وصفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، الاحتجاجات الأخيرة في إيران بأنها “الأكثر دموية منذ مجيء الثورة قبل نحو 40 عامًا”، مشيرة إلى ارتكاب الحرس الثوري وقوات الأمن الأخرى “مجازر في مدينة ماهشهر ذات الأغلبية العربية”.
وكشفت نقلا عن منظمات حقوقية ومصادر أخرى؛ عن “سقوط ما بين 180 و450 قتيلاً برصاص الحرس الثوري وقوات الأمن خلال الأيام الأربعة الأولى من اندلاع المظاهرات في 15 الشهر الماضي، وأن العدد قد يكون أكبر بكثير نظرًا للتعتيم الإعلامي الذي تفرضه السلطات الإيرانية بما فيها قطع شبكات الإنترنت بكاملها”.
وقالت الصحيفة في تقرير مطول عن الاحتجاجات الإيرانية نشرته على صفحتها الأولى: “ما يجري في إيران هو الأعنف والأكثر دموية منذ مجيء الثورة قبل 40 عامًا والتي استخدمت السلطات خلالها قوة مفرطة لا حدود لها.”
ونقلت “نيويورك تايمز” عن شهود عيان ومصادر طبية في مدينة ماهشهر جنوب غرب إيران، قولها إن الحرس الثوري حاصر عددًا كبيرًا من المتظاهرين في المدينة وقتل ما بين 40 و 100 شخص بعد أن هربوا واختبأوا في أحد المستنقعات.
وبالإضافة إلى القتلى أصيب ما بين 2000 و 7000 شخص بإصابات مختلفة في الاحتجاجات وفقًا للتقرير، الذي قال إن عدد الضحايا في الانتفاضة الحالية تجاوز بشكل كبير عدد الضحايا في احتجاجات عام 2009 والذي بلغ 72 قتيلاً خلال 10 شهور.
وقالت إن هذه الأحداث لم تعكس حالة الإحباط الشعبي ضد النظام فحسب بل التحديات الاقتصادية والسياسية التي بات يواجهها نتيجة العقوبات الأمريكية والاستياء المتنامي من قبل الدول المجاورة بسبب سلوك طهران”.
وأشار إلى أنها تحدثت مع عدد من المواطنين في ماهشهر، بمن فيهم أحد زعماء الانتفاضة وأحد الصحافيين يعمل مع وكالة أنباء إيرانية ، وأنهم جميعًا أعطوا روايات متشابهة بشأن المجازر التي ارتكبها الحرس الثوري بالمدينة، فيما قالت ممرضة امتنعت عن الإفصاح عن اسمها إن “عددًا كبيرًا من الجرحى أحضروا للمستشفى وإن عائلاتهم هرعت لأخذهم خشية اعتقالهم من قبل قوات الأمن”.