قالت خبيرة مستقلة من الأمم المتحدة ان العمال الأجانب في قطر يواجهون التمييز بسبب جنسيتهم واصلهم القومي ويعانون من “انتشار التنميط” العرقي والاتني.
وشهدت الدولة الخليجية تدفقا للعمال الاجانب خصوصا من الدول النامية الفقيرة، استعدادا لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 ما يعني أن 90% من سكان قطر هم من غير القطريين.
وصرحت تنداي أشيوم، المقررة الخاصة حول التمييز لوكالة فرانس برس “يتأثر تمتع الكثيرين في قطر بحقوق الإنسان إلى حد كبير بأصلهم القومي وجنسيتهم”.
وغالبا ما يتم توظيف العمال الاجانب للقيام بأعمال معينة بحيث أن النساء القادمات من جنوب شرق اسيا عادة ما يعملن خادمات في المنازل، بينما يعمل الرجال من جنوب آسيا في اعمال البناء التي لا تتطلب مهارة، بحسب المقررة.
وأضافت أن “العديد من العمال المتدني الدخل يمضون جزءا كبيرا من حياتهم العملية في قطر، ويواجهون خلال ذلك عوائق جدية تمنعهم من التمتع الكامل بحقوق الإنسان الأساسية”.
وقلائل جدا هم العمال الأجانب الذين يتأهلون للحصول على إقامة دائمة، ولا يحصل أي منهم على الجنسية والمزايا الاجتماعية التي يتمتع به القطريون.
ويعد المقررون الخاصون جزءا مما يعرف بالاجراءات الخاصة لمجلس حقوق الإنسان ولا يتحدثون باسم الأمم المتحدة، إلا أن نتائج تحقيقاتهم يمكن أن تستخدم من قبل المنظمات الأممية الأخرى وبينها مجلس الحقوق. وستقدم اشيوم تقريرها النهائي حول زيارتها لقطر إلى مجلس حقوق الإنسان الأممي في تموز/يوليو 2020.
وحذرت من ان “التنميط ينتشر في القطاعين الخاص والعام وانه يتم افتراض أن الرجال من افريقيا جنوب الصحراء ليسوا نظيفين، بينما النساء مباحات جنسياً، كما يعتبر القادمون من جنوب اسيا أنهم غير أذكياء”.
وأضافت “اما القادمون من أميركا الشمالية وأوروبا واستراليا، فيعتبرون متفوقين، ويعتبر البيض بشكل عام أكثر قدرة وكفاءة”. وقالت “وجود النمطية العنصرية والاتنية والقومية والهياكل التمييزية..هي في جزء منها ثمرة تاريخ العبودية في قطر”. وتم الغاء العبودية في الدولة الخليجية في العام 1952.
وقالت اشيوم، وهي أيضا استاذة قانون في كلية الحقوق بجامعة كاليفورنيا الأميركية، انها تلقت تقارير عن “انتشار التنميط العرقي والاتني من قبل الشرطة وسلطات المرور وحتى من قبل قوات الأمن الخاصة العاملة في الحدائق ومراكز التسوق في جميع أنحاء الدولة”.
وأضافت ان التقارير تفيد بأن “مواطني جنوب آسيا وافريقيا جنوب الصحراء الكبرى يمنعون من دخولها بسبب مظهرهم”.
واشادت اشيوم بقطر في ضوء “الاصلاحات الكبيرة التي بدأت الحكومة بتطبيقها بهذا الشأن، وقيامها بمساهمات مهمة في مكافحة التمييز العنصري” إلا أنها قالت “انه لا يزال يتعين القيام بالكثير”.