في أعقاب ليلة دامية شهدها العراق، أصدرت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق السيدة جينين هينيس-بلاسخارت، بياناً أمس السبت، تدين فيه بأشدّ العبارات عمليات إطلاق النار على متظاهرين عُزّل وسط بغداد مساء يوم الجمعة.
وذكر بيان الممثلة الخاصة أن تلك الهجمات أسفرت عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى بين المواطنين الأبرياء. وأكدت في بيانها أن “القتل المتعمد للمتظاهرين العزّل على يد عناصر مسلحة ليس أقلّ من أن يُوصف بالعمل الوحشيّ ضدّ الشعب العراقي”. كما دعت إلى تحديد هوية الجناة وتقديمهم إلى العدالة على وجه السرعة.
على القوات المسلحة العراقية واجب حماية المتظاهرين السلميين
وشددت الممثلةُ الخاصة في بيانها على أهمية ألا تدخر القوات المسلحة العراقية جُهداً “لحماية المتظاهرين السلميين من العنف الذي تمارسه عناصرُ مسلحةٌ تعمل خارج سيطرة الدولة”. كما حثت المتظاهرين السلميين أيضا إلى التعاون بشكل بنّاء لضمان حماية الاحتجاجات السلمية على النحو الواجب.
تُدين الممثلةُ الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في #العراق السيدة جينين هينيس-بلاسخارت بأشدّ العبارات إطلاقَ النار على متظاهرين عُزّلٍ وسط #بغداد مساء يوم الجمعة، ما أسفر عن سقوط عددٍ كبيرٍ من القتلى والجرحى بين المواطنين الأبرياء، وقالت pic.twitter.com/DtDImUXIfg
— UNAMI (@UNIraq) December 7, 2019
دعوة إلى التكاتف دفاعاً عن الحقوق الأساسية
وقالت السيدة جينين هينيس-بلاسخارت: إن “أعمال العنف التي تُحرّكها العصابات الناجمة عن ولاءات خارجية أو ذات دوافع سياسية أو موجّهة لتسوية الحسابات تُخاطر بوضع العراق في مسار خطير”.
ودعت الممثلة الخاصة في بيانها إلى التكاتف دفاعا عن الحقوق الأساسية، مثل الحق في التجمع السلميّ وحرية التعبير، وأعربت عن خالص تعازيها لأُسر الضحايا الذين لقوا حتفهم وتمنت الشفاء العاجل للمصابين.
الوضع في وسط بغداد
ويشهد وسط بغداد اليوم السبت هدوء حذرا بعد أن كانت ساحتا التحرير والخلاني مسرحا لإطلاق نيران عشوائية خلفت قتلى وجرحى. وبحسب المعلومات المتوفرة حاليا لم يتم بعد تحديد الجهة التي هاجمت المتظاهرين.
يذكر أنه خلال الأسبوع المنصرم وبعد استقالة حكومة السيد عادل عبد الهادي وموافقة البرلمان عليها، كان الأمن مستتبا ولم يقع قتلى. إلا أن ليلة أمس عكرت صفو هذا الهدوء النسبي.
مجلس الأمن الدولي
وفي جلسة عقدت بمجلس الأمن الدولي يوم الثالث من ديسمبر الجاري، حذرت هينيس-بلاسخارت ممن وصفتها بالقوى الديناميكية التي تسعى إلى اختطاف المظاهرات السلمية. كما حمّلت الممثلة الخاصة القوات العراقية مسؤولية تصاعد العنف، مشيرة إلى أن الأمور خرجت عن السيطرة منذ اليوم الأول للمظاهرات عندما فتحت القوات النار لتفريق المحتجّين.
من جهته، اتهم المندوب العراقي الدائم لدى الأمم المتحدة محمد حسين بحر العلوم اتهم بحر العلوم جماعات من الخارجين عن القانون بالتعرّض للمتظاهرين وقال “إنها جماعات تتستر بالمظاهرات وتستخدمها كدروع بشرية للقيام بأعمال قطع الطرق والحرق والنهب والاشتباك بالقوات الأمنية مستخدمة غاز المولوتوف والقنابل اليدوية والأسلحة النارية والسكاكين.”