الرياض- خلود العبد الله
تحتفل خربشات قوقل Google Doodles اليوم الثلاثاء الموافق 10 ديسمبر بميلاد المغنية العراقية الراحلة عفيفة إسكندر الثامن والتسعين.
فمن هي عفيفة إسكندر ؟
عفيفة إسكندر اصطفيان ولدت في الموصل لأب عراقي مسيحي وأم يونانية، وعاشت في بغداد حيث بدأت الغناء في عمر خمس سنوات وكانت أول حفلة أحيتها في عام 1935، ولقبت بـ المونولوجست من المجمع العربي الموسيقي؛ كونها تجيد ألوان الغناء والمقامات العراقية. تزوجت في سن الـ12 من رجل عراقي أرمني يدعى إسكندر اصطفيان وهو عازف وفنان وكان عمره يتجاوز الـ 50 عاما عندما تزوجا، ومنه أخذت لقب إسكندر.
وهي من عائلة مثقفة فنياً حيث كانت والدتها ماريكا دمتري تعزف على أربع آلات موسيقية وكانت تعمل مغنية في ملهى هلال الذي أنشئ بعد احتلال بغداد في منطقة الميدان بباب المعظم، كما هو حال بقية الملاهي التي ظلت تعمل إلى عام 1940، وكانت والدتها المشجع الأول لها.
الانطلاقة الأولى
بدأت مشوارها الفني عام 1935 في الغناء في ملاهي ونوادي بغداد وغنت في أرقى ملاهي العاصمة بغداد حينها مثل ملهى الجواهري والهلال وكباريه عبد الله وبراديز. ويقال أن الملاهي سابقا كانت المكان الأنسب للنشاطات الاجتماعية وتعتبر أفضل من النوادي الاجتماعية الموجودة حاليا.
وتحولت عفيفة اسكندر إلى نجمة من نجوم الفن، كانت حينها شابة جميلة وذكية جدا. والتف حولها شخصيات مهمة وذات مكانة اجتماعية وغنت لهم المونولوج بلغات عدة مثل: التركية والفرنسية والألمانية والإنجليزية، وعملت مع الفنانة منيرة الهوزوز والفنانة فخرية مشتت.
الانطلاقة الثانية
ذهبت عفيفة إلى القاهرة عام 1938، وغنت هناك وعملت لمدة طويلة مع فرقة بديعة مصابني في مصر وهي أشهر راقصة وممثلة مصرية في الأربعينيات. كما عملت مع فرقة تحية كاريوكا.
وأبرز مشاركاتها العربية هي التمثيل في فيلم يوم سعيد مع الفنان الراحل الكبير محمد عبد الوهاب وفاتن حمامة وغنت فيه لكن لسوء الحظ لم تظهر الأغنية عند عرض الفيلم بسبب المخرج الذي حذفها لطول مدة العرض التي تجاوزت الساعتين. كما مثلت في أفلام أخرى في لبنان وسوريا ومصر منها القاهرة ـ بغداد إخراج أحمد بدرخان وإنتاج شركة إسماعيل شريف بالتعاون مع شركة اتحاد الفنانين المصريين ومثل فيه حقي الشبلي وإبراهيم جلال وفخري الزبيدي ومديحة يسري وبشارة واكيم وكذلك فيلم ليلى في العراق إنتاج ستوديو بغداد وإخراج أحمد كامل مرسي ومثل فيه الفنانون جعفر السعدي والراحل محمد سلمان والفنانة نورهان وعبد الله العزاوي وعرض الفيلم في سينما روكسي عام 1949.
ثم تعرفت إلى الأديب المازني والشاعر إبراهيم ناجي وعندها بدأ مشوارها الأدبي، قبل أن تعود إلى العراق وتستقر في بغداد.
عفيفة والسياسة
كانت المغنية الأولى بالعصر الملكي وكان كبار المسؤولين في الدولة العراقية من ملوك وقادة ورؤساء ووزراء يطربون لصوتها ويحضرون حفلاتها. فالملك فيصل الأول كان من المعجبين بصوتها. أما نوري السعيد رئيس الوزراء السابق فقد كان يحب المقام والجالغي البغدادي وكان يحضر كل يوم اثنين إلى حفلات المقام ويحضر حفلاتها.
وتوفيت عفيفة اسكندر في 22 أكتوبر 2012، بعمر 91 عامًا، في مدينة بغداد؛ بعد صراع طويل مع المرض.
ومن أشهر أغنياتها: يا عاقد الحاجبين، بعيونك عتاب ويا حلو يا أسمر.