قالت قناة الحرة الأمريكية تعليقا على الأحداث الجارية في العراق إن السلطة الفعلية في البلاد لا تزال ممسكة بمقاليد الأمور على الرغم من استقالة حكومة عادل عبد المهدي.
وأضافت أن هناك دولة عميقة في العراق مكونة من ميليشيات وعصابات وأحزاب تابعة لإيران، وأن هذه الدولة هي التي تسير الأمور من خلال شبكة معقدة من المصالح، فيما الحكومة لا تشكل إلا وجها آخر لهذه السلطة.
وأشارت إلى أنه بعد مقتل أكثر من 400 متظاهر وآلاف الجرحى والمعتقلين نتيجة عنف مفرط لا يزال المتظاهرون في العراق يقولون إن استقالة عبد المهدي ليست المطلب الأساسي للعراقيين بل إصلاح العملية السياسية برمتها وإنهاء نفوذ الأحزاب الدينية والميليشيات الفاسدة في العراق.
حشود من الشباب التي تواجه الرصاص الحي مصممة على التغيير هذه المرة، وأكثر من أي وقت مضى.
السلطة فشلت في تقديم رواية متماسكة لتبرير الدماء الغزيرة التي سالت، لكن الجواب جاء فمع إعلان استقالة الحكومة، حيث خلعت ت الميليشيات الزي العسكري وواصلت استهداف المتظاهرين بالرصاص الحي والسلاح الأبيض.
محاولات التعتيم على إجراءات قمع التظاهرات السلمية في العراق والتركيز على شيطنتها من خلال الترويج لرواية واحدة يرويها المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة أو الناطق باسم وزارة الداخلية، هو أمر جعل من المتظاهرين والناشطين والصحافيين مصدرا أساسيا لما يجري في ساحات التظاهر.
وقالت على الرغم من نجاح المتظاهرين بإسقاط حكومة عبد المهدي بعد تضحيات كبيرة، إلا أن المواجهة مع دولة أتباع ستكون هي المواجهة الحاسمة في تحديد ملامح المرحلة المقبلة.