أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين، على أن المملكة العربية السعودية تعيش في رحلة تطور مستمر على مدى عصورها، وأنها استطاعت أن تتجاوز الكثير من التحديات لتعود أقوى انطلاقاً وأكثر استقراراً ونمواً. مشيراً إلى أن جمعية الأطفال المعوقين، – وبحكم سبقها وريادتها – فهي الأحق بالعمل على التطوير لتكون مثالًا يحتذى دوماً في العمل الخيري المؤسسي.
جاء ذلك خلال رعاية سمو الأمير سلطان بن سلمان اليوم بالرياض، للقاء المفتوح الذي نظمته الجمعية لمناقشة خطط تطوير برامجها وخِدْماتها، بحضور أعضاء مجلس الإدارة وفي مقدمتهم معالي وزير البيئة والمياه والزراعة معالي المهندس عبد الرحمن بن عبد المحسن الفضلي وعدد من منسوبي الجمعية، حيث طرحت أكثر من 300 مبادرة قدمها منسوبو الجمعية للانطلاق في تسعة مسارات تستهدف تطبيق أعلى معايير الجودة والحوكمة.
وقال سمو الأمير سلطان بن سلمان : ” إن ريادة جمعية الأطفال المعوقين في مجال العمل الخيري، يحتم عليها أن تظل نموذجاً وطنياً مشرفاً، ومتطوراً يعكس دورها البارز، كرافد حيوي في حركة التنمية المستدامة التي تشهدها المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ــ حفظه الله ــ ، مؤكداً أن رصيد خبرات الجمعية على صعيد العمل الإداري والخدمي، وحرصها على تحديث أدواتها أسهم في تعظيم الاستفادة من خِدْماتها التأهيلية عبر مراكزها المنتشرة في مختلف مناطق المملكة، مبينا أن دعم خادم الحرمين الشريفين لهذه الجمعية وغيرها من جمعيات الوطن يحتم عليها العمل بكل تميز لبلوغ الغايات المنشودة.
وشدد سموه على أن من حق المجتمع على أبنائه أن يعملوا بهمة وصولاً للتطوير المنشود، متعهداً أن تكون جمعية الأطفال المعوقين رائدة في أعمالها حائزةً ثقةَ مجتمعها وعاملة باحترافية لصالح المستفيدين من خِدْماتها. مبينا أن هناك الكثيرَ من البرامج القادمة التي ستعود بالخير على الجمعية ومنتسبيها والمستفيدين من خِدْماتها على الأصعدة كافة.
وشدد سموه على أهمية أن تحافظ الجمعية على سمعتها الرصينة والراسخة والتي بنتها طوال تاريخها، وعلى برنامجها التدقيق في إنفاق مواردها المالية والذي حاز نسبة 100% في تقييم وزارة العمل والتنمية الاجتماعية كمؤسسة محققة للحوكمة والإفصاح.
وعبر سموه عن شكره وتقديره لمعالي وزير العمل والتنمية الاجتماعية المهندس أحمد الراجحي الذي يدعم الجمعية وجميع المؤسسات الخيرية لكي تصل إلى أهدافها المرسومة، معلناً سموه أن الوزارة اعتمدت جمعية الأطفال المعوقين ضمن مؤسسات النفع العام وهذا سيمكن الجمعية من تحقيق قفزات نوعية في أدائها واستثماراتها وتحقيق مردود مالي من خِدْماتها.
وقال سموه : ” إن هناك معطيات عدة لشروع الجمعية في تحديث وتطوير مسارات عملها، بداية أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ هو من تبنى هذه المؤسسة شخصياً وساند توجهاتها منذ انطلاقتها الأولى قبل نحو أربعين عاماً، وثانياً، لأنني شخصياً أدين للملك سلمان – رعاه الله – بالانضمام إلى هذه المؤسسة، وقد نجحنا في مجلس الإدارة على كسب ثقة المجتمع وتفاعله، ويجب علينا المحافظة على هذه الثقة لأنها الثروة الحقيقية للجمعية، وثالثاً لأن الجمعية تتمتع بنِقَاط قوة عديدة علينا استثمارها.
وأشار سموه إلى أن الدول والمؤسسات التي لا تتطور باستمرار تموت، وأن هذه الدولة المباركة سهلت على الناس عمل الخير وشجعتهم عليه ولهذا فالجمعية لديها عوامل قوة يجعلها مؤهلة للمحافظة على تميزها وتحقيق نجاحات أخرى في مجالات أخرى خدمة للمواطنين الذي آمنوا بالجمعية ودعموها وأتمنوها على احتضان أطفالهم المستفيدين من خِدْماتها.
وعلى هامش اللقاء دشن سمو الأمير سلطان بن سلمان منصة المتجر الإلكتروني للجمعية، وذلك في إطار تعزيز العلاقات مع الشركاء من مؤسسات القطاع الخاص والأفراد، وامتدادا لنهج الجمعية في إرساء قواعد العمل المؤسسي بالاستفادة من التقنيات الحديثة، واستمرارا لحرصها على تطبيق معايير الحوكمة المالية والإدارية.
وقال سموه “إن الجمعية منفتحة على التطوير استناداً إلى نهج الشراكة الذي تبنته منذ البداية، مشيراً إلى أهمية تجديد التواصل مع الأعضاء والشركاء، والعمل على تأمين استدامة التمويل لخِدْماتها والتطوير الإداري لمراكزها”
الجدير بالذكر أن الجمعية تشهد في هذه المرحلة حركة تطوير واسعة عبر منظومة من الإجراءات في مجالات الحوكمة والجودة وإدارة العمليات بين جميع إداراتها وفي مختلف مراكزها، وصولاً لإستراتيجية متكاملة لتجويد أساليب العمل، بما يتواكب مع المستجدات المتسارعة في قطاعات العمل غير الربحي.