تشعر تسيبيورا سالمون، مستشارة الأزياء البالغة من العمر 67 عامًا وواحدة من نجوم الفيلم الوثائقي “Advanced Style” لعام 2014، بالغضب من توجه الأزياء وما يرتديه الناس في المناسبات العامة والفعاليات الكبيرة!
في حفل الـ Met Met في الأشهر الماضية، كانت سالمون تشعر بالإهانة من ما رأته على السجادة الحمراء. حيث ترى سالمون أن أحد قواعد ارتداء الملابس هو أنه أينما ذهبت، عليك أن تحترم هذه المناسبة. لذلك عندما تذهب في مقابلة عمل، فأنت ترتدي ملابس مناسبة بينما عندما تكون في مرحلة التخرج، فأنت ترتدي ما يناسبها وهكذا.
وتعلق سالمون على تكريم المصممة ري كواكوبو الشخصية البارزة في كوم دي غارسون، إمبراطورية التصميم العالمية، والتي صممت تشكيلة واسعة من التصاميم وتعمل براتب لا يضاهيه أي مصمم! بأنه كان من الممكن أن تجد كواكوبو أو مصفف شعرها شيئا يناسبها بين أزيائها بدلا من الملابس التي كانت تصر على ارتدائها كل مرة بلا حمالة بشكل ممل!
تعيش تسيبورا سالمون في شقتها المكونة من غرفة نوم واحدة في أبر ويست سايد في مدينة نيويورك منذ عام 82، ومن غرفة معيشة حمراء فخمة، حيث تصطف لوحات ماتيس على الحائط وتغطي الحلي كل الأسطح المتاحة تقريبًا، تشبه إلى حد كبير “حديقة الجحيم” لرئيسة تحرير مجلة فوغ السابقة ديانا فرييلاند.
يبلغ حجم مطبخها بالكامل، والذي يحتوي على فراشات من الورق المقوى والمرفقة بالسقف، حجم سرير مزدوج تقريبًا. وعندما تفتح خزائن “كنوزها” المتعددة تكشف عن ملابس وأزياء باهظة الثمن ومجوهرات تتراص على تسريحتها المصممة من فن الآرت ديكو.
كانت سالمون الوحيدة تقريبا التي تشجب تفاهة أثواب المشاهير التي تُرتدى في ميت غالا، ولكن من السهل أن نرى سبب غضبها لإن ارتداء الملابس لهذه المناسبة هو أهم عنصر في حياة سالمون اليومية.
فقد القت سالمون العديد من الندوات حول فن الملابس منذ عام 2000، والآن، صدر كتابها الأول الذي يحمل نفس العنوان من دار نشر ريزولي. وهي ترى أن فن ارتداء الملابس ومواءمتها يستغرق الكثير من وقتها مشرة إلى زيها المتناسق المكون من بنطلون فضفاض مربوط بحزام خرزي وثوب صيني.
أسلوب سالمون المتميز في الإطلالات هو ثورة مستشرقة للبنطلون الحريري المقرون بالرداء الصيني. وهي غالباً ما ترتدي الكاب مع الياقة المرتفعة وقاعدتها هي أكثر فاكثر دائماً. وتضحك سالمون قائلة: “مع زيادة المال، سيكون هناك المزيد من المجوهرات”.
وتراوح سالمون بين البناطيل الحريرية والبناطيل الضيقة اللاصقة والأوشحة والمعاطف الحرير الصينية والقبعات، معلّقة أن سبب خوف الكثير من الناس من ارتداء القبعات أنها قد تلفت الانتباه في حين يشعر البعض بالراحة وبالأمان أكثر عندما يندمجون وسط الجميع بنفس الإطلالة السائدة!
سالمون هي ابنة ناجين مجريين من الهولوكوست، وانتقلت إلى بروكلين، حيث أمضت العشرينات من عمرها في الأوساط الأكاديمية، وحصلت على الماجستير في التعليم. ثم أصبحت معلمة في مدرسة ثانوية، وتعمل بدوام جزئي من أجل الحصول على درجة الدكتوراه في علم النفس في بيركلي، كاليفورنيا.
بعد وفاة والدتها في عام 1981، انسحبت سالومون من برنامج الدكتوراه، وعادت إلى نيويورك وبدأت العمل في البيع بالتجزئة حتى تتمكن من الانغماس في شغفها بالملابس. ودعمت نفسها في العمل في المحلات القديمة والمتاجر والمطاعم العتيقة.
وتقول انه عندما كانت تبلغ من العمر 49 عامًا وصلت خلال معسكر روحاني إلى لحظة سلام “يوريكا” منتصف العمر، حيث شاركتفي إحدى الجلسات في تجربة طلب الكاهن فيها متطوع ليقوم بإلباس الكتاب المقدس فتطوعت سالمون وهمس لها الكاهن بأنه لاحظ أنها ترتدي أزياء مميزة، من هناك، أدركت سالمون أن أسلوبها الفريد من اللباس يمكن أن يكون علامتها الفنية.
تتذكر سلامون أنها شعرت بالحرج من اهتماماتها وهي طفلة. كانت دائماً تحلم بالأزياء في رأسها، وتخشى أن يكون ذلك مختلفًا أو غريبًا، فقد أبقت على اهتماماتها مخفية عن الأنظار. عندما بدأت تلبيس نفسها كشخص بالغ، كان والدها، كما تقول، “مرعوبًا” وأثناء تناول الغداء معه في كافتيريا عمله كان يطلب منها ألا ترتدي قبعة لأنها تحرجه.
ولكن سالمون اتجهت نحو هدفها الهام وهو صياغة هويتها من خلال الملابس، يومًا بعد يوم ، وعلى بطاقة أعمال طبعت اقتباس من أوسكار وايلد: “يجب أن يكون المرء بنفسه قطعة مميزة أو أن يرتدي قطعا مميزة”!