يبحث المنتخبان الاماراتي والعراقي عن فوز ثان في المجموعة الأولى يقربهما من نصف النهائي عندما يلتقيان الجمعة في استاد خليفة الدولي في الجولة الثانية من منافسات كأس الخليج الرابعة والعشرين لكرة القدم “خليجي 24” في الدوحة.
وبدأ منتخبا الإمارات والعراق البطولة بشكل قوي، بعد فوز الأول على اليمن 3-صفر، والثاني على قطر المضيفة 2-1.
وأعطى انتصارا البداية المنتخبين جرعة معنوية قوية كانا في أمس الحاجة إليها، حيث حققه “الأبيض” بعد خسارتين مخيبتين أمام تايلاند وفيتنام في التصفيات الآسيوية المزدوجة لمونديال 2022 وكأس آسيا 2023، و”أسود الرافدين” رغم النقص الحاد في صفوفهم.
ويعرف المنتخبان بعضهما جيداً، حيث ستكون مباراة الجمعة الخامسة بينهما توالياً في البطولة، بعدما التقيا في آخر أربع نسخ، والتي عرفت تفوقاً إماراتياً واضحاً عبر الفوز ثلاث مرات والتعادل مرة، كما تواجها أيضاً في تصفيات مونديال 2018 وتبادلا الفوز.
وكانت مباراة اليمن من جانب واحد، هو الإماراتي، وسيكون الاختبار الأول للمدرب الهولندي بيرت فان مارفيك ورجاله أمام المنتخب العراقي الذي قدمت تشكيلته الشابة عرضاً مميزاً أمام قطر بطلة آسيا وصاحبة الأرض والجمهور.
ولكن مارفيك الباحث عن تخفيف حدة الانتقادات التي طالته من الشارع الرياضي الإماراتي بعد خسارتين متتاليتين في التصفيات الآسيوية المزدوجة، أكد أن فوز العراق على قطر لا يشكل أي ضغط على فريقه.
وقال المدرب الهولندي بعد مباراة اليمن “لن يكون هنالك تأثير علينا، نحن نعد لكل مباراة على حدة، مباراتنا مع العراق قصة مختلفة، وسنستعد لها جيداً”.
ويأمل مارفيك في استمرار شهية مهاجمه علي مبخوت المفتوحة، بعدما سجل ستة أهداف في ثلاث مباريات خاضها في التصفيات المزدوجة، وثلاثية “هاتريك” في شباك اليمن ليصبح الهداف التاريخي للإمارات في كأس الخليج برصيد 11 هدفاً، متجاوزاً فهد خميس صاحب العشرة أهداف.
ويطمح مبخوت “29 عاماً” في زيارة شباك العراق ليزيد رصيده ويقترب أكثر من الهداف التاريخي لكأس الخليج الكويتي جاسم يعقوب الذي سجل 18 هدفاً بين نسخ 1972 و1976.
ويعيش مهاجم الجزيرة أفضل أيامه بعدما بات أيضاً في أكتوبر الماضي الهداف التاريخي لـ”الأبيض”، بعدما تجاوز الأسطورة الإماراتية عدنان الطلياني صاحب 53 هدفاً.
وقال اللاعب الذي بدأ مسيرته الدولية عام 2012 بعد إنجازه التاريخي في مباراة اليمن “كل لاعب يطمح لتحقيق إنجاز شخصي يضاف إلى سجله، وسعيد بالوصول إلى هذا الرقم، لكن يبقى فوز المنتخب هو أولوية، وأهم عندي من تحقيق أي مجد شخصي”.
وعن طموحه بتسجيل هدفه الثالث في شباك العراق بعدما سبق أن زارها مرتين في نسخة 2014، أكد مبخوت “مواجهة العراق لن تكون سهلة، لأن المنافس من المنتخبات القوية بدليل فوزه في المباراة الأولى. أطمح إلى فوز فريقي ولا يعنيني أي شيء آخر، علينا التركيز أكثر والعمل يداً واحدة من أجل إسعاد عشاق كرة القدم الإماراتية”.
تشكيلة شابة
في الجانب الآخر، كسب السلوفيني ستريشكو كاتانيتش مدرب العراق الرهان على الدفع بتشكيلة شابة أمام قطر، بعد غياب عدد كبير من الأساسيين لأسباب مختلفة.
واستبعد الثنائي بشار رسن وهمام طارق عن كأس الخليج لرفض ناديهما بيرسبوليس الإيراني والإسماعيلي المصري على التوالي تحريرهما للمشاركة في البطولة، كما أبقى كاتانيتش لاعبي الشرطة العراقي الدوليين في الدكة بعد خوضهم مباراة فريقهم أمام نواذيبو الموريتاني في كأس الأندية العربية الأبطال قبل يوم من اللقاء الافتتاحي في “خليجي 24”.
وفاجأ الشباب أمثال إبراهيم بايش وحسن حمود وشريف عبد الكاظم ومصطفى محمد ومحمد قاسم الذي افتتح رصيده الدولي بهدفين في مرمى قطر، الجميع بمستواهم الجيد، وهو ما قد يجعل كاتانيتش في موقف صعب لاختيار تشكيلته في لقاء الإمارات في حال أراد الدفع بلاعبي الشرطة الدوليين.
وقال المدرب السلوفيني “في لقاء قطر كسبنا اللاعبين الشباب وسيكونون في حال أفضل خلال الفترة المقبلة، لكن لا أدري من هم اللاعبون الذين سأدفع بهم أمام الإمارات”.
من جهته، شدد المدافع أحمد إبراهيم على أهمية الفوز في مباراة الإمارات، وقال “تجاوزنا ضربة البداية بنجاح لكن القادم هو الأهم، علينا التركيز في اللقاءين المقبلين لضمان التأهل إلى نصف النهائي، لاسيما بعدما حصدنا نقاط مباراة قطر والتي تعد مفتاح التأهل”.
وستكون مباراة الجمعة الرقم 11 بين المنتخبين في البطولة منذ مواجهتهما الأولى عام 1976، وفازت الإمارات ثلاث مرات والعراق مرتين وتعادلا خمس مرات.
ولم يعرف العراق طعم الفوز على الإمارات في البطولة منذ 40 عاماً، وتحديداً منذ نسخة 1979 التي استضافها على أرضه وفاز بخماسية نظيفة، علماً بأن آخر ثلاث مباريات بينهما انتهت جميعها لصالح “الأبيض”.
قطر للتعويض
وفي المباراة الثانية ضمن المجموعة ذاتها، تسعى قطر بطلة آسيا، إلى الفوز على اليمن للإبقاء على آمالها في المنافسة على إحدى بطاقتي دور الأربعة خصوصاً بعد خسارتها في الجولة الأولى.
وقال سعد الشيب حارس مرمى قطر “منتخبنا قادر على العودة والمنافسة على التأهل إلى دور نصف النهائي، وأعتقد أن اللاعبين لم يقصروا وقدموا كل في ما وسعهم، وحاولوا الانتصار وليس التعادل لكن لم يحالفهم التوفيق وإن شاء الله نعوض هذه الخسارة أمام اليمن ثم الإمارات”.
من جهته، قال قطب الدفاع المهدي علي “لو حالفنا التوفيق في مباراة العراق لكانت النتيجة التعادل على أقل تقدير”.
ورغم فارق الإمكانيات إلا أن قطر تخشى مفاجأة تطيح بها خارج البطولة على ملعبها وبين جماهيرها.
وأخفق المنتخب القطري في الفوز على اليمن في خليجي 22 بالسعودية وتعادلا سلباً لكنه حقق اللقب، وفي خليجي 23 بالكويت حقق العنابي الفوز 4-صفر لكنه ودع البطولة في الدور الأول.