، وريال مدريد الإسباني، وباريس سان جرمان، وتشلسي وبايرن ميونيخ، وأحرز المدرب المخضرم سلسلة ألقاب في مسيرته، أبرزها مسابقة دوري الأبطال ثلاث مرات “مرتان مع ميلان ومرة مع ريال مدريد”،
-فرصة غاتوزو-
ويبدو غاتوزو، الذي رحل عن ميلان عقب فشله في قيادة النادي اللومباردي إلى دوري الأبطال مع نهاية الموسم الماضي اثر حلوله في المركز الخامس، المرشح الأبرز لخلافة أنشيلوتي، وانتظر الدولي الإيطالي السابق المتوج بكأس العالم عام 2006، هذه الفرصة ولو أنه كان يمني النفس ألا تأتي على حساب فشل مدربه السابق في ميلان الذي حقق تحت إشرافه لقب دوري الأبطال عامي 2003 و2007 وأصبحا صديقين مقربين.
وجاء في رسالة كتبها أنشيلوتي في صحيفة “لا غازيتا ديلو سبورت” الإيطالية في يناير 2018 بمناسبة عيد ميلاد غاتوزو الأربعين “الآن وأنا أراك على دكة بدلاء ميلان، تتحرك كالمجنون، تصرخ، تدفع اللاعبين، أقول أنك الشخص المناسب في المكان المناسب”، وتابع “هناك حاجة لشغفك، لطبعك، لروحك ولتضحياتك، من أجل تخطي العقبات”.
ولن تكون المهمة سهلة على غاتوزو الذي يدرك أن الإدارة لن ترحم لا سيما وأن تقييم أدائه على رأس الجهاز الفني لميلان كان مخيبا،
-مسؤوليات نابولي-
ولا يقل فشل أنشيلوتي عن فشل رئيس النادي أوريليو دي لورنتيس الذي ساهم في تأزم الأمور نتيجة “تمرد” اللاعبين بعد أن أجبرهم على البقاء في معسكر مغلق بداية شهر نوفمبر الماضي عقب سلسلة نتائج سيئة، وهو قرار لم يكن أنشيلوتي راضيا عنه، كما أن قرار دي لورينتيس بخفض الرواتب لم يخفف من وطأة الأجواء المتشنجة وطريقته بالتعامل مع أنشيلوتي بإقالة أعلنها على تويتر عقب فوز منتصف الليل، أثارت جدلا كبيرا في إيطاليا، كما أن ناديه يبدو بعيدا بعض الشيء عن الأندية الأخرى الكبرى في “سيري أ”، إذ أن يوفنتوس يغرد خارج السرب، انتر مدعوم اقتصاديا من مالكيه الصينيين، فيما يبدو روما وميلان ناديين أكثر حداثة وجاذبية من نابولي ومنشآته القديمة لاستقدام لاعبين من المستوى الرفيع.